شتاتٌ فكري في الطريق!

الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٥ الساعة ١٠:١٦ مساءً
شتاتٌ فكري في الطريق!
بقلم - تركي الدويش

أدار محرك سيارته، وهو في عجلة من أمره، فلديه جدول مزحوم بالمهام، والأعمال المحددة بتواقيت متفق عليها مسبقاً.

قدر الله عليه وبأن تتعطل مركبته، فقد معها التركيز، وحسن التصرف، وعاش مشغول البال، والذهن، ونوع من الفوضى الفكرية والعقلية، حيث أن تركيزه على تعطل أعماله، أو تأخيرها، هو الهاجس الأكبر بالنسبة له، والذي أفقده النظر للمشكلة بعين الهدوء ليتخذ القرار الأنسب لها!

مع تلك الفوضى التي يخوض غمارها، سمح له عقله بمساحة من الحرية المحدودة بالتفكير، وكان أن خرج من ذلك، بطلب المساعدة من صديق له.

وفعلاً، قام بالاتصال به، وشرح له الحالة، وحدد له الموقع مستعيناً بالتقنية، والتي لو اعتمد عليها أكثر بعد الله لأنقذته مما هو فيه! أجابه صديقه بأنني قادم لك؛ وهدأت معها نفسه وزادت معها مساحه التفكير أكثر، و اتسع أُفقه، وكان أن اكتشف في الجهة المقابلة له مكان لإصلاح سيارته!!

لم يأتي هذا المكان على حين فجأة، أو نزل من السماء فقط لإنقاذ صاحبنا! ولكن لأن ذهنه حينها كان يعيش حالة من الفوضى، وعُميتّ عليه البصيرة! فلم يكن يدري ماذا يفعل ويصنع؟ مباشرة انطلق متحاملاً على مركبته نحو المكان ، وبمجرد أن وصل له، رنّ هاتفه؛ وإذا بصديقه يقول له: أنا في المكان الذي حددته ولم أجدك؟ اعتذر منه بالقول: لقد انتبهت لمكان أُصلح فيه سيارتي وتحركت له! أزبد عليه صديقه وأرعد بالكلام وغضب منه، حاول تهدئته وشرح الأمر له، وانتهت في حينها المكالمة، ولكن لايزال في فؤاد صاحب السيارة نوع من الحرج لصديقه. وبمجرد أن انتهى من مهمته، أعاد الاتصال به وكرر له الاعتذار عما حصل، متعللاً بأن ما عشته من لحظات أفقدتني الإحسان في تدبير أمري!

إن مواقف مثل هذه، قد تحدث لنا ، وهو أمر لا مناص منه، و إن حصل وأن كُتب لك أن تقدم المساعدة لأحد فعليك أن تحتسب الأجر من الله عز وجل لتظفر بالحسنيين! ولو افترضنا بأن ما حصل لصاحبنا، حدث معك، فعلى أقل تقدير تجازى بإذن الله على نيتك بالمساعدة وإن لم تسنح لك الظروف بتقديمها.

وأيضاً ضع نفسك بمكان من طلب المساعدة وقُدمت له من غيرك، هل سترضى بأن تسمع مثل هذا النوع من العبارات والكلمات؟ مؤكد أنك ستقول لا وألف لا! وعلى من يُقدم له العونّ، أن يشكر، ويدعو لمن وقف معه! و لو كان ذلك العون بالدعاء بتيسير أمورك، ومصالحك، لعجز الحيلة وقلة ذات اليد في تقديم ما تحتاج إليه!
وختاماً، صنائع المعروف تقي مصارع السوء.

كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية.
@TurkiAldawesh

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني