وقفة تأمل

الخميس ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ٩:١١ مساءً
وقفة تأمل
بقلم المستشارة: هيفاء بنت أحمد العقيل

في وسط الضجيج وتوتر العلاقة وأنانية طغت على أحد الأطراف أو كليهما، إهمال للحقوق والواجبات وتجاهل المسؤولية أو انعدام الإحساس بها.

كلُ من الطرفين أو أحدهما يطالب بحقوقه وينادي بحريته وكأن الحرية تمرد على ذلك الكيان وأفراده وكأن الحقوق والواجبات مقصورة عليهما طرفان لا ثالث لهما يسمع ويرى وتعصف به رياح الألم زعزعة نفسية وصراع داخلي وفقدان الثقة فيمن حوله يعيش في حيرة وشتات باحث عمن يحتويه ويشعر به يُشعره بقيمته الحقيقة يُشعره بالأمان المفقود في ذلك الكيان.

الكيان الأسري الذي كان من الواجب أن يجد به الأبناء الهدوء والاستقرار والأمان النفسي والاشباع العاطفي الذي هو حق من حقوقه حتى لا ينحرف عن المسار وينجرف وراء التيار، تيار أقران السوء يبدأ بالسهر خارج المنزل، ضعف في التحصيل الدراسي، رائحة الدخان تفوح من ملابسه وعلامات الضياع بدأت في ملامحه وكل واحد من الزوجين أو أحدهما مشغول في مطالبة وكيف يحققها!

عزيزي الزوج.. عزيزتي الزوجة.. إذا قبلنا أن نكون زوجين فهذا يعني اننا قبلنا أن نكون أباء وأمهات شركاء في هذه الحياة لدينا مسؤوليات ولنا حقوق وعلينا واجبات ممتدة إلى المصلحة العامة لذلك الكيان بأكمله الزوجان والأبناء ولم تقتصر المصالح على زوج أو زوجة المسؤولية عظيمة أكبر من انها استمتاع وإنجاب.

المشاكل التي لم تُحل لن تنتهي بل ستمتد وستصل إلى إضعاف الكيان الاسري وضياع الأبناء وجرهم إلى المخدرات التي تقود إلى طريق الجريمة.

اسالوا نفسكم؛ ما النتيجة التي حصلتم عليها من الخلافات والمشكلات؟ ما الثمار التي جنيتموها؟ تأملوا واقعكم ستجدون الخسائر أكبر من المطالبات خلل في العلاقة الزوجية حياة متوترة لا تعرف معنى الراحة، الهدوء والاستقرار مفقود والرحمة والمودة لا طريق إليهما.

أيها الزوج.. ايتها الزوجة

نحتاج أن نتدارك مشاكلنا ونسعى جاهدين لحلها بشكل يرتقي بنا ولحماية أبنائنا من الانحراف وطريق الضياع علينا ان نفهم ونعي مفهوم الحياة الزوجية وأن الإسلام اهتمَّ بها اهتمامًا بالغًا ابتداءً من اختيار الزوجة الصالحة وقبول الفتاة الزوج الصالح صاحب الدين والخلق وأن الاختيار يتم لشخص يرافقك ويشاركك الحياة فأنت لا تَشتري سلعةً من السوق إن أعجبتك وإلا اشتريت غيرها.

الحياة الزوجية مبنية على الشراكة بين الزوجين بمسؤولياتها والتزاماتها ووظائفها فيجب على الزوجة أن تقوم بحقوق الزوج كما يجب على الزوج أيضاً أن يقوم بحقها كما قال الله تعالى ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (فعلى سبيل المثال لا الحصر) الاحترام مطلب من متطلبات الحياة الزوجية فهو لا يقتصر على احترام الزوجة لزوجها بل يلزم الزوج ايضاً ان يحترم الزوجة و يقدرها فهي ام لأبنائه وهي الأولى بالاحترام و التقدير وهذا ينعكس على الأبناء الذين لهم حق على والديهم في التربية و الرعاية والاحتواء واشباع حاجاتهم وفق القيم الدينية والأعراف الاجتماعية والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه وأن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم.

عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وهنا نجد كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم تشغله أعباء الرسالة وأمور الأمة عن رعاية أهله كما أن القيام بحق الأهل من التعبد لله تعالى وهو من الواجب الشرعي.

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • علي القحطاني

    بارك الله فيك اختنا هيفاء العقيل

  • حسين بن يحيى البهكلي

    بارك الله فيكم ونفع بكم أ. هيفاء