خاشقجي والاغتيال المعنوي

الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ١٠:٥٨ مساءً
خاشقجي والاغتيال المعنوي

في الغالب عند طرحي لموضوع معين، وقبل التعمّق فيه، أميل وأحبذ لأن تكون بدايته بأسئلة تحوم حول ما أود الإبحار حول سواحله والتلاطم بين أمواجه واللعب على الجزر والمد.

والأسئلة هي:

1/ هل قضية خاشقجي- رحمه الله- أخطر من تداعيات حرب الخليج على المملكة؟

2/ هل قضية خاشقجي- رحمه الله- أخطر من تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر على المملكة؟

3/ هل قضية خاشقجي- رحمه الله- أخطر من تداعيات الربيع العبري عفوًا العربي على المملكة؟

والإجابة على جميع الأسئلة السابقة إجابة واحدة وهي:

(لا) وبالخط العربي العريض.. لذلك هذه الإجابة تقودني لسؤالين آخرين لا تقل أهميتها عن سابقتها وسأطرحها مع إجاباتها التي أراها من منظوري وزاويتي والتي سأحاول تلخيصها في نقاط.

السؤال الأول!

لماذا كل هذه الهجوم الإعلامي الشرس والمسعور على مملكتنا العربية السعودية؟

جزء من الجواب سيكون في النقاط التالية:

  • قيل في العُرف المعروف (الناجح مُحارب لأنه محارِب)
  • القاعدة الأساسية والعامة في العلاقات الغربية (لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة ولكن مصالح دائمة)
  • الدول الغربية تريد أن تبقى دول الشرق الأوسط مُستهلِكة لما تنتجه هذه الدول المتقدمة
  • إذا أصبحت السعودية دولة مُنتجة وهي رائدة العالم الإسلامي فمن يستهلك إنتاج الدول الصناعية الغربية؟
  • الانتقال من الاقتصاد الريْعي المُستهلِك إلى الاقتصاد المنتج المؤثر لن يكون بلا ضريبة وثمن
  • نجاح رؤية 2030 بإذن الله يعني فشل قرون من المؤامرات والمخططات السياسية والاقتصادية وربما إعادة صياغة لموازين القوى العالمية

السؤال الثاني!

لماذا صاحب هذا الهجوم خوف وقلق عند البعض ووصل لحد التشكيك في قرارات سابقة؟

أيضًا سأطرح جزءًا من الجواب في نقاط:

  • وجود وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي حاليًّا وعدم وجودها نهائيًّا وقت حدوث أزمات سابقة أقوى بكثير
  • العاطفة الشديدة المقرونة بالجهل الشديد وعدم الإدراك التام بتفاصيل كثير من الأمور حولنا نتائجها كارثية
  • عندما تسلّم عقلك وقلبك وكامل جوارحك لعدوك ستحل عليك الكوارث التي لا تراها على الواقع
  • الإنفاق بسخاء وجنون وتسخير مليارات الدولارات لشراء تأثير الإعلام العالمي وتوجيهه لشيطنة السعودية من دولة تعرفونها جيدًا لمحاولة التأثير وخصوصًا على المواطن السعودي ليفقد ثقته في القيادة
  • تواتر الكثير من الأخبار الكاذبة والمزيفة والموجهة بعناية فائقة لعدة آلاف من المرات بغرض الاغتيال المعنوي
  • الاغتيال المعنوي يؤدي إلى التشكيك في كل قرار والتشكيك في كل مسؤول وعدم الثقة في القيادة وبالتالي إحباط تام وشلل فكري واستسلام لشعور الهزيمة

وأخيرًا ماذا يجب علينا كمواطنين سعوديين للتصدي لهذه الهجمة ولمثلها مستقبلًا؟

  • الثقة بالله أولًا وآخرًا ودائمًا وأبدًا.
  • الثقة بملك عاصر جميع الملوك السابقين وجميع الأزمات الحقيقية السابقة كحرب الخليج وغيرها.
  • الثقة بولي العهد المجدد الذي يشتغل ليل نهار ويسافر لكل الأقطار من أجل هذا الوطن العظيم.
  • الدفاع عن الوطن يعني الدفاع عن دينك وعرضك وأمنك وعائلتك وبيتك وشقتك الصغيرة.
  • الاعتماد على المصادر الرسمية فقط للأخبار.
  • الاستفادة القصوى من هذه التجربة واستحضارها مستقبلًا بكامل تفاصيلها عند التعامل مع حوادث وتجارب مشابهة لها والتي ربما تتكرر (الهجوم الإعلامي ربما لن يتوقف وهذا قدرنا) ولكن سننتصر في النهاية بإذن الله.

خاتمة: رحم الله جمال خاشقجي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • 'S.Alabdely

    مقال أكثر من رآآئع..
    ولكنه تأخر كثيراً ..من ناحية التوقيت..
    وأتوقع بأن عزيزي فيصل المالكي يوافقني..
    المتابع البسيط المحب لوطنه، عبر هذه الأزمة بمفرده،
    تجاوزها رغم الألم وتضاول الناهشين
    بين جاحد ، وحاقد ، ومأجور ، ومنتظر للسقوط..!!!
    إنتصر في ظل الغياب الإعلامي الوطني بشكل عام وبشتى صوره،
    لأنه يؤمن بأن لديه وطن عظيم يستحق الكثير،
    وقيادة عظيمة لن تخيله..!!
    حفظ الله الوطن و أدآم عزه ورفعته.
    .
    تحياتي⚘

  • فيصل المالكي

    هذا المقال ياعزيزي ،، حاولت أن يكون قبل وأثناء وبعد القضية ،، وأيضا ركزت على التعامل مع مثل هذه الحادثة مستقبلا ..
    والمعنى العميق لهذا المقال ربما أكبر من مجرد الحديث عن خاشقجي رحمه الله تعالى ..

    وتقبل تحياتي ..
    فيصل المالكي ..