توم وجيري والأربعين حرامي!

السبت ١٩ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٤٨ مساءً
توم وجيري والأربعين حرامي!
بقلم - خواطر بنت فايز الشهري

مسلسل كرتوني نشأنا معه وكبرنا واستمر مع الأجيال سواء من قبلنا أو من بعدنا، حتى أننا طبقناه في حياتنا اليومية، فمن النادر ألا تجد شخصاً يهتم بآخر حتى إن كانا مختلفين، إلا أنهما يتناوشان فيما بينهما بأحداث مختلفة، ومع ذلك لا يرضى طرف على أذية الآخر سواءً منه أو من أحدٍ غيره.

للنساء وللرجال مناوشة لا تنتهي لغلبة سُلطةِ أحدهما على الآخر، والمشجعون من خلفهم يأدون دورهم بالنفخ والتشجيع ليستمتعوا بقصةٍ جديدة ينعشون فيها يومهم، ويسعدون فيها خيلاءهم بأن الحياة دونهم ضائعة!

امتلأ بعضهم بأن الحياة صراع يا غالب أو مغلوب، وبأنك إن لم تفرض سيطرتك ومكانتك، لن يكون لك كيان ووجود، والسبب إما أنه خوفٌ من أن تكون مهمشاً في حياتك بكثرة استذكار ما يدور حولك من استحضار الأمجاد وسرد القصص، أو خوفاً من كلامٍ قد يلحق بك طول حياتك من مجموعةٍ فارغة منحتها أكبر مما تستحق من مكانة.

ألا تكفي الحرب اليومية التي قد تخوضها أو قد خضتها وقد تستمر في خوضها دراسياً، عملياً، تجارياً، وفي شتى أجزاء يومك! ألا يستحق هذا الإنسان إلى استراحة المحارب التي لا يجدها إلا عند من يحب في منزله الدافئ!

الصراع الوهمي بين الرجل والمرأة بدأ بفرد ريش أحدهم واستمر في الأحاديث بعده ليؤكد لمن حوله قوته، ويتباه بريشه _سواءً صدر من رجل كان أو من امرأة_ وقد يكون واقعه مختلفاً تماماً عما يظهره.

السكينة التي يحتاجها الإنسان تتمثل في إنسان هو الحياة بالنسبة له، يسهل الصعب، ويليِّن القاسي، ويستمع بإنصاتٍ وكأنه اكتشف حديثاً حاسة السمع بشوقٍ للمزيد من الاستماع ليحمل معه ما يثقل كاهله، ويتحدث بحلم واهتمام بما قد يزيل عنه سواد يومه، ولن يحدث ذلك إلا بالمحبة والثقة والمشاركة المتبادلة، فبمجرد أن ارتبطتما ببعضكما أصبحتما كيان واحد مكملين ومساندين لبعضكما ومنشئين أسرة ممزوجة بصفاتكما ومتجذرة بقوة إيمانكما ببعضكما، ومبعدةً لكل متطفلٍ قادم إليكما تحت شعار النصح والإرشاد.

الناس من حولنا _إلا من رحم ربي_ لصوص يصطادون ما يزين حياتهم من أحاديث يتناقلونها أو يحاولون أن يثبتوا منها بأنهم علماء عصرهم في العلاقات الإنسانية، فلا تجعل من نفسك عروساً متحركة، تنتظر من غيرها أن يسيِّر حياتها بما يراه ويعجبه، وبداخلها تتوهم بأنها حرة نفسها وتصرفاتها.

@2khwater

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • خالتك ساره

    ابدعتي خوخه رائعة كعادتك دمتي متألقة بنقاء كلماتك❤ 👌

  • علي فايز الشهـــري

    توم وجيري بدايه جميله تعطي المقال عنصر جذب يحاكي الذكريات ويلامس الاحاسيس
    الحياه لاتخلو من منغصاتها لذلك لابد من التعايش مع حلوها ومرها دون تدمير جسور المحبة والاحترام
    الانصات والدعم المعنوي سبيل لرفع مشقة المواقف المحزنه وتفريغ الاحاسيس السلبية

    دمتي بخير