فساد الرياضة في مصر طق حنك

الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠١٩ الساعة ٧:٢٤ مساءً
فساد الرياضة في مصر طق حنك

رغم الخروج المُخزي لمنتخب مصر من بطولة أمم إفريقيا التي تنظمها الدولة بشكل ناجح حتى الآن، إلا أن الأمر ليس كله محزناً، فمن رحم المعاناة يأتي النجاح، ومن الألم يكون الأمل.

خسرنا البطولة لكن لم نخسر التحدي .. تحدي نقل صورة إيجابية للعالم عن مصر وشعب مصر والأمن والاستقرار الذي تنعم به مصر.

أمامنا فرصة ذهبية لإنجاح البطولة بأن نُشجع مصر كدولة لا كمنتخب يتكوّن من بعض الأشخاص قد نتفق أو نختلف حولهم لكن الدولة المصرية هي التي يجب ألا نختلف على حبها أو دعمها.

هناك فارق كبير بين تشجيع مصر وتشجيع منتخب مصر، الأولى هي الأهم وهذا يتطلب منا استمرار تدفق الجماهير على الملاعب بنفس الحماس لأننا أصحاب العُرس ولا يجب أن نغادر حفل الزفاف قبل أن ينصرف الضيوف.

يجب أن نشجع رجال الشرطة والجيش الذين يواصلون الليل بالنهار، يقفون في الشوارع والطرقات، في الحر وفي البرد، حتى تخرج البطولة على أكمل وجه في الوقت الذي كان فيه أفراد المنتخب يتنعمون في غرفهم الوثيرة.

جميعنا غاضب مما حدث من المنتخب .. لكن هل كنا نتوقع منهم غير ذلك؟ من رأى الأداء في بطولة كأس العالم الأخيرة روسيا 2018، ومن رأى مباراة الافتتاح مع زيمبابوي، أول الخارجين من البطولة، كان لا يمكن أن يتوقع المزيد من هذا المنتخب المتشرذم الذي يفتقد إلى الروح الوطنية وإن امتلك لاعبوه بعض المهارات الفردية.

الحديث عن الفساد في الرياضة هو حديث مكرور ولا يمثل مفاجأة لأي أحد، لكنه يظل ” طق حنك” كما يقول الإخوة في الخليج ما لم يدعم بمستندات، ولن تتحرك الدولة سياسياً ولا قانونياً ما لم يتقدم أحد ببلاغ رسمي مدعوم بالمستندات حول هذا الفساد لأن الفيفا هو الآخر يتربص لأي دولة تتدخل في النشاط الرياضي سياسياً.

المطلوب من كل من يتحدث عن فساد في الرياضة أن يتقدم بما يمتلك من أدلة على صورة بلاغ للجهات المختصة ولا يستخدم هذا الكلام في برامج التوك شو لتحقيق مصالح شخصية من خلال المساومة على ما تحت يديه من معلومات.

نريد مرة واحدة أن نتحرك للنهاية ولا نفقد حماسنا لكشف الفساد، لأن المفسدين لديهم أدوات للضغط على كل من يهدد بكشف حقيقتهم وهنا ستظل الحقيقة غائبة ويختفي الحديث عن الفساد بالتدريج ثم يعود مرة أخرى مع أول كارثة مقبلة.

*كاتب مصري

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني