سولانا: التحالف الأمريكي السعودي ليس في أفضل لحظاته

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٥:٢٤ مساءً
سولانا: التحالف الأمريكي السعودي ليس في أفضل لحظاته

تحدث خافيير سولانا -الأمين العام الأسبق لمجلس الاتحاد الأوروبي- عن المفاوضات الجارية الآن بين القوى الخمس الكبرى مع إيران، بشأن برنامجها النووي.

وافتتح سولانا مقاله، الذي نشره موقع “بروجيكت سينديكات”، بالتأكيد على أن المفاوضات في جنيف -بين إيران ومجموعة (5+1)، قد حركت بعض التفاؤل الحذر، بشأن التوصل لاتفاق نهائي مع إيران، بشأن برنامجها النووي.

وأكد سولانا أنه لا يزال الطريق طويلاً أمام إيران لإحداث تحسن دائم في علاقاتها مع الغرب؛ ولكن ما يتعين على إيران أن تقوم به ليس العائق الوحيد، فهناك عناصر استراتيجية فاعلة أخرى لا بد من وضعها في الحسبان.

وقال، إنه من المؤكد أن إسرائيل ستشكل عقبة رئيسية تحول دون التوصل إلى اتفاق، ففي اللحظة نفسها -التي شهدت بداية المفاوضات في جنيف- قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، إن احتمال شن هجمة وقائية على المنشآت النووية في إيران لا يمكن استبعاده بعد.

واستدرك أن إسرائيل ليست وحدها في هذا، فالمملكة العربية السعودية التي يحكمها السُنّة -وهي القوة الإقليمية المتنافسة بشكل مباشر مع إيران الشيعية على النفوذ الإقليمي- تستشعر الخوف، بفعل التقارب الوشيك مع الجمهورية الإسلامية، إلى الحد الذي جعلها ترفض مقعداً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، للإعراب عن غضب قادتها.

وأضاف أنه -وحتى في أيام الشاه- كانت المملكة تخشى أن تتحول إيران القوية إلى قوة إقليمية مهيمنة، الواقع أن إيران -وريثة الإمبراطورية الفارسية التاريخية- هي الدولة صاحبة ثاني أضخم ناتج محلي إجمالي في المنطقة، بعد المملكة العربية السعودية، وهي أيضاً ثانية أكبر دول المنطقة من حيث عدد السكان بعد مصر، وتخشى المملكة العربية السعودية أن يؤدي الاتفاق المحتمل -الذي لا بد أن يسفر عن رفع العقوبات- إلى تمكين إيران من تنشيط اقتصادها وبسط نفوذها.

وأوضح سولانا: بطبيعة الحال، هذه ليست أفضل لحظات التحالف السعودي الأمريكي. ويأتي الخلاف بشأن إيران، تالياً لرفض أمريكا قصف سوريا (منافس آخر للسعودية في المنطقة)، وتسعى المملكة العربية السعودية -الآن- إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وترى أن اتفاق أمريكا مع روسيا على تدمير أسلحة نظام الأسد الكيميائية، يعني التخلي عن هدف إسقاط الأسد.

وقال: بيد أن الهدف الأكثر إلحاحاً -بالنسبة للغرب- لا بد أن يتلخص في وضع حد للصراع في سوريا، فقد قُتِل كثير من البشر بالفعل في ذلك الصراع، الذي تحول إلى الحرب الأسوأ في هذا القرن.

وأضاف أن إيران وروسيا هما الحليفان الرئيسان لنظام الأسد، والجهتان الفاعلتان الخارجيتان الوحيدتان القادرتان على تغيير الموقف في دمشق، ومن المقرر مبدئياً أن تبدأ محادثات جنيف الثانية بشأن سوريا في الثالث والعشرين من نوفمبر، ولو أن الأخضر الإبراهيمي -الممثل الخاص المشترك لمنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية المعني بسوريا- أعرب بالفعل عن شكوك بشأن مدى ملاءمة الاجتماع في غياب ممثلين جديرين بالثقة لقوى المعارضة.

وتبدي المملكة العربية السعودية اعتراضاً شديداً -حسب وصف سولانا- لمؤتمر جنيف الثاني، لأن المحادثات الدبلوماسية الرسمية مع نظام الأسد تعني –ضمناً- الاعتراف باحتفاظه بالشرعية بحكم الأمر الواقع. وبالنسبة للسعوديين، فإن الحل المقبول الوحيد يبدأ باستقالة الأسد وحكومته، في حين يسعى مؤتمر جنيف الثاني إلى تشكيل حكومة انتقالية تمثل الأطراف كلها.