يرصد الحياة المؤثرة للملك الراحل

افتتاح المحطة الثانية لمعرض الفيصل بباريس

الإثنين ١٣ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٥:٥٢ مساءً
افتتاح المحطة الثانية لمعرض الفيصل بباريس
المواطن - فريق التحرير

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، معرض (الفيصل: حياة في القرن العشرين) الذي ينظمه المركز بمناسبة مرور 100 عام على الرحلة التاريخية للملك فيصل رحمه الله إلى باريس، وذلك في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اليوم الاثنين، بحضور الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن- المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو-، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا فهد بن معيوف الرويلي، وعدد من الوزراء والأمراء والدبلوماسيين من المملكة وفرنسا والدول الصديقة للبلدين، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال والإعلام والشخصيات العامة، والأكاديميين والمبتعثين من السعوديين والعرب المقيمون في فرنسا وأوروبا.

العلاقات بين المملكة وفرنسا

وعلى هامش المعرض، أشاد الأمير تركي الفيصل بعمق العلاقات التاريخية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والاقتصادية التي تجمع بين الحكومتين والشعبين السعودي والفرنسي، معتبرًا إقامة معرض “الفيصل: حياة في القرن العشرين” في باريس بمثابة تقدير للعلاقات الطيبة التي تربط بين البلدين.

وقال: “حققت زيارة الملك فيصل التاريخية قبل مئة عام نجاحًا كبيرًا، وكانت أول جولة دبلوماسية مهدت لبروزه فيما بعد كرجل دولة يعرفه العالم حق المعرفة، حيث كانت الحفاوة التي استقبل بها في تلك الجولة خير تمهيد للزيارات المستقبلية المتبادلة بينه وبين زعماء أوروبا.

وأضاف “كما أن الدروس التي تعلمها الفيصل في زيارته؛ لا سيما فيما يتعلق بأهمية التعليم والصناعة قام بتطبيقها في رؤيته لتحديث المملكة، والتي أسهمت في جعله واحدًا من أبرز الشخصيات السياسية في القرن العشرين، حيث قاد الملك فيصل المملكة في مرحلة تاريخية عصيبة، ولا تزال رؤيته وعمله الدؤوب من أجل المملكة مصدر إلهام للجهود الرامية إلى تطوير البلاد حتى اليوم”.

رجل دولة عظيم

وأوضح الأمير تركي الفيصل أن المعرض “يهدف لإيصال رسالة أنه ورغم فقد العالم رجل دولة عظيمًا كالملك فيصل إلا أن إرثه باق حتى اليوم، كما يهدف المعرض إلى إبراز أهميـة الملك الراحل وتعريف شعوب العالم بشخصيته وتاريخه وسيرته بوصفه نموذجًا للقائـد التاريخـي، وأحد ملوك المملكة البارزين، وأحد أبرز الشخصيات السياسية ذات التأثير العالمي في القرن العشرين”.

حياة الملك الراحل

وأشار إلى أن المعرض يحمل شعار “فيصل: حياة في قلب القرن العشرين”، وهو معرض متنقل عن حياة الملك الراحل في ذكرى مرور 100 عام علــى توقيع معاهدة فرساي ورحلته التاريخيــة إلى أوروبا عام 1919م، ويستعرض جوانب من تلك الرحلة التاريخية، وبعض الأماكن التي مر بها، والشخصيات التي التقاها، ويأتي المعرض في سياق المعــارض التــي تقام فــي أوروبــا لإبراز أهميــة الملك فيصل – رحمــه اللــه – في ذكرى مــرور 100 عــام علــى جولته الأوروبية التاريخية التي مثلت تجربة متقدمة ومبكرة في الشؤون الدولية، وكانت مصدر إلهام للأمير الفتى الذي قاد وفدًا لأوروبا نيابة عن والده الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه -، مما أسهم في تحفيز همته بعد عودته إلى بلاده لمشاركة والده في بناء وطنه سياسيًّا وعسكريًّا ومجتمعيًّا، إلى أن صار ملكًا للمملكة العربية السعودية في 1964م.

شخصية قيادية مؤثرة

من جانبها؛ أكدت الأميرة هيفاء أن إقامة المعرض” الفيصل: حياة في قلب العشرين” في اليونسكو يأتي ضمن إطار التعاون الدائم بين المملكة العربية السعودية واليونسكو، موضحة أن إقامة المعرض في المنظمة يقدم إمكانية أكبر لحضوره الدولي ونشر رسالته على المستوى العالمي، مشيرة إلى أن المملكة في طليعة الدول الداعمة للمنظمة وجهودها في إرساء السلام منذ تأسيسها في عام 1946م، ومنوهة بعضوية المملكة في المجلس التنفيذي للمنظمة منذ عام 2019م.

وأضافت أن المعرض يشارك مع المجتمع الدولي رصدًا تاريخيًا لشخصية قيادية بالغة التأثير على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مؤكدة بأن المعرض يسعى في صنع ذاكرة دولية للمسيرة الحافلة للملك فيصل -رحمه الله- بصفته أحد أبرز قادة العالم في القرن العشرين.

كما تقدمت سموها بالشكر إلى الأمير تركي الفيصل على افتتاحه للمعرض، ورعايته له بما يتوج جهود المركز عالميًا في استعراض تاريخ الملك الراحل.

ويضم المعرض الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس خلال المدة من 13 – 24 مارس 2023م سبعة أقسام؛ القسم الأول “نجد” التي بدأت فيها حياة الملك فيصل ومنها انطلق في جولته إلى أوروبا، ويروي القسم الثاني “الهند” قصة زيارته وهو فتى للهند وكانت أول اتصال له مع العالم، فيما يتناول القسم الثالث «لندن» التي مثلت أول محطة أوروبية في جولته عام 1919م، ويتحدث القسم الرابع “إنجلترا وويلز وإيرلندا” عن تفاصيل زيارته لبريطانيا وإيرلندا، أما القسم الخامس “في ساحات القتال”، فيرصد مشاهدات الفيصل لساحات القتال في أوروبا بعد عام واحد فقط من انتهاء الحرب العالمية الأولى، ويتحدث القسم السادس «باريس» عن زيارته لباريس ضمن محطات جولته الأوروبية، بينما يستعرض القسم السابع “الإرث” النتائج الإيجابية لزيارة فيصل التاريخية لأوروبا.

كما يشتمل المعرض على مجموعة من أهم مقتنيات الملك فيصــل الخاصــة، إضافــة إلى عدد مــن المخطوطات والبرقيات والرسائل واللوحات والخرائط والصور الفوتوغرافيـة التـي توثـق تاريـخ رحلة الفيصل التاريخية لأوروبا قبل مئة عام، وكذلك مجموعة من المقالات الصحفية وصور التغطيات الصحفية التي تناولت تلك الرحلة التاريخية.