“العيدية”.. عادة من عهد “المماليك” إلى فرحة الأطفال

الإثنين ٢٨ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٣:٣٤ صباحاً
“العيدية”..  عادة من عهد “المماليك” إلى فرحة الأطفال

لازالت “العيدية” حاضرة في زمننا الحالي، بما تحمله من فرحة للأطفال وبهجة على شفاه الصغار في يومٍ قال عنه الرسول الكريم ” إنه يوم فرح”.
وأكد المؤرخون أن “العيدية” كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف,وأرجعوا هذه العادة إلى عصر المماليك, حيث كان السلطان المملوكي يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومَن يعملون معه؛ وكان اسمها “الجامكية” وتم تحريفها إلى كلمة العيدية.
وأوضح المؤرخون أن العيدية ترتبط بالعيد وهي لفظ اصطلاحي أطلقه الناس علي كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في موسمي عيد الفطر, وعيد الأضحي كتوسعة علي أرباب الوظائف, وكانت هذه العيدية تعرف بالرسوم في أضابير الدواوين, ويطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف.
وإذا كنا نقدم لصغارنا عيدية العيد هذه الأيام, فإن الفاطميين قد حرصوا على توزيع العيدية مع كسوة العيد خارجا عما كان يوزع على الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية, وعندما كان الرعية يذهبون إلي قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلي أحد أبواب قصر الخلافة, وقد أخذت العيدية الشكل الرسمي في العصر المملوكي, وأطلقوا عليها الجامكية, وكانت تقدم العيدية علي شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية, ويحيط به الكعك والحلوي.
وتقدم العيدية من السلطان إلي الأمراء وكبار رجال الجيش, وتقدر العيدية حسب الرتبة التي تقدم لها.
وتتنوع أشكال العيدية، بحسب طبيعة المنطقة وعادات أهلها وتقاليدهم،ففي السعودية يتم تخصيص يومين من أيام العيد للعيدية، حيث يقوم فيها الأطفال بطرق الأبواب والطلب من أصحاب المنازل في البلدة إعطاءهم العيدية، وكلٌّ حسب ما يجود به وقدر استطاعته، فمنهم مَن يُقدم الحلوى أو المال.
وفي سوريا يطلق على العيدية اسم “الخرجية” ويعطيها الآباء والأمهات والأقارب للأطفال أثناء زيارتهم لبيوت الأقارب في أيام العيد.
أما في الكويت فيقوم الأطفال في يوم العيد بالمرور على البيوت لأخذ العيدية، التي كثيرًا ما تكون من “القرقيعان” وهو عبارة عن خليط من المكسرات والزبيب يعطيه أصحاب البيوت للأطفال.