رفعت رايتي البيضاء

السبت ٤ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٠٧ مساءً
رفعت رايتي البيضاء
بقلم: خواطر بنت فايز الشهري

شخصياً أجد صعوبة شديدة في الاستسلام والانهزام والتصريح بهما، لأني عموماً لا أدخل تحدياً أو مجالاً إلا ولدي يقين عالٍ بقدرتي على اجتيازه بنجاح، أو على أقل تقدير بأني أستطيع المحاولة بشتى الطرق الممكنة للوصول إلى تحقيق الهدف بنجاح، وأمثالي كثر فلست الوحيدة.

مع إيماني باختلاف الطباع والقدرات الأعلى والأقل، إلا أني أستغرب بشدة من لا نَفَسَ له على الإطلاق، ورايته البيضاء مرفوعة دائماً حتى دون محاولة أو حتى دون تفكيرٍ بالمحاولة! فلا داعٍ أن تسأله وأنت تراه يلوِّح برايته في كل وقت ودون مناسبة.

يقولون: إن حماس الشباب واندفاعهم هي سمة يمتلكونها، لكنَّ واقعياً هي سمة لبعضهم وليست لجميعهم؛ مؤخراً صادفت أمثلة شابة لم أكن أتوقع تبلدهم دون محاولة التغيير أو التحسين، فما يقوم به أفرادهم هو الاقتراب من أقرب مقعد ثم الجلوس متربعاً عليه مع اتكاء يده على خده ثم تبدأ مرحلة المشاهدة! وآخرين قد يحاولون إثبات وجودهم بأصواتِ خافتة أو مخنوقة لأنهم لا يعرفون من أين أو كيف يبدؤون، وهم أهون من النوع الأول، فهم حازوا على شرف المحاولة.

واقعياً؛ عدم توقعي قد يكون غير منصف لهم، لأني قرأت هيئتهم وحديثهم وشخصيتهم بأنها محاربه حتى وإن لم تصل قدراتهم إلى مرحلة إنهاء الحرب، فهم ظاهرياً محاربين بالفطرة، ولكن الخطأ قد يكون في قراءتي غير الصحيحة!

الشخصيات تختلف وتختلف وفقها أهدافها وطموحاتها، وأهمية الأفراد الآخرين لها، لكن الوقوف في نفس المكان دهراً أو إن تحرك أخذته خطواته إلى الوراء! لابد أن يقف مع نفسه، ويقيِّم ما يقوم به ويحلله؛ فالدنيا لن تقف، وعمره لن يقف في هذه النقطة وسوف يوسم نفسه برافع الراية البيضاء وهذا هو اسمه الكامل.

متى ترفع رايتك البيضاء، أو هل تمتلكها من الأساس؟

@2khwater

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني