السعودية وشريعة التكافل الاجتماعي

الأحد ٢٦ أبريل ٢٠٢٠ الساعة ١٢:١١ صباحاً
السعودية وشريعة التكافل الاجتماعي
بقلم : أ. د. سلمى عبدالرحمن بن محمد الدوسري

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”، وقال عليه الصلاة والسلام: “المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا”، ومنذ قيام الدولة السعودية وهي تطبق نهج شرع الله عز وجل وسنة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم في التكافل الاجتماعي والتشارك في كل ما هو أساس بناء المجتمع المتكافل، وظهر ذلك جليًّا في حجم المساعدات المالية والعينية لكل من مسه الضرر جراء الظروف الحياتية أو الأزمات الطبيعية، ولا يخفى عن العالم أفعال المملكة العربية السعودية مع كل منكوب على وجه الكرة الأرضية.

هذا هو ديدن المملكة العربية السعودية في تطبيق شرع الله في التعامل مع كل الأزمات سواء مع المسلمين على كافة رقعة الكرة الأرضية وغير المسلمين في كل مكان، فإذا كان هذا نهج الدولة الغالية فإن مصطلح التكافل الاجتماعي لدى الشعب السعودي بمفهومه العلمي والديني يضرب أروع الأمثلة في اجتماع كلمة أفراد المجتمع على كلمة واحدة والعمل المشترك فيما بينهم لصالحهم ولصالح المجتمع، وأن يكونوا يدًا واحدة وقلبًا واحدًا ضد كل المعوقات التي تواجه الأفراد والجماعات، في توحد واتحاد على دفع الضرر عن جميع أفراده المجتمع، والوقوف على كل ما يواجه المجتمع الواحد وأفراده، بتقديم المساعدة للمحتاجين وإغاثة الملهوفين وحماية المستضعفين، والنظر إلى كل من لديه حاجة خاصة، والوقوف إلى جانبه بدفع الضرر عن أفراد المجتمع الواحد من مواطنين ومقيمين على ثراء أرض هذا الوطن الطاهر.

ومما يثلج الصدر من آثار هذا التكافل الاجتماعي بالمجتمع السعودي أنه يصون كرامة الفرد مواطنًا أو مقيمًا، وتجعله في حالة من الطمأنينة والراحة على حياته؛ مما زاد من ثقة المواطن والمقيم على أمانه المعيشي؛ لأنه وجد التقدير والدعم من الحكومة، والذي انعكس على أفراد المجتمع، فأصبحوا أفرادًا مجتمعين على كلمة رجل واحد فكانوا أكثر لُحْمةً وتماسكًا واستقرارًا فأصبحوا قوة جعلتهم أقدر على مواجهة كل ما يعترض كيان المجتمع وأفراده بكل الطرق، حيث أسهموا في إزالة الضرر وسد حاجات أفراد المجتمع بزيادة أواصر الألفة والتعاطف فيما بينهم، وهذا مما زاد في التميز والعطاء لحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها الأبي، بما عكس زيادة الإنتاجية الفردية والجماعية في مجال العطاء والبذل لمواجهة التحديات لهذه الظروف، فكفل المجتمع تقديم المساعدات بصور متعددة، فهناك صورة للتكافل الاجتماعي المادي بمساعدة كل المحتاجين وقضاء الدين عن المدينين وكفالة من لا معيل لهم من الأرامل المطلقات وذوي الظروف الخاصة، والوقوف عليها عن قرب، في مواجهة لكافة المشكلات الاجتماعية والحياتية. ولا ننسى دور السعودية في تقديم العون لكل المنظمات الدولية التي تعمل في دفع غائلة الضرر والظروف القاسية عن المجتمعات؛ فقد احتلت المملكة العربية السعودية المراكز المتقدمة على كافة الدول الداعمة بما قدمته من سخاء العطاء نالت على إثره التقدير والثناء.

ولقد ضرب المجتمع السعودي أروع الأمثلة للتكافل الاجتماعي في المسؤولية بين أفراد المجتمع، وخاصة ممن هم أصحاب رؤوس الأموال بالمجتمع، فهؤلاء يقع على عاتقهم مسؤولية حماية المجتمع وحل مشاكله، فمنهم تبدأ مبادرات التكافل الاجتماعي ولا أدعى من ذلك ذكر مبادرات الدولة ومؤسساتها وجمعيتها الخيرية، التي تتعامل مع مواجهة المشكلات المعقدة في المجتمعات وتحاول حلها وتخطيها، لينعم أفراد المجتمع بالأمن والأمان، هنا معنى التكافل الحقيقي الذي يأخذ من شريعة الله ثم من رمز المملكة العربية السعودية مشعل ضياء لكل العالمين، هنا السعودية مغيثة الملهوف وداعمة لكل الظروف… هذه هي السعودية.

 

* أستاذ تنظيم المجتمع بجامعة الأميرة نورة سابقًا

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني