عظموها في نفوسهم!

الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٩ الساعة ٨:٤٠ مساءً
عظموها في نفوسهم!

عام دراسي قد أفل، مر فيه الطلبة بأنواع من المشاعر، ما بين فرح وسرور وحزن وإحباط، عاشوا في ذلك العام تحديات وعقبات، منهم من تجاوزها بنجاح ومنهم من تأرجح بين تخطيها والوقوع في حبالها!

والذي نتمنى أن يكون عامًا قد تكلل بالنجاح على الجميع في نهاية المطاف، ومع انتهائه وخلو المدارس على من اعتادت احتضانهم في بحر علمها تنطفئ أنوارها بدموع فقدانهم لحين موعد لقياهم.

وتعود المنازل أكثر حيوية في إجازة الصيف بعد أن كانت تشاطرهم المدارس أوقات طلبتها، ويتفرعون هنا من حيث استغلال تلك الإجازة لفئة تعرف ماذا تريد منها، وقد رسمت المنهجية الواضحة في استغلالها لتحقق أقصى فائدة ممكنة.

وليس معرض حديثي هنا عن هؤلاء؛ فقد كفينا ذلك، إنما المحور الأهم هو تلك الفئة الأخرى التي لا تعلم بماذا تستثمر به تلك الفترة ولم يخطر ببالها إطلاقًا، فالأهم عندهم أننا طوينا صفحة الدراسة، وأن نتمتع بالإجازة، وهي من اسمها “راحة جسد وذهن” ليس غير ذلك، لتنتهي وتلحق بسابقتها دون تطور وفائدة يقدمها لنفسه!

وهنا يأتي دور الوالدين، ولابد أن يكون ملموسًا وجليًّا في تعظيم الإجازة لدى أبنائهم وبناتهم وحثهم على استغلالها بالقراءة، والالتحاق ببرامج التدريب، من تعلم لغة، واكتساب مهارة، وتقديم العون المادي والمعنوي قدر الاستطاعة، حتى لو تطلب الأمر الشدة عليهم بشكل موزون فعليهم فعله؛ لأن ذلك من شأنه أن يستفيد الأبناء بتطوير أنفسهم بما ينعكس إيجابًا عليهم في مستقبلهم، سواء كان في إكمال دراسة أو الالتحاق بوظيفة وتكون لهم الحظوة الكبرى.

إضافة إلى أن الفراغ قد يسحب بأبنائك لأمور لا تُحمد نهايتها، وعدم وجود أهداف لديهم سيدفع بهم للاستعانة بأجهزة الألعاب والتقنية الحديثة لتقطيع وقتهم عليها، وهو ما سيضرهم في صحتهم وفي طريقة تفكيرهم وقد يتعدى لأخلاقياتهم، واهتمامك به في مراهقته سينشئ في داخله بمرور الوقت شعور الإحساس بالمسؤولية والمبادرة دون انتظار أن يكون هناك تدخل منكم أو من غيركم بكيفية استغلال أوقات الفراغ.

وختامًا، احرصوا على ألا يفوت أولادكم قطار الفائدة أو يكونوا في مؤخرة الركب!

* كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية
@TurkiAldawesh

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني