الفيصل: الأقلام جفت والدم السوري ينزف وبيانات الشجب لا تفي بالغرض

الأحد ١ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٩:١٦ مساءً
الفيصل: الأقلام جفت والدم السوري ينزف وبيانات الشجب لا تفي بالغرض

أكد الأمير سعود الفيصل -وزير الخارجية- أن النظام السوري تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء، باستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد شعبه في مجزرة الغوطة الشرقية، الواقعة بريف دمشق، التي راح ضحيتها مئات معظمهم من الأطفال والنساء.
وأوضح الفيصل -خلال كلمته أمام الدورة الـ 140 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري اليوم- أن النظام السوري استخدم مختلف الوسائل ضد المدنيين، وبعد الأسلحة التقليدية استخدم الأسلحة الكيميائية، مطالباً المجتمع الدولي بردع النظام السوري.
وشدد على أن المملكة العربية السعودية -قيادة وشعباً- تقف قلباً وقالباً مع إرادة الشعب السوري، وقيادته الممثلة في ائتلافه الوطني.
وطالب وزير الخارجية بردع النظام السوري بكل الوسائل المتاحة، وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة، مشيراً إلى أن النظام السوري فقد مشروعيته العربية والإسلامية، بعد جرائمه بحق شعبه.
وقال الفيصل -في كلمته أمام مجلس الجامعة العربية-: “نجتمع اليوم لتدارس تطورات الوضع المرعب والخطير، الذي آلت إليه الأمور في سوريا، وما زالت تزكم أنوفنا رائحة دم أكثر من مئة ألف شهيد سوري، وصور تدمي قلوبنا لأطفال أبرياء خروا صرعى، جراء استخدام الغازات السامة والكيماوي، دونما رحمة أو شفقة”.
وأضاف: “إن نظام دمشق -الذي تجاوز كل الحدود في طغيانه وجبروته- لم تأخذه ولن تأخذه في الباطل لومة لائم، حيث تجاوز كل الخطوط الحمراء، دون خشية من الله أو وازع من ضمير، أو رادع من أخلاق، أو مراعاة لمبادئ وأحكام القانون دولي، كل ذلك لمجرد خروج الشعب قبل سنتين ونصف بمطالب إصلاحية محدودة ومشروعة، واجهها النظام بالحديد والنار، وبرصاص القناصة وعدوان شبيحته، وهجمات شرسة من جيشه النظامي، وكلما شعر النظام بالتخاذل العربي والدولي، صعّد من وحشيته وقمعه، ليستخدم الصواريخ الاستراتيجية، وعندما لم يجد من يردعه بدأ باستخدام السلاح الكيماوي المُحرّم والمجرّم دولياً”.
وأردف الأمير سعود الفيصل قائلاً: “إننا في المملكة العربية السعودية نقف قلباً وقالباً مع إرادة الشعب السوري، وقيادته الممثلة في ائتلافه الوطني، مؤكداً أن الشعب السوري تحمّل كل أنواع القمع والاضطهاد وأشكال القتل والتعذيب، وآخرها مجزرة السلاح الكيماوي البشعة، وعندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على الاستجابة لاستغاثته المتكررة في حفظ دمه وعرضه وماله، اضطر للاستغاثة بالمجتمع الدولي لنجدته، ونحن -في المملكة- نشاطر الشعب السوري دعوته للمجتمع الدولي لاتخاذ ما يتطلبه الوضع من إجراءات لردع هذا العدوان الدموي الغاشم بكل الوسائل المتاحة”.
وتابع قائلاً: “إننا -ونحن أمام هذا الواقع الأليم- مطالبون اليوم بأكثر من بيانات الإدانة والشجب والاستنكار التي حملها بيان مجلس الجامعة الأخير على مستوى المندوبين الدائمين، وقد آن الأوان أن نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته أيضاً، واتخاذ الإجراء الرادع، الذي يضع حدّاً لهذه المأساة التي دخلت عامها الثالث، فالنظام السوري فقد مشروعيته العربية، كما فقد مشروعيته الإسلامية، ولا إخاله إلا فاقداً لمشروعيته الدولية بعد كل الجرائم والتجاوزات، التي ارتكبها بحق الشعب السوري وبحق المبادئ والقوانين الدولية.
وقال وزير الخارجية في كلمته: “أي معارضة لأي إجراء دولي، لا يمكن إلا وأن تشكل تشجيعاً لنظام دمشق للمضي قدماً في جرائمه، واستخدام كل أسلحة الدمار الشامل المتاحة لديه أمام أنظار ومسامع العالم، خصوصاً وقد أمن العقوبة، وضمن عدم مبالاة المجتمع الدولي تجاهه، وهو الأمر الذي ترتب عليه تماديه في سخريته من التقاعس الدولي، بتكثيف استخدامه السلاح الكيماوي، حتى في حضور المفتشين الدوليين إلى سوريا، ولعل هذا السلوك المشين، يعدّ ردّاً واضحاً على المطالبين بالعودة لمجلس الأمن المكبل أساساً بالفيتو الروسي- الصيني، أمام كل محاولات الحل”.
وبين الفيصل أنه: “لم يعد مقبولاً -بأي حال من الأحوال- التذرع بأن أي إجراء دولي يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي لسوريا، وليس من الإنصاف أن نقول بأن المغيث يتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، فنظام دمشق هو الذي فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله وغيرها من قوات دول مجاورة، حتى أصبحت سوريا أرضاً محتلة، كما ينبغي أن لا نتجاهل حقيقة أن الائتلاف الوطني السوري أصبح هو الممثل الشرعي للشعب السوري، وهو الذي يمثل الإرادة السورية في دعوتها للمجتمع الدولي بالتدخل الحازم والحاسم لوقف هذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة، ومسؤوليتنا تحتّم علينا الوقوف إلى جانبه ومساندته بكل الوسائل المتاحة، لا سيما وأن النظام السوري لم يستجب لكل النداءات الدولية ولن يستجيب. هل المطلوب منا الانتظار حتى يبيد شعبه بأكمله.
وفي ختام كلمته، قال الأمير سعود الفيصل: “إن اجتماعنا اليوم مطالب بأن يصدر عنه قرارات صارمة وإجراءات فعالة، فقد جفت الأقلام ولا يزال الدم السوري سائلاً، وآن لنا اتخاذ قرار حازم حاسم يضع حداً لمأساة سوريا المريعة، وينتشل الشعب السوري من محنته، متكلين في ذلك على الله -عز وجل- لا متواكلين عليه، دعونا مرة واحدة نقف مع الحق دون مواربة، ونعود إلى أخلاق هذه الأمة العربية الأصيلة، والتي أراد الله لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس.

 

………………………………….

أكد أن الأسد قتل المتظاهرين السلميّين ولم يقبل بحلول سياسية

بالفيديو.. الفيصل: النظام السوري يقتل شعبه بالغازات ومجلس الأمن لا يتحرك

طالب الأمير سعود الفيصل -وزير الخارجية- المجتمع الدولي أن يستخدم كل إمكاناته لوقف العدوان على الشعب السوري.

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري -نبيل فهمي-: “إن ما حدث في سوريا هو أن الحكومة السورية واجهت المظاهرات السلمية بإطلاق النار والشبيحة، وبسبب مواجهة ما قامت به الحكومة بالصمت، ازداد دخول قوات النظام السوري المسلحة لإلقاء القبض على الناس، ومع استمرار التغاضي عن المشكلة، استمرت أعمال العنف، رغم أن المطالب لم تكن مجحفة للشعب السوري، فقام الشعب بالدفاع عن نفسه.

ولفت الفيصل إلى أنه كانت هناك محاولات عربية لإيجاد حل سلمي للموضوع، إضافة للمحاولات الدولية، إلا أنها لم تنجح، واستمر الوضع على ما هو عليه، موضحاً أنه كان هناك تصميم واضح من النظام السوري، بأنه لا يريد سوى الحل العسكري الذي يفرض نفسه على إرادة الناس.

وأكد وزير الخارجية أن العرب ساعدوا الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، مشيراً إلى أن الدول العربية -ولأول مرة- تأخذ خطوة تعدّ متقدمة لمساندة الشعب السوري؛ حيث اعترفت بالائتلاف الوطني السوري المعارض، كممثل للشعب السوري بالجامعة العربية.

وبيّن الفيصل أن المملكة أسهمت في مساعدة المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد، قائلاً “إن هذا ما يقبله السوريّون، وما يقبله السوريون نقبله وما يرفضونه نرفضه”.

وأضاف: إن الدماء في سوريا تنزف بدون حساب، وإنه كلما تجاهل المجتمع الدولي ما يجري في سوريا، زاد العنف.

وأكد أنه من غير المقبول السماح للنظام السوري باستخدام الغازات السامة ضد شعبه، مطالباً المجتمع الدولي بـاستخدام جميع إمكانياته لوقف العدوان على الشعب السوري، وعدم الاكتفاء بالشجب والإدانة.

وأفاد الأمير سعود الفيصل، أن “النظام السوري استخدم الغازات السامّة ضد شعبه، وهذا ما لا نستطيع تحمله، معرباً عن استنكاره أن يجرؤ نظام على استخدام أسلحة محرمة دولياً حتى ضد أعداء تقليديين، وليس ضد شعب يفترض أن يحميه نظامه.

ورداً على سؤال -بخصوص مخاوف الضربة الأمريكية لسوريا- نوه بتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عندما قال إنها ضربة محدودة، ولن تكون برية أو شبيهة بما حصل في العراق أو أفغانستان.

وأشار إلى أن هناك مشكلة تواجه المنطقة العربية، التي تحتاج إلى عمل يحفظ أمنها، مؤكداً أن الأزمة تتمثل في “غياب قدرة عربية لحل الأزمات، مقابل فيتو في مجلس الأمن، يمنع المضي في تنفيذ قرارات معينة”.