هذا بيتنا

الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠٢٣ الساعة ٧:٣٨ مساءً
هذا بيتنا
نوره بنت سعد العبودي

هذا ما حدث برحلتنا إلى الحريق ضمن الرحلات السياحية مرورًا بحوطة بني تميم أولًا، وهنا توقفنا بأحد الأحياء القديمة لنزور متحف بيت القنور المتميز، وبعدها سمعت مجموعة من النساء ممن كنّ معنا بالرحلة، أن يذهبن وسط الحارة يبحثن عن بيوت أهلهن القديمة، هنا شدني لمعرفة موقفهن حين يعثرن عليها وبكل استحياء وتلقف.

ذهبت معهن، كان يتضح عليهن كمية الشوق والتلهف، وخاصة أن البعض أحضرن معهن أبناءهن، أعجز عن وصف شعورهن لم ينسين تفاصيل الحارة والممرات، وتذكر بيوت الجيران، هذا بيت فلان وأم فلان حتى معلماتهن الأجنبيات، هذا بيت أبلة لطيفة، وهذا بيت أبلة كريمة، وإحداهن تطرق الباب على أبلتها: أبلة افتحي معي لُقيمات وشعيرية سيناريو قديم يتكرر برمضان ومازال عالقًا بذاكرتها.

مع كثرة تخالط الأصوات من فرحتهن لم أحفظ بعض الأسماء وما زلن يبحثن حتى علا صوت إحداهن وكأنها عثرت على كنز: هذا بيتنا تكررها بصرخات خانقة، تحمل معها ذكريات مخلوطة بالحلو والمر، وما أضحكنا حينما ضمت ذلك الباب القديم المتهالك تقبّله وتقبّل أركانه، وزلفة بابه أي عتبته وكأني بها تقبّل من كانوا يومًا ساكنيه ثم رحلوا عنه وعن الدنيا، مهما كان الماضي مؤلمًا تبقى الذكريات والحنين لأصحابها وما زلن يبحثن كلهن، وجدن ماضيهن بتلك الأبواب الصغيرة القديمة.

البعض أظهر شعوره والبعض لعلها لا تريد لأسباب تحتفظ بها.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • أم أنس

    صفحات من الحياة مابين اليوم والأمس قد يكون حنين وذكرى جميلة

  • نوره

    لعلي اوصلت شعور إحدهن وخيبت البعض منهن😔

  • منيرة سعد

    مهما كان الماضي مؤلما تبقى الذكريات والحنين لأصحابها
    عبارة اعجبتني👍

  • خلود محمد

    عبق الماضي يضل في مخيلتنا على بساطته .