تعرّف على حجم ثروة المخلوع #صالح .. رجل أكل لحم #اليمن

الأحد ١٨ أكتوبر ٢٠١٥ الساعة ١١:٥١ مساءً
تعرّف على حجم ثروة المخلوع #صالح .. رجل أكل لحم #اليمن

نشرت صحيفة إماراتية تقريرًا مطولًا كشفت فيه صفقات فساد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أوردت فيه تفاصيل دقيقة عن ثروته التي قدرتها بـ60 مليار دولار، عن طريق الفساد، بالإضافة إلى المطالبات الدولية بتجميد تلك الثروة، كما سرد التقرير نماذج من صفقات الفساد التي أبرمها “صالح” خلال فترة حكمه، وبنى من خلالها ثروته المشبوهة؛ بحسب صحيفة الخليج الإماراتية.

ويثار الجدل كثيرًا في اليمن حول ثروة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بخاصة في الأوساط السياسية والاقتصادية في البلاد؛ إذ إن الأموال الطائلة التي جمعها الرجل خلال فترة حكمه الممتد لنحو 33 عامًا كانت صادمة للكثير من المراقبين حول العالم؛ نظرًا للموارد الفقيرة التي كان اليمن يعيش في ظلها، في وقت كان “صالح” يجمع الأموال مستخدمًا الكثير من الحيل للحصول على أموال واستثمارات داخل اليمن وخارجه.علي عبد الله صالح

وقد كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن “صالح” جمع ثروة قد تصل إلى 60 مليار دولار عن طريق الفساد، خلال العقود الثلاثة التي حكم فيها البلاد؛ ما دفع بحكومة الوفاق الوطني بعد تشكيلها في نوفمبر من العام 2011 إلى إقرار مشروع لقانون استرداد الأموال المنهوبة، حيث نص مشروع القانون المقترح، والذي لم يتبنه البرلمان، بحكم هيمنة حزب صالح عليه، على إنشاء لجنة مستقلة ومحايدة، تتمتع بالشخصية الاعتبارية والذمة المالية المستقلة، تُعنى بالكشف عن الأموال المنهوبة واستردادها للخزينة العامة.

ويقول مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي: إن “استرداد الأموال كان يجب تبنيه من قبل مؤسسات رسمية وقضائية يمنية، وأن تقوم الحكومة بتشكيل فريق وطني مؤهل للشروع في إجراءات استعادة تلك الأموال”.

في التقرير الصادر عن الأمم المتحدة حول اليمن، قُدّرت ثروة المخلوع صالح بين 32 و60 مليار دولار على مدى 33 سنة في الحكم، وقد جُمعت جزئيًّا عن طريق الفساد عبر عقود النفط والغاز؛ فضلًا عن رشاوى حصل عليها “صالح” مقابل منحه امتيازات حصرية للتنقيب عن النفط، وأوضح الخبراء معدو التقرير الذي سُلّم لمجلس الأمن الدولي نهاية العام 2014 أن هذه الثروة وُضعت في نحو 20 بلدًا، وأن رجال أعمال ساعدوا “صالح” في إخفاء أمواله.

وأشار التقرير إلى أن “صالح” وأصدقاءه وعائلته متهمون باختلاس أموال برنامج دعم الصناعة النفطية وبالتورط في عمليات احتيال وسرقة أموال، وهي معطيات أتاحت لـ”صالح” جمع قرابة مليارَيْ دولار سنويًّا على مدى ثلاثة عقود ونيف؛ بحسب التقرير.

وتؤكد مصادر متطابقة أن “صالح” وأقاربه، منذ اندلاع ثورة فبراير 2011، قاموا بعملية تهريب واسعة للمال العام، وعملية تحويلات كبيرة إلى أرصدة بنكية في مصارف خارجية، وأن جهة هذه الأموال كانت دولًا أجنبية وخليجية، إضافة إلى الأشخاص المقربين من “صالح” في تلك الدول.

في الأعوام الأربعة الأخيرة، بخاصة منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظامه في فبراير من العام 2011، أدت إلى إخراجه من السلطة في نهاية المطاف، بدأت تثار قضية ثروة “صالح” بشكل أقوى من أي مرة سابقة، وقد كثّفت الحكومة التي أعقبت خروج صالح من السلطة مطالباتها بتعقب ثروة “صالح” وأقاربه، الذين كانوا يستحوذون على معظم المؤسسات الإيرادية في الدولة، إضافة إلى المؤسسات العسكرية والأمنية، والتي كانت مصدرًا من مصادر الفساد، من بينها وزارة الدفاع، وعلى رأسها قوات الحرس الجمهوري ووزارة الداخلية والأمن المركزي والمؤسسة الاقتصادية العسكرية، إضافة إلى وزارة المالية والنفط وغيرهما من المؤسسات.

وأوضحت مصادر اقتصادية أن “صالح” قام في فترة الأحداث بسحب الاحتياطي النقدي الأجنبي من المصرف المركزي على دفعات ونقله إلى القصر الجمهوري تمهيدًا لتهريبه قبل رحيله، وهذه المعلومات أكدها اللواء علي محسن صالح، الذي كان يقود الفرقة الأولى مدرع، حيث كشف أن المخلوع صالح “قام بسحب الاحتياطيات النقدية من فروع المركزي في المحافظات وإلغاء بعض الصفقات التي أُبرمت باسم الدولة وتحويلها إلى أرصدته الشخصية في الخارج”.

ولم يستبعد اقتصاديون ومراقبون للوضع في اليمن أن تكون الخطوة التي أقدم عليها المخلوع صالح استنزافًا غير مسبوق للخزينة العامة، وقيام الرئيس ونظامه بتحويلات كبيرة إلى خارج البلاد، في وقت حصل على حصانة من الملاحقة القضائية.

مطالبات الداخل بالكشف عن مصادر ثروة “صالح” دفعت مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد عقوبات نهاية العام 2014، من بينها تجميد أموال بحق “صالح”؛ حيث أوضح التقرير أن عمليات الفساد أتاحت لـ”صالح” جمع قرابة مليارَيْ دولار سنويًّا على مدى ثلاثة عقود.

وقال محققون عينتهم الأمم المتحدة في تقرير قُدّم لمجلس الأمن نهاية العام الماضي: إنه يُشتبه في أن المخلوع صالح جمع بوسائل تنم عن الفساد ما يصل إلى 60 مليار دولار.