أسواق الطائف القديمة تنتظر قدوم شهر رمضان المبارك

الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٧:٥٩ مساءً
أسواق الطائف القديمة تنتظر قدوم شهر رمضان المبارك

روى أحد أهالي الطائف -المؤرخ عيسى القصير- ما يميز محافظة الطائف، خلال شهر رمضان المبارك، مبيناً أن المحافظة ارتبطت -قديماً- بعادات وتقاليد عربية عريقة توارثها الأجيال عبر مر العصور، لتبرز لنا بعضها في وقتنا الحاضر، من خلال احتفاء أهالي الطائف بقدوم شهر رمضان المبارك.

وبين القصير أنه -مع بداية دخول شهر رمضان المبارك- يبتهج الناس، ويستعدون له بتلاوة القرآن الكريم في المساجد أو في بعض الدكاكين، ويتسابق الجميع لفعل الخير واكتساب الثواب في هذا الشهر الكريم، ويتم التواصل والتراحم بين أفراد الأسر وبين الأهل والجيران في مختلف الأحياء، ومن أهم الملامح الرمضانية الجميلة.

وأضاف: “تنتشر أسواق الطائف القديمة في وسط السوق داخل السور أو بعد إزالة الأسوار بدكاكينه العتيقة وأزقته وبرحاته المتعرجة، وأشرعته البالية من الخيش -بدائية الصنع، جميلة المنظر في ذلك الوقت- ويُعرض فيها ما هو موجود من المواد والبضائع.. واللوازم المنزلية. تشاهد في وسط السوق محلات بيع الحطب والخشب والفحم والغاز.. ومحلات معدات الخردوات ومحلات البناء والحدادة ومواد الزراعة والحراثة القديمة (برحة مسجد الهادي قديماً).

وتابع قائلاً: “كما تشاهد -من الناحية الأخرى- دكاكين بيع السمن والعسل، وكل الحبوب والملابس القديمة، ودكاكين بيع الخضرة والفاكهة واللحوم، وذلك هو الطائف القديم (عُلو سويقة قديماً).. تاريخ تليد وماضٍ مجيـد، عاش الناس سنوات عامرة بالحب والعطاء، وعشنا بعدهم على ذكريات تاريخهم وعاداتهم الطيبة.

وبين القصير، أن حركة البيع تبدأ مع تباشير الصباح الوضاء.. الكل في دكانه أو بسطته يكثر البيع والشراء، بعد صلاة الظهر، ترى حركة غير مألوفة عن باقي الأشهر، إذ تشاهد بائعي السمبوسة -والكنافة البلدي، واللقيمات والحلويات الأخرى- أمام بسطاتهم يعرضون ما لذ وطاب من الأكلات الرمضانية، وموقع هذه البسطات من باب الريع، مروراً بسويقة إلى برحة مسجد الهادي، إلى البئر المالحة (حالياً إلى الموقع البنك الأهلي)، وتسمع النداء من كل جانب لنداء للإفطار.. بقولهم: فطورك يا صائم.. في الجنة جوه يا صائم.. وحَّد ربك يا صائم.. فطورك يا صائم.

ومع هذه النفحات الرمضانية، الكل فرح سعيد بهذا الشهر العظيم.. (يا رمضان يا أبو الشربة والقدحان)، وذلك لكثرة الزبادي والصحون على السفرة والموائد.

وأردف قائلاً: “تغلق الدكاكين.. قبل صلاة المغرب لأداء الصلاة وتناول الإفطار.. بعد أخذ قسط من الراحة وأداء صلاة العشاء والتراويح في المساجد.. بعضهم يقوم بفتح محله حتى الساعة الرابعة ليلاً بالتوقيت الغروبي، أي الساعة العاشرة ليلاً بالتوقيت الزوالي، وبعضهم ينام حتى وقت السحور.. وتدور عجلة السنين في دورات سريعة كعقارب الساعة، تلاحق الزمن وإلى عهد قريب، ومن المشاهد التراثية القديمة.

وختم المؤرخ عيسى القصير حديثه بالقول: “في ليالي رمضان تشاهـد الأطفال.. وهم ذاهبون إلى الأزقة والأحياء.. جماعات جماعات.. بأيدهم بعض العلب والعصي وهم ينشدون بعض الأهازيج الشعبية.. الرمضانية”.