حتى لا تظلموا مذيع الرومانسية!!

الإثنين ٢٣ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٥٤ صباحاً
حتى لا تظلموا مذيع الرومانسية!!

قوبل إيقاف المذيع الذي عُرف (بمذيع الرومانسية) بارتياح كبير في الشارع المحلي مع تحفُّظ البعض على قرار طرده، وهو القرار الذي فسّره كثيرون بأنه قرار (تكتيكي) ماكر، حاولت من خلاله الإذاعة التهرب من تحمُّل المسؤولية التي قد تلحقها، وامتصاص غضب الشارع، بالإضافة إلى توجيه الخطأ كليًّا إلى المذيع، وهو ما ظهر من خلال بيانها الصحفي الذي أعلنت فيه “طرد المذيع، وإعلان أن ما حدث يُعد خطأ فرديًّا لا تتحمله، مع تأكيد حرصها بحسب البيان على السياسة الإعلامية للمملكة!!”.
إلا أن الواقع والمنطق يؤكد وبما لا يدع مجالًا للشك بأن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الإذاعة قبل المذيع؛ حيث إنها من مرّرت وسمحت بالفقرة، والدليل أن الفقرة ليست جديدة بل إنها تُبَثّ بهذا الشكل منذ فترة، بل وأسوأ من التسجيل الذي انتشر، والذي تسبب في كل التبعات التي حدثت، كل ذلك كان يحدث تحت مسمع ومرأى إدارة الإذاعة وتغض الطرف عنه، وهي هنا وفي حال محاولة إنكارها والتحايل بعدم علمها تضع نفسها في موقف أصعب وأشنع يدلل على عدم مراقبة المحتوى وما يُبَثّ بالإذاعة!!
الأمر الآخر الذي يؤكد تورُّط إدارة الإذاعة هو أن المذيع نفسه سبق وتكرر منه الخروج عن النص في أكثر من مناسبة، ومن ذلك تسببه ومن خلال مزحة غير لائقة مع مذيعة كانت تزامله في تقديم برنامج بالإذاعة نفسها على الهواء مباشرة، وهو ما حدا بالمذيعة للخروج من الأستوديو وترك البرنامج للمذيع وحده، بمعنى أن المذيع كان يحتاج أن يوضَع له كنترول منذ وقت مبكر.
كل ما سبق من دلائل يتعارض تمامًا مع بيان الإذاعة الذي ادعت فيه حرصها على السياسة الإعلامية للمملكة وقيم المجتمع وأمانة الكلمة!!
الذي نودّ قوله هنا: هل مذيع الرومانسية هو المذيع أو المذيعة الوحيد الذي خرج عن النص وتجاوز حدود الأدب وخرج عن عادات وتقاليد المجتمع السعودي المحافظ؟!
وهل تنتظر هيئة الإعلام المرئي والمسموع تطوع مواطن آخر والتكفل بتسجيل مقطع جديد من إحدى الإذاعات الخاصة الأخرى يفضح ويعرِّي خروجها عن عادات وتقاليد المجتمع؟!
هنا ننصح هيئة الإعلام المرئي والمسموع وإذا ما كانت جادة بالفعل في الضبط والربط وتحري الدقة والعدل في موضوع الإيقافات والمحاسبة للخارجين عن النص إلى المتابعة الجيدة لجميع برامج الإذاعات الخاصة، وأجزم أن تجد ما هو أسوأ وأفظع مما فعله مذيع الرومانسية، بل ويتكرر يوميًّا.
فتشوا ولن تتعبوا بل ستجدون العجب العجاب، وبأقل مجهود يُذكر منكم فالوضع بات خارج نطاق السيطرة!!