الشمس تتعامد على الكعبة المشرفة غدًا
الغذاء والدواء تُعلِّق تسجيل مصنع أوروبي بعد رصد تجاوزات حرجة في التصنيع الدوائي
إغلاق مطار لندن ساوثيند وإلغاء كل الرحلات بعد تحطم طائرة
رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي تختتم أعمال موسم حج 1446هـ
حرس الحدود ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر بمكة المكرمة
اعتدال وتليجرام يكافحان التطرف الرقمي بإزالة 30 مليون مادة متطرفة
القبض على مواطن لترويجه 13 كيلو قات في عسير
أكثر من 187 ألف مستفيد من مركزي الخدمات الشاملة في ساحات المسجد النبوي
الملك سلمان وولي العهد يهنئان ماكرون
أسباب الأتربة وفق المواسم ومناطق السعودية
بدأت رحلة تلك العلاقة مع شخص واحد. ثم تطورت وكبرت مثل كرة الثلج المتدحرجة لتصبح مجموعة. ومعها نشأت فكرة اللقاء الدوري، والذي يتنقل في مكانه بين الأعضاء. اختاروا قائداً لهم كطبيعة أي مجموعة؛ ولكن ليس كل من حمل شارة القيادة هو حاملاً لخصائصها!
دارت الأيام وتنوعت اللقاءات فيما بينهم، حتى مر يوم مفصلي على أحد أعضائها، إذ كان منظم اللقاء في ذلك اليوم هو قائدها، وأبلغه صاحبنا بأنه لا يستطيع الحضور بسبب ظروف الدراسة.
خاصةً وأنه كان يتعارض في وقته مع الامتحانات. ولم يحضر وظن صاحبنا أن الأمر سينتهي عند هذا الحد، فلقد قدم عذره الوجيه وتم قبوله. ولكن ما حصل من يوم غد، كان على عكس التوقعات!
وكما قيل بأن الأيام حبلى بالمفاجآت. فقد فاجأه القائد، باتصال وهو يهم بالخروج من أسوار جامعته وبدأ معه بتحية باردة لا طعم لها ولا رائحة! ثم سل سيف كلماته عليه: أنت لا تقدر هذا النوع من الاجتماعات! ولا اللحمة بيننا! وكان لزاماً عليك أن تضحي وتحضر، وفعلك هذا لن يمر مرور الكرام بالنسبة لي!
حاول مجاراته بالحديث ولو بكلمات، فقائده كان يتكلم مثل شاحنة مسرعة قد تعطلت مكابحها! رد عليه بأسئلة: أضحي بماذا؟ بمستقبلي من أجل لقاء دوري؟ من أجل ساعة إن لم أرك فيها اليوم حتماً سأراك فيها من الغد؟ حاول بكل وسيلة يمكن معها إقناعه ولكن دون جدوى!
وما وصل له هو: إقناع سيارتي أسهل عليّ من إقناعه. فكَّر ذلك العضو بعد ذلك الحوار العقيم هل يستمر مع هذه المجموعة؟ بوجود مثل هذا القائد ذي السطحية من الفكر؟ أم يتخذ قراره بالتوقف عنهم فوراً؟ فوقته وصحته ونفسيته وطموحاته أثمن من أن يضيعها مع مثل هذا الإنسان؟ وكان قراره في لحظتها حازماً بالانسحاب دون خط رجعة!
إن مفهوم وكلمة (تضحية) ليست بتلك الوزن الخفيف والذي نستطيع معه سحبها ونقلها وإسقاطها على أي موقف يتماشى مع أهوائنا ورغباتنا دون اعتبارٍ للظروف المحيطة!
ثم إنك إن مررت بمثل هكذا موقف فعليك أن تضع ميزاناً لترى هل ترجح كفة التضحية معك؟ أم تكتشف أن الموقف لا يستحق أن تضحي من أجله.
ومثل هذه الفئة التي تطالب بالتضحية جزافاً لو كان صديقًا مخلصًا لما تجرأ وطالبك بفعل ما يضرك ولقدَّر ما تمر به.
وإني أجزم لك، بأن لو قمت بما يريد ورضخت لمطلبه وتضررت من ذلك؛ فلن تجد منه أي مد يد للعون لأن الأمر في الأصل تضحية غير منطقية ولا يقبلها العقل.
وختاماً، حياتك أنت مَن يملكها ويشكلها! ولو وقعت في شرَك التنازلات لوجدت نفسك تائهاً في بحر الظلمات.
كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية.
@TurkiAldawesh