المعتدي على الشقيقات الإماراتيات: لعقت الدماء من على المطرقة

السبت ١١ أكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١:٢٣ مساءً
المعتدي على الشقيقات الإماراتيات: لعقت الدماء من على المطرقة

تواصلت أمس الأول قضية محاكمة فيليب سبينس (32 عاما)، المتهم الرئيس بالاعتداء على الشقيقات الإماراتيات الثلاث في لندن، والمعروفة بحادثة المطرقة في محكمة ساوث وورك للجنايات، وقد تبين خلال إجراءات المحاكمة أن المتهم “سبينس” من حي هارلسدن اللندني، هو مدمن كوكايين وهيروين، وقد تفاخر بعد اعتقاله أمام ضباط اسكوتلنديارد بأنه “لحس” الدم الذي انسال على المطرقة بعد الاعتداء على الشقيقات الثلاث.

وقال ممثل الادعاء سيمون مايو أمام المحكمة إن المتهم الرئيس بعد ارتكاب جريمته خرج من غرفة الفندق اللندني بحقيبة ممتلئة بمسروقات غالية الثمن، وفي غضون ساعة كان قد سحب نحو 5 آلاف جنيه استرليني ببطاقة مصرفية مسروقة تعود لإحدى الشقيقات.

ووجه ممثل الادعاء مايو في جلسة الاستماع اتهامات عدة إلى “سبينس”، وأكد أن المتهم قصد قتل المجني عليهن بمطرقة، استخدمها في تنفيذ هجومه الوحشي، فألحق إصابات بليغة بعهود (34 عاما)، التي تحطمت جمجمتها، وفقدت إحدى عينيها بالإضافة إلى 95 في المائة من وظائف دماغها، فيما أصيبت شقيقتاها خلود (38 عامًا) وفاطمة (32 عامًا) بإصابات متفاوتة.

وقال ممثل الادعاء “مايو” إن الجاني كان يقصد قتل الشقيقات الثلاث، بعدما سرق حقيبة تحوي مقتنيات ثمينة، وأضاف: “حين يهاجم شخص قوي البنية مثل سبينس 3 نساء بمطرقة كهذه، ويوجه الضربات مباشرة إلى الرأس، فهو يدرك المخاطر الناجمة عن ذلك، وهو لم يضرب مرة واحدة، بل كرر الضرب بوحشية”.

وأكد “مايو” ضرورة الأخذ في الحسبان الإصابات البليغة التي لحقت بعهود وخلود بسبب الاعتداء الوحشي، مشيرًا إلى أن طفلين كانا موجودين في الغرفة، عثر على أحدهما في حالة هلع بالغة تحت أغطية الفراش، فيما كانت ملابس الطفلة الأخرى مغطاة بالدماء.

ووجه “مايو” تهمة التآمر إلى توماس إفريمي (57 عامًا)، وهو من زود “سبينس” بالمطرقة واتفق معه على تقاسم المسروقات، وقد اعترف المتهم “سبينس” بإلحاق إصابات بالغة بالمعتدى عليهن، ولكنه أنكر نية القتل.

واستمع المحلفون أمس إلى أن المتهم الرئيس بعد الهجوم قام بعدة زيارات لسيدة بريطاني تدعى ابما موس، اعترف شقيقها أنه تعامل مع مسروقات لها علاقة بالقضية، واعترفت موس في بيان قرئ أمام المحكمة أنها تعرف المتهم منذ أن كانت في العاشرة من العمر، وأن أسرتها وأسرته أصدقاء منذ زمن بعيد.

وأضافت “موس” أنها لم تكن على علاقة على الإطلاق بالمتهم “سبينس”، بسبب إدمانه المخدرات، وقالت أعتقد أنه يتعاطى الهيروين والكوكايين، وأوضحت أنها تعرف أن المتهم يمارس السرقة بالإكراه، وذكرت أنه قام بعدة سرقات من فنادق فخمة من قبل، وتبين أن المتهم سبينس ليلة الحادث ذهب إلى منزل “موس”، وقالت في بيانها، إنه ذكر لها أنه سيحصل على أموال قيمتها 50 ألف استرليني من مسروقات وهواتف بلاكبيري وآيبود وحقائب وعطور.

واطلعت المحكمة أمس على صور التقطتها كاميرات المراقبة الداخلية تظهر المتهم سبينس يمشي بهدوء في ردهات فندق كامبرلاند بحي ماربل ارش يوم 6 أبريل الماضي، قبل مهاجمة الشقيقات الثلاث في غرفهن، كما أظهرت صور أخرى المتهم وهو يجلس في إحدى حافلات لندن بعد ارتكاب الجريمة، وكان يحمل معه حقيبة المسروقات.

وروت أول من أمس الشقيقتان خلود وفاطمة النجار ما شهدتاه من رعب لحظة انهال عليهما المتهم سبينس بالضرب بالمطرقة في غرفتهما في الفندق، إذ كان يضرب ويسأل عن النقود، وهو يعرف أن الضرب بهذه الوحشية سيسبب الوفاة.

وفي جلسة أول من أمس، أقر “سبينس” بواقعة الاعتداء، وبمحاولة قتل عهود وخلود وفاطمة النجار، بعد اقتحام غرفتهن في فندق كمبرلاند في وسط العاصمة البريطانية لندن، مطلع أبريل الماضي، لكنه أصر على نفي تهم أخرى وجهت إليه، وبينها الشروع في القتل.

وقالت خلود في الجلسة: “شعرت كما لو أنني تلقيت 30 ضربة، ورفعت يدي على رأسي لحماية عيني، ولم أترك الغرفة حين رأيت المتهم في المرآة يقف بين الغرفتين اللتين استأجرتهما الأسرة في الفندق”.

وقد انهارت الأخت غير الشقيقة لثلاث نساء تعرضن لهجوم وحشي بمطرقة حديدية خلال هجمة ليلية تعرضن لها في غرفتهن بأحد فنادق لندن، أمام المحكمة لما تذكرت أخواتها غارقات في دمائهن.

وكانت عهود، وخلود، وفاطمة النجار من دولة الإمارات، مقيمات في فندق كمبرلاند، قبالة شارع أكسفورد، في يوم عطلة عائلية حينما تعرضن للضرب على الرأس في هجوم “سافر وعمدي”، كما استمعت محكمة ساوث وورك الملكية لقصتهن أمس.

وقال “سبينس” إنه ضرب عهود (34 عاما) بقوة أدت إلى كسر في جمجمتها في الوقت الذي احتمى فيه ابن أخيها البالغ من العمر 9 أعوام تحت الأغطية بجوارها، حسبما أخبرت هيئة المحلفين.

وقد دفنت شيخة المهيري، الأخت الصغرى غير الشقيقة للنساء الثلاث، وجهها وانفجرت باكية حينما أبلغت المحلفين أنها ظنت أن أختها عهود قد فارقت الحياة، وقد نجت من ذلك الهجوم بدقائق معدودة، حينما ذهبت لزيارة أخيها، الذي كان يقيم في غرفة أخرى مع وضع القفل على المزلاج لأجل عودتها، وحينما سارت في الرواق نحو غرفتها سمعت ابنتي أختها تصرخان من داخل الغرفة قبل أن تدخلها، وقالت: “كان هناك الكثير من الدماء على ملابس النوم لابنة أختي”، كما أخبرت المحكمة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من مدينة أبوظبي.

وأضافت: “رأيت الدماء ولكنني كنت لا أزال في حيرة حول ما يحدث، ثم رأيت رأس أختي عهود، لحق الأذى بنصف رأسها، وظننت أنها ماتت”

وذكرت فاطمة، وهي أم لطفلين، أمام محكمة ساوث وورك أنها استيقظت على صوت صراخ شقيقتها، ورأته يرفع يده عاليًا ليضربها بالمطرقة، فتوجهت إليها سريعًا، فبادر بتوجيه الضربات إليها من جانبها الأيسر، لكنها كانت تتحرك، حاولت مساعدتها قدر الإمكان وتخليصها من المعتدي قبل أن أتلقى ضربة بالمطرقة نفسها، غبت على أثرها عن الوعي فورًا.

وتعود تفاصيل القضية إلى شهر إبريل الماضي في شارع أكسفورد الشهير بالعاصمة البريطانية لندن عندما كانت الإماراتيات الثلاث (فاطمة وعهود وأم سعيد أو خلود)، اللاتي جرى الاعتداء عليهن داخل غرفتهن في مقر إقامتهن بالطابق السابع في فندق كمبرلاند في لندن، يتبضعن ويتسوقن من المحلات الفخمة في ذلك الشارع، وعن دون قصد كن يبرزن ما معهن من أموال كثيرة عند شراء احتياجاتهن، ولم يكن يعلمن أن هناك من يراقبهن ويرصد تحركاتهن لحظة بلحظة، فمن شارع أكسفورد إلى حديقة هايد بارك إلى مصعد الفندق وحتى الطابق السابع راقبهن الجاني وصعد معهن مصعد الفندق حتى عرف رقم غرفتهن وعاد أدراجه، ولكن عند الواحدة صباح الاثنين 7 أبريل بتوقيت لندن بدأت الجريمة، وتواصل محكمة ساوث وورك في جنوب لندن الاستماع إلى بقية وقائع القضية.