مراكز الأحياء الصحية.. وخدمة الفئات المحتاجة ؟!

في عام 2002م تم تأسيس نظام الصحة السعودية بموجب مرسوم ملكي لضمان توفير شامل ودمج الرعاية الصحية لجميع السكان في المملكة العربية السعودية بطريقة عادلة! وفي عام 2004م كان هناك 1848 مركزاً للرعاية الصحية الأولية، وفي عام 2008م كان عدد المراكز الرعاية الصحية 1925 مركزاً في مختلف أنحاء المملكة، و220 من المستشفيات التي اعتمدت نظام الإحالة من المراكز، وذلك لتوفير الرعاية العلاجية لجميع أفراد المجتمع.

وحيث إن المراكز الصحية صُنّفت في نظام الرعاية الصحية السعودي (في المستوى الأول) لتوفيرها الخدمات الوقائية، ومتابعة ما قبل الولادة، والطوارئ، والخدمات الأساسية، فضلاً عن العيادات المتنقلة في المناطق الريفية النائية، فإن الكثير يُشيد بتطور مستوى وخدمات مراكز الرعاية الصحية في الأحياء عن السابق، وأتمنى أن ما ذُكر فعلاً عن الخدمات المتوقع أن المراكز الصحية تقدمها بأنها حقّ للجميع، لأنني سأتناول جانبين هاميّن أتمنى تفعيلها على أرض واقع الخدمات الصحية لدينا أسوة بنظام الرعاية الصحية الأوروبي وهي كالتالي:-

١- أن يتبنى كل مركز صحي حصر حالات كبار السن في الحي، ويتم فتح ملف طبي خاص لكل كبير في السن، يبدأ بعدها متابعته من عيادة طب الأسرة بالمركز، ثم التحويل للعيادات أو المراكز الطبية التخصصية تبعاً لحالته، والأهم إدراج تلك الحالات المرضية الخاصة منهم على قائمة (برنامج الرعاية الطبية المنزلية) ليتم متابعة حالته المرضية، وتوفير الخدمات الصحية التي يحتاجها وفقاً لمرحلته العمرية وقدرته الجسدية (لأن هناك حالات أعمارهم فوق السبعين ويواجهون صعوبة في مراجعة المستشفيات بشكل دوري)!

٢- أيضاً أن تتبنى المراكز الصحية مبادرة (رعاية الأم والطفل) ما بعد الولادة مباشرة، وزيارتها في منزلها لمتابعة برنامجها اليومي الصحي مع المولود، وتوعيتها صحيًّا، ومساندتها نفسياً، وخاصة فئة الأمهات اللاتي لا أسرة لهن داخل المنطقة، أو من فئة الأيتام، وتعاني من الوحدة والحاجة للدعم النفسي والصحي والمساندة في هذه المرحلة الحرجة! ويحضرني برنامج رعاية الأم والمولود في بريطانيا حيث يتم متابعتهما في الأسابيع المبكرة لما بعد الولادة بغض النظر عن الوضع الاجتماعي، والمادي للأسرة! وهذا ما نحتاجه فعلاً للفئات المحتاجة لهذا الدعم وخاصة ممن يعيشون في المناطق النائية، والذي لن يتم الوصول لهم إلا من خلال تأسيس قاعدة بيانات لجميع سكان الحي الذي يشرف عليه المركز صحيًّا.

وأن يتم ربط نتائج مثل هذه الخدمة الصحية الإنسانية بالبرنامج الوطني للفحص المبكر لحديثي الولادة للحد من الإعاقة والذي انطلق عام 2016م ويحتوي على إجراءات طبية مهمة، لكن للأسف أغفل الجانب النفسي والاجتماعي لدعم الأم ومولودها وخاصة ممن يفتقدون لوجود الأسرة من حولهم.

@moudyzahrani

• # الفئات المحتاجة
• # مراكز الأحياء الصحية
• # مراكز صحية