مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 1.839 لغمًا عبر مسام في اليمن
نجوم الأهلي والهلال والنصر يسيطرون على التشكيلة المثالية بآسيا
إنشاء مدينة لزراعة اللوز والفواكه على مساحة تتجاوز نصف مليون متر بالباحة
ريال مدريد يتفق مع أنشيلوتي على فسخ التعاقد
سبب وفاة الفنان المصري نعيم عيسى
موعد مباراة النصر والاتحاد في دوري روشن
النصر يُفكر في إقالة بيولي ويحدد بديله
توقعات الطقس غدًا في مصر ونصائح للتعامل مع الحالة
أول تعليق من شام الذهبي بعد إعادة فتح عيادتها في مصر
بالأرقام.. فينالدوم الأكثر مساهمة تهديفيًا في الاتفاق
لطالما ارتبط مفهوم التربية مع وجود المرأة، فعندما نتحدث عن الطفل، نتحدث عن الأم مباشرة، دون أن نلقي الضوء على دور الأب في هذه التربية، وأهمية دوره في بناء شخصية الطفل.
وبما أننا نعيش في مجتمع مسلم تكون القوامة فيه للرجل في الانفاق والتوجيه إلى جانب دور الأم التربوي في ما يشبه التكامل والتكافؤ بينهما فقد يُلقى على عاتق المرأة مسؤولية التربية كاملة مما يجعلها تواجه صعوبات بالغة خاصة في مراحل النمو العمري ودخول مرحلة البلوغ والمراهقة وحين يغيب دور الاب فإنه يتفاقم حجم المسؤولية التربوية على الأم وقد يكون غياب دور الأب لعدة اسباب وليس فقط لأنه مشغول بتوفير لقمة العيش، بل قد يكون جهلاً منه بأهمية وجوده في مراحل تربية الأبناء، وما يخصه في بناء شخصيته بشكل متوازن.
الأسرة المكونة من زوج وزوجة وأبناء، تحتاج إلى منهجية خاصة ودعائم قوية في علاقاتها في ما بينها، وفي معاملاتها مع أفرادها، حتى تستطيع تحقيق السعادة والغايات والأهداف المنشودة من النجاح والتطلعات والآمال.
إن وجود الأب في حياة الأطفال، يعني الحماية والرعاية، ويعني القدوة والسلطة والتكامل الأسري والحب عبر مراحل النمو، فالأبناء بحاجة إلى أن يشعروا بأن هناك حماية ورعاية وإرشادات وتهذيب سلوك قد يختلف عليهم نوعاً ما عن ما يجدونه عند الأم التي تغدق عليهم بالحب والحنان بخلاف اسلوب الأب الجاد في بعض الأحيان إلا أنهم يتقبلونه وبالتالي فأن هذا النهج التربوي بين مهام الاب والأم يحدث توازناً في اسلوب ومعطيا التنشئة وبأن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة، وهو الموجه والمسؤول عن رعيته، فوجود الأب كمعلم في حياة الأطفال، يعتبر من العوامل الضرورية في تربيتهم وإعدادهم للحياة لكي يصبحون فاعلين في مجتمعهم.
بالرغم من أن الأم هي الأساس في حياة الطفل منذ الولادة، إلا أن دور الأب تبقى أهميته من نوع آخر، وذلك من خلال تقديم الحنان الأبوي، والسهر على حياة الطفل وحمايته من كل أذى، بالتواصل معه والتقرب منه، فينمو الطفل نمواً سليماً ويكبر على أسس تربوية سليمة، فالأدوار التي يقوم بها كل من الأب والأم مهمة جداً في النمو التربوي للطفل، رغم اختلافها.
إن بعض الآباء يظنون أن دور الأب يقتصر على تأمين السكن والمأكل والملبس والمصاريف، فلا يعرف الأبناء عنه سوى مفهوم أنه ذلك الأب الديكتاتور المتسلط الحازم في كل شيء، لكن هذا يعد خطأ فادحًا في علم التربية فمشاركة الأب في تربية الأبناء شيء في غاية الأهمية، لما له من تأثير قوي في شخصية الأبناء عبر تشرب القيم الاخلاقية وضخها في مكون شخصيتهم فينمون ويكبرون وتنمو معهم وتكبر قيمه واخلاقه التربوية وتصبح منهج حياة لهم مهما تجاذباتهم الفتن والمغريات وعصفت بهم رياح الغزو الفكري والسلوكي فأنهم يثبتون ويتمسكون بتلك القيم ويصبحون الرقيب على أنفسهم وعلى تصرفاتهم، فالأب يستطيع تحقيق التوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم ويحاول أن يساعد في حل مشاكلهم، ومعرفة أصدقائهم، ويكون لهم الصديق المخلص الموجود دائماً، حتى لو كان غائباً، تبقى مبادئه وأفكاره راسخة في أذهان الأبناء، وعليه إرشادهم وتقويمهم واستخدام اللين بالحب والتقويم والنصح والارشاد والدعاء، إلى جانب الرفق والتسامح.
فإحساس الأبناء بوجود، موجهٌ لهم، يجعلهم على حذر من الوقوع في الخطأ، كما يجب على الأب الاقتراب أكثر من الأبناء، وتمضية الوقت الكافي معهم، وتعويدهم على أسلوب النقاش والحوار، ما يمنحهم الثقة بالنفس، وعليه أن يمنحهم الإحساس بوجود الصدر الحنون الذي يلجؤون إليه عندما يصعب عليهم حل مشاكلهم بأنفسهم، وبهذا يجنبهم مأسي الضياع. لكن أكثر ما نشهده في مجتمعاتنا، أن الأب أصبح دوره مجرد بنك للتمويل، يكد ويشقى لتوفير لقمة العيش والرفاهية لأبنائه، ويغيب لساعات طويلة عن المنزل، وأصبح كالضيف العابر.
أتساءل، من المسؤول عن تهميش دور الأب؟، هل هي الأم، أو الأبناء؟ أم هو الأب نفسه الذي تنازل عن دوره الحقيقي؟
من المعروف أن مسؤولية تربية الأبناء تقع على الأب والأم على حد سواء، وفي حالة غياب الأب عن الصورة، فهذا يعني أن الأب هو المسؤول عن تهميش دوره في الأسرة، فهو الذي تنازل عن دوره لصالح الأم، وهي مسؤولية، لقوله صلى الله عليه وسلم «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، ومهما تعددت مسؤوليات الأب خارج المنزل، فهذا لا يعفيه من مسؤوليته الأسرية، فدور الأب في تربية الأبناء، لا يقل أهمية عن دور الأم.
الأب، وكذلك الأم، يجب أن يكونا نموذجاً وقدوة للأبناء، حتى يصبح من السهل عليهم نهج السلوك الجيد في حياتهم، بدلاً من تنفيذ نصائح وأوامر لسلوكيات لا يراها، فالأب في نظر أبنائه هو ذلك البطل الذي يقلدونه في كل شيء، في حركاته وتصرفاته، في الصدق والبذل والكرم والتواضع والأمانة وفي كل سلوكياته، لأن الطفل يميل إلى اعتبار أن كل تصرفات والده مثالية، من دون أن يشعر الأب بذلك.
لذلك، ينبغي على الآباء أن يَطّلعوا بمسؤولياتهم التربوية وأن يبذلوا جهداً كبيراً في تربية أبنائهم، ويظهروا لهم حبهم وشعورهم بمكانتهم ودورهم الرئيس في حياتهم، وأن يدرك الآباء أن دورهم لا ينتهي عند مرحلة معينة، بل يجب أن يكونوا دائماً، موجودون في حياة أبنائهم.