الشيخ بلقاسم يدعو الإسلاميين والليبراليين إلى التسامي على الخلافات والاصطفاف في هذه المرحلة

الثلاثاء ٦ يناير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
الشيخ بلقاسم يدعو الإسلاميين والليبراليين إلى التسامي على الخلافات والاصطفاف في هذه المرحلة

تداولت مواقع التواصل الإجتماعي بشكل كثيف خاصة الواتساب وتويتر مقالا للشيخ الدكتور عبدالله بلقاسم الشهري إمام وخطيب جامع بلال بمدينة النماص , وقد جاء المقال جريئا ومعبرا ومشخصا لواقع الحال في مجتمعنا والصراع الكبير والمتجدد بين التيارين الإسلامي المحافظ والتيار الليبرالي العلماني , وقد دعا الشيخ وتحديدا في هذا الظرف الحساس الذي يحيط بالبلاد من أعدائها وأعداء الدين إلى ضرورة توحيد الصف بين كافة شرائح وطوائف المجتمع , والتسامي على كل الخلافات والإختلافات فالمرحلة لا تحتمل التحزب والتشرذم .
وأتى مقال الشيخ بلقاسم تعليقا على تحميل التيارين المتضادين لبعضهما مسؤولية ما حدث في مركز سويف الحدودي وراح ضحيته قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية العميد عودة البلوي , والعريف طارق الحلوي والجندي يحي النجمي , فكل يرمي بالائمة على الطرف الأخر , دون إستشعار لأهمية وخطورة المرحلة , وهذا ما يفرح الأعداء كما يرى الشيخ .
وتواصلت “المواطن” مع الشيخ الدكتور عبدالله بلقاسم وسألته بداية .. هل هو من كتب المقالة حيث لم ترفع حتى الآن في حسابه بتويتر , فأجاب بالإيجاب , ثم أستأذناه في نشرها من خلال الصحيقة فرحب بذلك ..
وإيمانا من صحيفة “المواطن” بقوة المقالة وأهميتها فإنها تضعها بين يدي قرائها الكرام , وفيما يلي نص المقالة :
منذ عشرين عاما ، ونحن نعيش الأزمة الفكرية ذاتها ، في كل محنة تمر بها البلاد , وبدلا من أن نتحد في مواجهة خطرا يحدق بنا جميعا.
ننقسم ونتلاوم ونتراشق ، وكل تيار يحاول الخروج بأكبر قدر من المكاسب على حساب منافسه .
اليوم استشهد ثلاثة من رجال الأمن الذين كانوا يرابطون على ثغور المملكة : يحرسون حدودها من العدو والمخدرات واللصوص وغير ذلك وقبل أن تجف دماؤهم
اندلعت معركتنا الأزلية ، وبدأ تبادل القصف في تويتر والقنوات الفضائية .
الإسلاميون هم السبب وهم الذين حرضوا على الجهاد دون أن يذكروا ضوابطه ولا شروطه .
الليبراليون هم السبب وهم الذين استفزوا التطرف المقابل
بينما يتمدد الخطر في مساحات الشقاق هذه ،
لحظة من فضلكم ..
أيها الإسلامي والليبرالي معا ..
خصمكم لا يعرف الفرق بينكم ، أنتم وأطفالكم وبيوتكم ونساؤكم هدف مشروع له ،
البلوي وصاحباه ، لا يعرف العدو
هل كانوا إسلاميين أم ليبراليين ؟!
هل كانوا يقفون مع الدعاة والمشايخ أثناء الجدل الفضائي
أم مع الليبراليين والتغريبيين ؟!
لا يعرف الذي فجر نفسه فيهم , هل كانوا يشاهدون قناة العربية قبل استشهادهم أم كانوا يشاهدون قناة المجد ؟!
لا يعرفون من يتابعون في حساباتهم ؟!
هل هواتفهم مكتظة بمتابعة الإسلاميين أم الليبراليين
لا يعنيه الفرق بينكم ؟!
من يسهر على قناة ام بي سي أم من يقوم الليل ؟!
كل من خلف سياج الوطن هو هدف يبحث عنه العدو ودمه مساحة مباحة للتفجير والتمزيق والقتل
أيها المتخاصمون ..
كل الخصوم الشرفاء يتسامون عن تحقيق مكاسب في الأزمات الكبرى .
عار حتى عند من لا يعرف الله أن يحقق الحزب مكاسب انتخابية بينما تخوض البلاد حربا في الخارج !
مهما انحدر خصمك في وضاعة للتكسب من دماء الشهداء والاتجار على ضفاف أرواحهم فتعامل بشرفك وضميرك ومسؤوليتك وأمانتك
حين ضحى البلوي ورفاقه الحلوي والنجمي بدمائهم
فحق لك أن تضحي بالصبر والتسامح وأن تجتاز آلامك من أجل الغايات الكبرى .
لا أريد أن أنحاز هنا لأحد
أو أحمل أحد بعينه المسؤولية
ليس لأني لست منحازا
كلا ..
بلا لان دموعا ساخنة في بيت البلوي وبيوت رفاقه جديرة بالإحترام والشعور بالمسؤولية .
جديرة بأن أصطف معهم ومع قضيتهم ومع تضحياتهم
لا تقل لي إن خصومي يقولون ويقولون ويفعلون
أعرف ذلك .
لكن ماذا قلت أنت ، ما مسؤوليتك في هذا الظرف؟
هل تشعر أنك جزء من حماة السفينة من الغرق؟
هب أنهم ثقبوا ، هل تستلم ، هل تفتح ثقبا آخر؟
اللهم ألف بين قلوبنا .