ويتكوف يكشف تفاصيل اجتماع ميامي حول غزة
تحذير من أسرّة التسمير… تُسرّع الشيخوخة وتسبب السرطان
بريطانيا تكشف عن شركات جندت كولومبيين للقتال بالسودان
زيلينسكي: الاتفاق مع أمريكا ليس حول تقسيم الأراضي
العثور على كنز أثري ثمين في تونس
الجاسر يقف على حركة السفر في مطار الملك خالد الدولي
نقل 3 مواطنين من القاهرة لتلقي العلاج في المملكة
لقطات توثق عودة العمليات التشغيلية بمطار الملك خالد الدولي
في فصل الشتاء.. نصائح لتعزيز المناعة والوقاية من أمراض البرد
القبض على 4 إثيوبيين لتهريبهم 80 كيلوجراما من القات بعسير
تتمتع المملكة بثقل سياسي واقتصادي وديني كبير، يجعل منها دولة محورية مهمة في المنطقة والعالم. هذا الثقل لم يأتِ من فراغ، وإنما من طبيعة الدور المهم الذي تلعبه الرياض من أجل تعزيز استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم، وترسيخ الأمن، فضلًا عن محاربة الإرهاب، ومواجهة الفكر الضال، وتأمين الطاقة للعالم بأسعار معقولة.
وزادت المملكة من ثقلها الدولي، عندما قادت دول العالم الكبرى بحكمة واقتدار، إلى بر الأمان، من خلال رئاستها مجموعة العشرين الاقتصادية، متجاوزة الكثير من الصعاب والتحديات التي خلفتها جائحة كورونا على المشهد العالمي، في هذه القمة، كان العالم يراقب ماذا ستفعل أول دولة عربية مسلمة ترأس مجموعة العشرين تجاه الجائحة، أكبر أزمة صحية يعيشها العالم في العصر الحديث، وكانت المملكة على قدر المسؤولية وعند حسن ظن الجميع بها، من خلال مبادرات إنسانية واقتصادية خففت الكثير من تداعيات الجائحة.
وتؤمن الولايات المتحدة الأمريكية قبل غيرها، بأهمية المملكة، وبالدور الريادي لها في قيادة العالمين العربي والإسلامي، فضلًا عن جهودها في ترسيخ مبدأ الاعتدال والتسامح بين الأديان، بعيدًا عن الغلو والتطرف، ولهذا لا تتردد الإدارات الأمريكية، بجمهورييها وديمقراطييها في التقرب من المملكة، وتعزيز علاقتها بها، “أولًا” لحماية المصالح الأمريكية، و”ثانيًا” لترسيخ الشراكة معها، والاستفادة من قوة الاقتصاد السعودي.
وتتذكرون معي أن ثقل المملكة هو الذي دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى أن يختار المملكة لتكون أول دولة يزورها عقب تسلمه الحكم، وقد أوصى مساعدوه بإجراء هذه الزيارة فورًا، وما أؤمن به تمام الإيمان، أنه لا فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين في الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية الخارجية، التي تراعي في المقام الأول، الصالح العام الأمريكي قبل أي شيء آخر، وهذا الصالح سيدفع- لا محالة- إدارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى اتباع الأسلوب نفسه، والتقرب شيئًا فشيئًا إلى المملكة وقادتها.
التحفظ الذي تُبديه الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الكثير من الملفات في الشرق الأوسط حاليًّا، أرى أنه يندرج ضمن رغبة الرئيس بايدن في مخالفة كل ما كانت تتبعه إدارة ترامب، للتأكيد أمام العالم على أن الأخير كان على خطأ، وأن إدارة بايدن جاءت لتصحيح هذا الخطأ. ولن يمر وقت طويل، لتبحث إدارة بايدن عن مصالحها، هذه المصالح ستكون مع المملكة وليس مع غيرها، هكذا يقول المنطق والعقل اللذان يحكمان الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود طويلة.
في المقابل، تبقى المملكة دولة حكيمة وهادئة، تجيد قراءة خريطة العالم بكل حكمة وتروٍّ، وعلى نتائج هذه القراءة، تحدد إستراتيجيتها في التعامل مع الآخرين، ولا تنسى المملكة أن تؤكد مكانتها بأفعالها ومواقفها الإنسانية والنبيلة، هذا هو أسلوب الدول الكبرى التي يطلب الجميع ودها والتقرب منها، هكذا ستبقى المملكة وهكذا نالت احترام العالم.