المهتم بشؤون الحركات الإسلامية محمد العمر: ما قام به أهالي تمير عمل وطني بامتياز

الخميس ٢٨ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١١:٠٨ صباحاً
المهتم بشؤون الحركات الإسلامية محمد العمر: ما قام به أهالي تمير عمل وطني بامتياز

برقيات المواطنين في محافظة “تمير” عن شكوكهم بوجود مخربين ومحرضين للشباب للانضمام لتيارات وأحزاب إرهابية، لاقت تعاملاً جديًّا من الجهات الأمنية المعنية، وتم بفضل الله ثم ببسالة رجال الأمن القبض على ثمانية من المغررين بحدثاء الأسنان للانضمام للجماعات المتطرفة خارج المملكة.

وفي تعليق لـ “المواطن” يقول المهتم بشؤون الحركات الإسلامية، محمد العمر: “هذه العملية ليست سوى الثانية خلال هذا العام، وفي اعتقادي الجازم ستتبعها عمليات مشابهة، لأنه وبحسب بعض المعلومات فإن تنظيم داعش وبالتواصل مع بعض منظريها في السعودية، قامت بتعيين قيادات تتزعم الخلايا النائمة في بعض مناطق المملكة، وقد تم تسريب بعض الأسماء، وكان منها من هم يقطنون تمير، وبذلك فإن داعش تزعم أنها قادرة على هيكلة تنظيمها في الداخل، ومحاولة خلق هلامة إعلامية لتوغلها، وبث دعاية تريد من خلالها إيصال صورة مختلقة بأن هناك تعاطفاً كبيراً معها من قِبَل مواطني السعودية، وهناك أغلبية عارمة تكافح هذا الفكر المتطرف دينيًّا والشاذ إنسانيًّا، ولا يمكن تصديق مزاعم التنظيم.
ويضيف العمر “من خلال متابعتي لبعض الحسابات في تويتر، تبين لي أن هناك أسماء صريحة وبهوية كاملة لأصحابها متعاطفين مع أفعال داعش في العراق والشام من منطلق طائفي، ونحن أمام انتماء عاطفي حقيقي يخشى من أن يتطور إلى انتماء فكري ومن ثم يتحول إلى انتماء تنظيمي”.
وحول الحسابات في “تويتر” التي رصدها يعلق: “لا يمكن إغفال تلك الحسابات التويترية التي تحمل كُنى جهادية وتتحدث بلهجات سعودية، حيث لا يمكن الجزم بأنها مختلفة أو مخترقة، بل من الجدية أن ننتبه لها ولمن يتعاطف معها أو يتناول تغريداتها، لأنه من المؤسف أن هناك مغردين سعوديين يتعاطون مع أصحابها من باب تلقي الأخبار”.

وعودة للحديث عن برقيات أهالي “تمير” الأوفياء، قال العمر “ما قام به أهل تمير، يعتبر وطنيًّا بامتياز، وهو ما يتوجب على كل مواطن غيور على دينه ووطنه أن يكون مخبراً عن كل ما هو مشبوه، لأنه وبتكاتف الجهود الوطنية نُطهّر الوطن الغالي من كل ما هو مُضر بجسد الأرض الغالية وعقل قاطنيه”.
وتابع “من المخزي ما قام به أحد الموقفين في العملية الأخيرة، من عض اليد التي امتدت له بالعون، حيث كان ممن مروا على برنامج المناصحة الذي تشرف عليه وزارة الداخلية، بسبب نفس الفكر، وقدمت له الدولة مساعدة مالية ليفتح مشروعاً يسترزق منه، ليستغله في تمويل وتمرير فكره من جديد”.
وأضاف العمر: “الأخطر من ذلك أن يكون أحد الموقوفين أيضاً وحسب المعلومات المتواترة عضو مجلس بلدي وخطيب جامع، فهذا يدل على أن هناك اختراقاً في صف اللحمة الوطنية، وأن المتسترين على مثل هذا الشخص هم مثله في الوزر، ويتوجب على الجهات المعنية المراجعة الدورية على الأعضاء الذين يمثلونها ويشغلون مناصب حساسة تقابل الجمهور، خاصة ممن أولئك الذين تحوم حولهم الشكوك لسبب انتمائي أو فكري”.
ورفع العمر مستوى الشفافية بحديثه، ذاكراً موقفاً نُقل له “ذكر أحد الزملاء عن صديق له يحكي موقفاً حدث مع أحد المدرسين وهو يتوعد بأن داعش ستأتي رغماً عن الجميع، وسيرضخ له الكل”، وعلق على ذلك -في تصريح خص به “المواطن”- مطالباً وزارة التربية والتعليم بالعجلة في تطهير التعليم من التطرف “إن بقاء مثل هؤلاء العملاء المجرمين لتنظيمات متطرفة فوق عقول طلابنا، لهو أكبر خطر يحدق بأجيالنا ومجتمعنا، وهنا يقع الحمل على وزارة التربية والتعليم لتطهير الصرح من هؤلاء وأشباههم، كما على زملائهم التبليغ عنهم، وأن سكوتهم هو اشتراك في الجُرم”.
وختم المهتم بشؤون الحركات الإسلامية تصريحه بتوجيه للمواطنين الأوفياء “نحن الآن أمام مرض سرطاني حقيقي يخشى أن يتفشى وينتشر فجأة ونحن نشاهد، وعلى كل مواطن أن يزيل عنه الكسل والخوف أو أي مفهوم آخر، وأن يكون أميناً على وطنه، ويتعاون مع الجهات الأمنية والتبليغ عن أن شبهه تحوم حول شخوص أو مواقع، لكي يبقى وطننا آمناً مطمئناً”.