“حماية المستهلك” تستغرب مطالبة شركات الألبان بإلغاء تاريخ الإنتاج

الأحد ٢٠ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٤:١٧ مساءً
“حماية المستهلك” تستغرب مطالبة شركات الألبان بإلغاء تاريخ الإنتاج

أصدرت جمعية حماية المستهلك بياناً حول موقفها تجاه مطالبة اللجنة الوطنية للألبان الطازجة بإلغاء تاريخ الإنتاج، وطالبت الجمعية -في بيانها- الجهات المعنية، وفي مقدمتها هيئة الغذاء والدواء، بالعمل على إشراك المستهلك عند الحاجة لدراسة التعديل على تاريخ الصلاحية، والاستماع لرؤيته من خلال الدعوة لجلسات استماع مع ممثلين له، ومن تخصصات مختلفة؛ بما في ذلك متخصصين في مجالات حقوق المستهلك، والصحة والاقتصاد، مع الاستفادة من التجارب الدولية، ومقاربة ذلك مع المعطيات الفعلية لسلوك منتجات شركات الألبان الوطنية مع المستهلك. وهو ما يستدعي التريث، وإعطاء مزيد من الوقت لدراسة ذلك الأمر وفق الأسس العلمية والاقتصادية التي تحافظ على حقوق المستهلك، وفق توازن يساند الوضع الاقتصادي لصناعة الألبان.

وأشار أمين عام الجمعية والمتحدث الرسمي لها د.عبدالرحمن يحيى القحطاني، إلى أن الجمعية يساورها القلق حيال توقيت هذا التصريح للجنة والتحرك المفاجئ تجاه طلب إزالة تاريخ الإنتاج من العبوات، والذي يصادف إعلان وزارة التجارة عن مخالفات لحالات غش تجاري لبعض شركات الألبان؛ نتيجة لتلاعبها في تاريخ الصلاحية.

وأضاف “د.عبدالرحمن” أن البيان يوضح أنه كان من المفترض قيام لجنة الألبان بالدفاع عن المستهلك، والإعلان عن رفضها لأي تجاوزات لأنظمة ولوائح حماية المستهلك من قِبَل أي شركة من شركات الألبان، بغضّ النظر عن أي موقف للجنة تجاه تلك الأنظمة واللوائح.

وتنتظر الجمعية موقفاً منصفاً من قِبَل اللجنة إزاء تلك التجاوزات، كما تطالب الشركات المخالفة بالاعتذار للمستهلك.

وذكر الأمين العام أن البيان ينص على أنه؛ وإن كانت الجمعية لا ترى ضرراً على سلامة المستهلك في عدم وضع تاريخ الإنتاج؛ حيث إن ذلك متبع في دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا؛ إلا أن هذا لا يعني التفريط في حق المستهلك بمعرفة تاريخ الإنتاج بأي طريقة مناسبة تضمن ذلك الحق، كما أن مطالبة اللجنة الوطنية بإزالة تاريخ الإنتاج في المملكة تحديداً، مخالف لمواصفات التقييس الخليجية التي تطبّق في بقية دول الخليج، وهو ما يُعَدّ تمييزاً تجاه المستهلك بالمملكة.

وأضاف أن البيان يطالب اللجنة الوطنية بالتنسيق مع القطاعات الحكومية لتبنّي برامج توعوية حيال تواريخ الصلاحية، والهدف منها، وعلاقتها بمستوى الجودة.

أما ما أشار إليه تصريح اللجنة حول وجود هدر كبير في الحليب نتيجة وضع تاريخ الإنتاج؛ فقد بينت الجمعية أن ذلك الأمر قد لا يمثل السبب الرئيس، وطالبت اللجنة بعمل دراسات علمية منهجية لمعرفة المسببات الحقيقية وراء ذلك، وتتساءل عن عدم قدرة الشركات على معالجة ذلك الهدر المتكرر سنوياً بطرق مبتكرة؛ بما في ذلك تقليل الإنتاج، كما تدعو الجمعية اللجنة الوطنية لدراسة مدى تأثير الحراك المجتمعي في مقاطعة بعض شركات الألبان نتيجة رفع أسعارها على احتمالية إحجام الشراء وبالتالي رفع نسبة الرجيع.

وفي ذات السياق أوضح الأمين العام للجمعية -وفقاً للبيان- بأن تلك المعطيات المشار إليها في التصريح والمتعلقة بالهدر، لا تتفق مع التصريحات السابقة للجنة عام 1435هـ على لسان نائب الرئيس، الذي أشار إلى أن سوق الألبان المحلية يشهد نمواً عالياً في الطلب مقارنة بالأعوام السابقة، وبأن أغلب الشركات الكبرى رسمت لنفسها خططاً لزيادة إنتاجها بالتزامن مع معدلات الزيادة المتوقعة سنوياً، وهو ما يستدعي من اللجنة إيضاح هذا الجانب من التضارب.

ومع ذلك طلبت الجمعية من الشركات -وبالتنسيق مع الجهات المعنية الحكومية- العمل على تدارس الهدر الذي قد يحصل، وإيجاد الحلول المناسبة بما في ذلك زيادة مدة الصلاحية وفق الأسس والمعايير العلمية والدولية، دون المساس بحقوق المستهلك.

وأفاد “د.عبدالرحمن” بأن البيان يشير بوضوح إلى أن الجمعية تؤمن تماماً بالدور المنوط بشركات الألبان، وأهميته في تحقيق الأمن الغذائي بالمملكة ودوره في التنمية الاقتصادية، إضافة إلى أهمية تلك المنتجات على صحة الفرد، وبالتالي ضرورة تكاتف الجهود للعمل على تطوير صناعة الألبان ومشتقاتها في المملكة، إضافة إلى العمل على وضع أنظمة ولوائح للحدّ من الهدر الغذائي وفق الأسس العلمية، بطريقة متوازنة لا تؤدي إلى الإخلال بحقوق المستهلك وحمايته.