الزمن على المريخ أسرع من الأرض
تعاون دولي يضبط 27 طنًا من الكوكايين في المحيطين الهادئ والأطلسي
برشلونة يتغلب على فياريال بثنائية
1500 طفل ينتظرون الإجلاء الطبي في غزة
بايرن ميونخ يكتسح هايدنهايم برباعية ويعزز صدارته للدوري الألماني
الحكومة النيجيرية تعلن تحرير 130 تلميذًا مختطفًا
إنفاذًا لأمر الملك سلمان.. وزير الدفاع يُقلِّد قائد الجيش الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز
وظائف شاغرة بشركة البحر الأحمر الدولية
سلمان للإغاثة يبادر بعلاج فتاة فلسطينية مصابة بسرطان الدم في الأردن
ضبط 4830 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع
عبد العزيز محمد العبيد
منذ الأزل.. تتجاذب المرأةَ الجدلياتُ في كل مجتمع، وتتناوشها أطراف النزاع الفكري والقبلي والعرفي والديني؛ أقرأ في كتب التاريخ وحضارات الأمم والشعوب، فأجد الأنثى حاضرة في كل تقليد أو عرف أو مذهب.. واليوم نجد أن مجتمعنا يكرر ذات الطقوس الغابرة، الفرق هو أننا نقحم الدين والحريات طرفًا في الاستدلال والادّعاء والاستدعاء والاستعداء.. والمفارقة الأكثر غرابة أن المرأة لا تحظى بأقل قدرٍ من العائد المعنوي، والمركز الاعتباري من ذلك الخلاف أو الخناق !
طرفٌ يلبس عباءة الدين ليُسيء إلى المرأة، ويتجاهل متطلباتها التي أصبحت اليوم ضرورية لحياة كريمة، وطرفٌ آخر يلبس قناع الحريات؛ ليزج بها إلى أتون الانحلال والانفلات الأعمى .
وما درى كلُّ طرف أنّه يخدم نقيضَهُ خدمة العمر، ويلتقي معه من الخلف من حيث يشعر أو لا يشعر، تمامًا ككوكب الأرض المكوَّر الذي يتلاقى قطباه المتنافران من الأعلى للأدنى والمتجاذبان من الأدنى للأعلى.
ممارسات بعض المتبرعين للحديث باسم الدين – دون فقه ورَويَّة – هي في حقيقتها عقد مقاولة بامتياز لتسويق منتجات الطرف الآخر، كما أن مناكفات المبشرين بخدعة الحريات عقدُ امتياز بمثله لدفع المرأة باتجاه فخ الشعارات الدينية هربًا من الشغب الأرعن على كل آية كريمة أو حديث شريف أو فُتيا أصيلة.
هكذا يتنافر الطرفان على المسرح، ويدفع كلٌّ منهما المجتمع نحو الطرف الآخر، وهو ما يسمى (الهروب باتجاه الفخ)!
حينما تلاحق فريستك في أرضٍ فَلاة، فأنت تستهلك لياقتك دون جدوى، لكن الصيد الذكي يكمن في دفع الفريسة للهرب من بطش الصياد، لتقع في الفخ الذي نصبه صيادٌ آخر.
وهكذا يبدو الطرفان؛ واحدٌ يبطش بكل قيمة سلوكية وحضارية ومعرفية ودينية، وآخر ينتظر الضحية في الضفة الأخرى؛ ليقدم لها البديل المسموم.
هل تساءلنا لـ(لحظة)؟ لمَ تشكلت لدينا ظاهرة “بعض” النساء المتنمرات في سلوكهن غلظةً وفضاضةً وتنفيرًا ونفورًا لكل ما هو إيجابي والمتوجسات خِيفة من كل تطوير؟ والمتعاطفات خفية مع بعض الشعارات التي وجدت فيها ما تعتقده ملاذًا دافئًا من ضجيج التشغيب على ثوابت الدين ومرتكزاته؟!
وهل تساءلنا لـ(لحظات)؟ لمَ تشكلت لدينا ظاهرة “بعض” الفتيات الناقمات على دينهن ومجتمعهن ووطنهن، والمندفعات باتجاه السفور اندفاعًا تخجل منه المجتمعات غير المسلمة؟ والعائمات في محيط الشكوك والتوهان التي سبَّبتها ردة الفعل بين ما يشاهدنه خارج مجتمعهن وبين الأسئلة التي لا تجد إجابات مقنعة سوى التجاهل والاستهزاء بطموحهن دون وعي من الأسر والأمهات بخطر ذلك التجاهل؟!
ما الذي يفسر هاتين الظاهرتين؟ الاندفاع الشديد باتجاه النقيض، وتقوقع كل طرف في أفكار الضد؟
إنها ممارسات طرفي النزاع خلال سنوات مضت في مجتمعنا.. وَلَكم حذر العقلاء من مكارثية ذلك على المرأة ذاتها أولًا ثم على المجتمع والوطن والتنمية.
ألا يسع الطرفين الاتفاقُ على نقاط مشتركة يكون الرابح الأكبر فيها هو (المرأة)؟ بدلًا من ضياع هويتها في مدرجات الاصطفاف خلف كل طرف، وكأنما الأمر لعبة كرة قدم لا خاسر فيها سوى “هي”، في حين حقق الطرفان “هما” كل ما يتمنيانه من ثراء وشهرة واستعراض عضلات !
* باحث ومستشار قانوني
تويتر: @ALOBID100
غير معروف
طرح راقي