أشعار العاشقين.. وواقعنا!

الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٥ الساعة ١:٢٢ مساءً
أشعار العاشقين.. وواقعنا!
بقلم: إبراهيم بن سعد الماجد

نطرب ونردد أشعار قيس بن ذريح الليثي ( مجنون لبنى) ويزداد اعجابنا وتغنينا بما قال في لبنى عندما يكون الوجد والتمني، وذلك في مجالسنا وسمرات ليالي الشتاء الجميلة، التي أقبلت علينا جعلها الله ليال خير وسعادة وبركة.

من هي لبنى ؟
‏إِذا عِبتُها شَبَّهتُها البَدرَ طالِعاً
‏وَحَسبُك من عيبٍ لَها شَبَهُ البَدرِ

‏لَقَد فُضِّلت لُبنى عَلى الناسِ مِثلَ ما
‏عَلى أَلفِ شهرٍ فضلت ليلةُ القَدرِ

هذه هي لبنى في عينيّ قيس، تشبه البدر نوراً وبهاء، وهي المفضّلة على نساء العالمين، كما فضّلت ليلة القدر الشريفة على سائر ليالي العام !

هل هذه مبالغة شعرية، أم هي حقيقة وجدانية استقرّت في قلب قيس، وهل رآه الآخرون ؟ أسئلة جوابها بكل بساطة، أن حالة العشق والحب التابع ليس شرطاً أن يكون في أعين الآخرين، فلكل عين نظرتها، ولكل قلب حبه .

تزوج قيس لبنى ولكنها وبعد مضي أكثر من أثنى عشر عام فارقته رغم حبهما لبعض وماذلك إلا كونها عاقراً لا تنجب، وبضغط وسخط عليه من والده أضطر إلى طلاقها، وودعها بدموع الحب ولهفة العاشق.

‏فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها
‏مقالة واش أو وعيد أمير
‏فلن يمنعوا عينيّ من دائم البكا
‏ولن يذهبوا ما قد أجن ضميري
‏إلى اللّه أشكو ما ألاقي من الهوى
‏ومن كرب تعتادني وزفير
‏ومن حرق للحب في باطن الحشا
‏وليل طويل الحزن غير قصير
‏سأبكي على نفسي بعين غزيرة
‏بكاء حزين في الوثاق أسير

وتكون أقدار الله لتعود إليه بعد قصة هي للخيال أقرب من الحقيقة! فقد باع ناقة له على رجل واخذه الى داره ليسلمه الثمن وقام باكرامه فكان ان رأته لبنى وراءها فغادر الدار دون استلام الثمن، فتعجّب زوج لبنى! فاخبرته بما صار فلحق به وارجعه وقال تختار لبنى بيننا فأن اختارتك طلقتها، فكان أن اختارت قيس! فطلقها وتزوجت بقيس، فقال في زوجها:

‏جزى الرحمن أفضل ما يجازى
‏على الإحسان خيراً من صديق
‏فقد جربت إخواني جميعاً
‏فما ألفيت كابن أبي عتيق
‏سعى في جمع شملي بعد صدع
‏ورأى حدت فيه عن الطريق
‏وأطفأ لوعة كانت بقلبي
‏أغصتني حرارتها بريقي

ولكنها فارقته بالموت بعد فترة وجيزة،فقال:

‏إلى اللهِ أشْكُوا فقْد لبْنى كَما شَكَى
‏إِلى اللهِ بَعْدَ الوالِدَيْنِ يَتِيمُ

‏يَتِيمٌ جَفَاهُ الأقربونَ فجسمه
‏نَحيلٌ وعهدُ الوالديْنِ قديمُ

‏فيا ليت أني متّ قبل فراقها
‏وهل تَرْجِعَنْ فَوْتَ القضيةِ ليتُ

ليفارق الحياة بعدها كمداً وحزنا!

أؤمن بنا الحب موجع، وأن العشق مؤلم، ولكنني اعتقد بأن ما بين يدينا من قصص المحبين والعاشقين يكتنفها كثيراً من المبالغة، وإن كانت تحمل الكثير من صدق المشاعر والشعور.
سنستمتع بهذه القصص والأشعار، ونسلي انفسنا، سواء كانت حقيقة في مجملها، أم خيال في معظمها.

‏*[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني