إحباط تهريب 19 كيلو حشيش في عسير
وظائف شاغرة في هيئة الطيران المدني
وظائف شاغرة بـ فروع الخطوط القطرية
الكمثرى ثمار من ذهب على أرض تبوك بـ 750 طنًا سنويًا
من التأهيل العسكري إلى الثقافة الوطنية.. الدفاع تصدر عددًا شاملًا يواكب المتغيرات العسكرية والأمنية
القبض على مخالفين لتهريبهما 180 كيلو قات في جازان
بابا الفاتيكان يدعو إلى وضع حد فوري لحرب غزة الهمجية
رصد 18 مكتب استقدام مخالف في الربع الثاني لـ 2025
الملك سلمان وولي العهد يهنئان رئيس كولومبيا
فوز تحالف العربية وشركاؤها كناقل وطني اقتصادي جديد بـ 45 طائرة و57 وجهة دولية
لم أكن أجرؤ على طرح رأيي في هذا الموضوع، قبل صدور قرار السماح للمرأة بالقيادة، وما ذلك إلا لما أعلمه من ردة فعل المجتمع التي سوف تكلفني الكثير والكثير، وأقلها من خلع الألقاب المشينة كلفظة (ديوث) التي نَعَتَني بها أحد الأصدقاء عند مناقشة هذا الموضوع في مجلس خاص، قالها ليس من باب الغيرة الدينية؛ فهو أقل من أن يوصف بالمتدين، لكنه قالها من باب النعرة الاجتماعية المتطرفة.
وعندما قيّض الله لنا ملكَ الفكر النير وصاحب الرؤية الثاقبة المتبصر في مصلحة المجتمع سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه- ليتخذ قراره التاريخي بالسماح للمرأة بالقيادة، واضعًا بذلك حدًّا فاصلًا لهذه القضية الاجتماعية.
ولن أتطرق إلى المصالح المرجوة من تطبيق هذا القرار بشكل عام؛ فالكثيرون تناولوا ذلك بالطرح والنقاش وأجادوا وأفاضوا فيه، لكنني أتحدث عن جزئية محددة ومصلحة كم كانت معطلة، ألا وهي (أهمية قيادة المرأة في خدمة ذوي الإعاقة).
إن مئات الآلاف من ذوي الإعاقة على اختلاف إعاقاتهم من الجنسين كانوا يتكبدون العناء والتعب في سبيل تحرك آمن ومريح وغير مكلف؛ ولهذا فإنني أبين ما كان عليه ذوو الإعاقة قبل صدور هذا القرار على سبيل المثال لا الحصر:
– إن الخصوصية التي كان يتمناها المعاق لم تكن موجودة فليس له سوى الصمت أو الحديث المقتضب وبرمزية في كثير من الأحيان، وما ذلك إلا لوجود السائق الذي أصبح مع مرور الوقت ملمًّا بالعربية ربما أكثر من أصحابها؛ وبالتالي فلحظات النقاش والحوار والأخذ والرد مع الزوجة أو الأسرة قتلها وجود السائق للمركبة.
– لقد كانت المرأة الكفيفة في معاناة شديدة وفي تخوّف كبير من وجود السائق لها وذلك لوجود الخادمة في السيارة، فكانت تخشى من وجود تآمر ما أو تواصل إشاري مع السائق، والحوادث من هذا القبيل كثيرة، والكفيفات لديهن من التجارب المريرة الكثير.
– إن ما يتم صرفه على السائق من أجور أثقلت كاهل المعاق، لاسيما من لديه خادمة أو ممرض أو ممرضة، فالمصيبة أدهى وأمر.
– في كثير من الأحيان عندما يسافر السائق أو يهرب يبقى ذو الإعاقة مشلول الحركة متعطلة مصالحه، وكم واجهنا من هذه المشكلات في حياتنا!!
– إن وجود السائق كان معيقًا لرحلات التنزه والسفر، فلابد من إيجاد مكان له في كل رحلة، وهذا ما يجعل هناك معاناة مالية وتقييدًا لحرية الأسرة وأخذها لراحتها في الحركة والتفسح والاستجمام.
– الشخص ذو الإعاقة قبل صدور القرار المبارك من المستحيل أن يكون له خصوصية أو سر؛ فالسائق يعرف كل أسراره، وما ذاك إلا لملازمته له كظله.
– وما يتعلق بالمشكلات الأمنية للسائقين مع ذوي الإعاقة فحدِّثْ ولا حرج؛ فمراكز الشرط والوقائع الأمنية تشهد بذلك.
وبعد هذا العرض الوجيز أما كانت قيادة المرأة مصلحة معطلة كلفتنا الكثير والكثير عبر السنين؟!
إن قيادة المرأة سوف تقضي على كل ما سبق من مشاكل وغيرها، ومن الطبيعي أن كل شيء جديد سوف يكتنفه بعض المشكلات التي سوف تُحَلّ بإذن الله تعالى.
وبحق أقولها دون رياء أو سمعة أو محاباة فالله شاهد ولا شاهد سواه: لقد جاء هذا القرار في وقت كم نحن بأمسّ الحاجة له، قرار تاريخي ومصيري وتأثيري، وسوف يدرك كل من كان يعارضه في وقت ما أن ذلك الرفض كان عن جهل وعدم وضوح في الرؤية لديه.