عيد الشهراني.. تمنى الموت مُصلياً فاستشهد راكعاً

الأحد ٩ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ١٢:١١ مساءً
عيد الشهراني.. تمنى الموت مُصلياً فاستشهد راكعاً

لم تخل عبارات الألم والحزن في حديث أُسَر شهداء التفجير الإرهابي بمسجد الطوارئ في عسير، فضلاً عن الفخر والاعتزاز والرّفعة بأبنائهم الذين نالوا سمو الشهادة وهم في حصن من حصون الدفاع عن الوطن وداخل أطهر بقعة من الأرض ساجدين لله تعالى.
وتعوّد السعوديون على هذه المشاعر الإيمانية والثبات في اللحظات العصيبة التي يفقد فيها الأب أو الأم فلذة أكبادهم، في المقابل كان لهؤلاء الفرسان السيرة العطرة المملوءة بالعزة والشموخ والأمنيات الرفيعة وما هي إلا امتداد لشموخ هذا الوطن.
ففي مخيم عزاء أسرة الشهيد عيد الشهراني، تجلّت قوة الصبر على المحن والثبات رغم الألم والحزن، حيث كانت صوراً من صور الوطن الشامخ الكبير حين يتحدث والد الشهيد وأسرته عن مناقب ابنهم وأمنياته قبيل وفاته وعن هذا الوطن.
وقال والد عيد، إن ابنه مؤدب ورجل أخلاق ويفتخر به من بدايته إلى نهايته وكان مطيعاً لمليكه ولوطنه ولعمله وأقاربه وأعمامه ولوالديه الذين كانوا في أتم الرضا عنه.
وتذكر آخر ما دار بينه وبين ابنه يوم استشهاده، وقال: “يا أبتي سامحني” وذهب لعمله ولم يعد.
وأضاف الأب أنه يحمد الله على ما ناله ابنه للشهادة وهو يُصلي ومرتدياً بدلته العسكرية.
من جانبه، قال شقيق الشهيد، إنه فقد سنده وحزامه في كثير من ملمات الحياة.
ولفت خالد الشقيق الآخر للشهيد، إلى أن عيد كانت لديه أمنية أفصح عنها قبل 20 يوماً من استشهاده، وهي “أن يموت وهو يصلي فأكرمه الله بتحقيقها ومات بالفعل وهو راكعاً لرب السموات في بقعةٍ من أطهر البقع وهو مسجد الطوارئ”.
ولفت الشقيق الآخر أن عيد كان يعقد العزم للزواج الشهر المقبل ولكن نال الشهادة قبل ذلك.
وخلال نقل الـ mbc لهذه الملاحم الإيمانية في مخيم عزاء الشهيد عبدالعزيز الشهراني ذكر والده أن ابنه كان من الطلبة المستجدين في قوات الطوارئ، ويحمد الله أنه نال الشهادة وهو يصلي.
ولفت والد الشهراني، إلى أن المؤمن يتعرض لمثل هذه الصدمات لكن يبقى إيمانه بقضاء الله وقدره فوق كل شيء، مشيراً إلى أن هذه الفئة الإرهابية التي أزهقت أرواح الشهداء ما هي إلا فئة ضلال وستهزم بحول الله.