مواجهة الشائعة في زمن الجائحة

الأحد ١٢ أبريل ٢٠٢٠ الساعة ٩:٤٥ صباحاً
مواجهة الشائعة في زمن الجائحة
بقلم - إبراهيم باحاذق

مما لا شك فيه أن الناس في العالم برمته يعيشون لحظات استثنائية، فنحن في أعمارنا لم نشهد شيئًا مماثلًا لجائحة كوفيد 19 أو ما يعرف بالكورونا، فقد ظهرت في الصين ومن ثم تجاوزتها شاملة معظم دول العالم، بأعداد مصابين اقتربت من المليونين، وأعداد وفيات قاربت تجاوزت منذ حين 100 ألف شخص، هذا الأمر يضعنا لدى مسؤولية جمة لا تتعلق بسلامتنا نحن فقط بل تتعلق بأمان وسلامة البشرية جمعاء.

إن مسؤوليتنا كمجتمعات وأفراد تبدأ من التزامنا التام بالتعليمات والإجراءات التي تمليها علينا الجهات المحلية المختصة، كونها الأكثر دراية واطلاعًا على الشأن الداخلي وما يتعلق به من أعداد وما يتصل به كذلك من إمكانيات وإحصائيات متوفرة، ليس مطالبين بجهود كبيرة لمكافحة هذا الفيروس القاتل، كل الجهود تتركز في البقاء في المنازل لأكبر فترة ممكنة، فضلًا عن إتباع الإرشادات الطبية المتعلقة بالوقاية من المرض أو التداوي منه.

وتبرز كذلك مسؤولية أخرى على الأفراد تتمثل في دحض الشائعات المتعلقة بهذه الجائحة، ومواجهتها بكل السبل الممكنة، ووسائل التواصل الاجتماعي كما نعلم هي ساحة رحبة لمثل هذه الشائعات، والمواجهة الأمثل لها تتمثل في تجاهلها وعدم المساعدة على نشرها، وكذلك استقاء معلوماتنا حول المرض من خلال الجهات الرسمية فقط.

الوضع الحالي لا يحتمل أي معلومات مغلوطة، فنحن في حاجة لعدم إثارة الرعب في قلوب الناس، وفي نفس الوقت لا نطمئنهم بشكل يسلمهم للاسترخاء ويبعدهم عن مستوى الموقف، ما هو مطلوب حاليًا هو حالة وسط نكون فيها كيسين متجاوبين مع تطورات الموقف بما يتطلبه من إجراءات تبعًا لما تمليه علينا قيادتنا الحكيمة وجهاتنا الصحية.

ينبغي أن يكون التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بحذر شديد فكل شخص حاليًا بإمكانه أن يتحدث ويبث ما يشاء من معلومات دون تخصص أو مراجعة لصحتها، لذا فكل خبر أو تغريدة نطالعها من أحدهم يجب أن نتعامل معها بشك، إلا إذا ثبت استنادها لمصدر رسمي أو معلومة صحيحة مؤكدة، تلك ثقافة يجب أن نرسخها لدينا، سواء في لحظات استثنائية مثل التي يحياها العالم كله حاليًا، أو في أي وقت آخر، أعني هنا ثقافة استقصاء المعلومات والأخبار والتأكد منها قبل التسليم بها وتصديقها.

إن الجهات الصحية وعلى رأسها وزارة الصحية لدينا أثبتت نجاعة وقدرة مميزة على احتواء الموقف، فعدد الوفيات القليل هو مؤشر مهم يبين مدى الجهد المبذول لمداواة المرضى ورعايتهم، لكن في المقابل فإن تزايد عدد الإصابات يضعنا كمجتمع أمام تحد كبير من أجل تغيير سلوكياتنا وجعلها أكثر اتساقًا مع تعليمات الجهات الصحية، فذلك هو العامل الأساس في خفض مؤشرات الإصابة وانحدارها إلى مستويات معقولة، تمهيدًا للقضاء على الفيروس تمامًا بإذن الله.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • Mohamed ELSabban

    كلام سليم
    محاربة الشائعات التي تُضعف الهمم والمعنويات في مثل هذه الأزمة لا تقل أهمية عن محاربة الفيروس
    اللهم ارفع عنا الوباء وبدل حالنا إلى أفضل الأحوال