القحطاني: شبابنا الموجود بمواطن الفتن جهلة.. والجهاد لديهم أصبح بابًا للتكفير

الإثنين ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١١:٠٠ مساءً
القحطاني: شبابنا الموجود بمواطن الفتن جهلة.. والجهاد لديهم أصبح بابًا للتكفير

فنّد د. سعيد القحطاني، أستاذ الحديث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أسباب الجهاد وأنواعه ومقتضياته وأسباب الغلو في الجهاد.

وخلال دورات حلقات النقاش للخطباء في تعزيز الوسطية وتحقيق الأمن الفكري مساء أمس الأحد، الذي تقيمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فرع المنطقة الشرقية-اللجنة الفرعية للتوعية العلمية والفكرية- قال: إن الغلو في الجهاد اقتصار الدين في الجهاد، وهذا ما كان يركز عليه ممن نلتقي بهم في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، لافتًا إلى أن بعض الشباب يقوده الغلو في الجهاد إلى البحث عن مواطن الفتن، يسيِّرهم إلى ذلك العاطفة.

وأبدى “القحطاني” أسفه من أن الشباب السعودي المتواجدين في مناطق الفتن أغلبهم صغار السن “جهلة”؛ لا يملكون معرفة في الحكم الشرعي لتأصيل مسائل الجهاد، ولا يفرقون بين مواطن الجهاد الأصلي ومواطن الفتنة، والتي أحدها الاقتتال بين المسلمين.

ونوّه د. القحطاني بأن باب الجهاد أصبح عند هؤلاء من أصحاب الفكر الضال مدخلًا إلى باب التكفير، وهذا اتضح لنا خلال محاورتنا لهم في مركز المناصحة، مستشهدًا بأن أحد أصحاب الفكر الضال عندما ناقشناه عن أسباب تفجير مساجد المسلمين وقتل المسلمين رد علينا بقوله: “إن قتلهم كبيرة من الكبائر فقط، ويموتون ويبعثون على نياتهم”، مبينًا خلال حديثه للأئمة والخطباء، أن بعض من قمنا بمناصحتهم ينامون دون صلاة، ويكفّرون الحكام والعلماء والأئمة والخطباء.

وروى د. القحطاني، قصة شابين ذهبا إلى أحد مواطن الفتن، وعند وصولهما للحدود أبلغوهم بعمليات استشهادية على حد وصفهم (تفجير)؛ فرفض الشابان، وقالا: أتينا للجهاد وللقتال وليس للتفجير، ثم بعد ذلك حدث نقاش عن علماء ومشايخ السعودية، وأبلغوا الشابين بأن كل علمائكم كفار؛ مما حدا بهواء الشابين القيام بسرقة جوازاتهم والرجوع إلى المملكة والذهاب إلى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية.

وأوضح أن انطلاق البرنامج شهد العديد من الأطروحات الهادفة حول تحصين الشباب من الأفكار الدخيلة عليهم، مشيرًا إلى أن البرنامج يُعد الأول من نوعه على مستوى الوزارة، كما أننا نسعى في كل شهر لتواجد مجموعة جديدة من الأئمة والخطباء؛ حتى تعم الفائدة للجميع، ويتم تبادل الخبرات فيما بين الخطباء؛ لدرء الفتن والمخاطر التي تواجه شبابنا.

فيما أكد الشيخ عبدالله اللحيدان، مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية، أن برامج الأمن الفكري الذي انطلق قبل عدة سنوات وتبنته الوزارة مستمر عبر دورات معلنة وخاصة، ونعمل الآن على ورش عمل ومناقشة مع الأئمة والخطباء في كيفية التعامل مع أصحاب الفكر الضال، أو من يبحث عن الجهاد في مواطن الفتن أو من عليهم علامات الانحراف الفكري، مبينًا أن بعض الشباب لديهم قصور في فهم مقاصد أحكام الجهاد تدفعهم العاطفة بلا حكمة، ونعدّ الخطيب على كيفية إدراك وممارسة التأثير على الشاب أو والد الشاب الذي ينوي الجهاد، ويرى كفر المجتمع وعدم الاعتراف بالجماعة أو الإمامة.

وقال: أصبحت هذه الدورات مهمة للخطيب والإمام؛ للكشف عن التحولات لدى أبناء مرتادي المسجد خلال حديث أولياء أمور هؤلاء الشباب، وكثير من الشباب يأتون للمناقشة حول الجهاد وليس حول التكفير، وعن تصنيفات الأحزاب والجماعات الإرهابية؛ لذا نبين للخطباء والأئمة التأصيل الشرعي لمثل هذه القضايا من خلال الخبرات المتراكمة لدى القائمين على هذه الدورات، وحلقات المناقشة في مثل هذه المسائل والمساحة متاحة للمناقشة مع الخطباء والأئمة للحديث عن الظروف التي تواجههم.

وزاد “اللحيدان”: إننا لسنا معنيين برصد أعداد هؤلاء الشباب المغرَّر بهم، بل الكشف عن الشبهات والرد عليها، خاصة وأن شبابنا ووطننا مستهدف، ونعمل وفق رؤية توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين- حفظهما الله- بالحفاظ على أمن الوطن ومواطنيه، لذلك وبحسب مسؤوليتنا ومسؤولية كل خطيب لابد أن يكون لدينا فهم في المجتمع وتعاضد لهذا الاستهداف وآلياته وأدواته، ولابد أن تكون المعالجة بالمثل والكفاءة العالية وردها عند شبابنا، ونشارك مع المعلمين ومع العسكريين في مواقعهم ونعي هذا الواجب.

وعاد وأكد أن الهدف من مثل هذه الدورات، هو الحد من تزايد أعداد الشباب المغرر بهم خلال ما يصرف من ملايين الريالات؛ من أجل استهداف شباب المملكة جعل الجهد المقابل من الدولة لهؤلاء الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية يُحد- ولله الحمد- من الزيادة، والذي يتفاعل معهم أغلبهم “جهلة” لا يكملون دراستهم من خلال سيرة المغرَّر بهم، ومن يتعاطف مع “داعش” مثلًا هم قلة لا يقتنعون بالدليل الشرعي وتقودهم العاطفة، ونحن على ثقة في شبابنا بوعيهم بعد أن تكشفت الأمور، واتضحت لهم خيوط المؤامرة في العراق وسوريا وغيرها، كاشفًا أنهم يعملون الآن على ركن حوار مصغر مع الشباب المغرَّر بهم على غرار حملة “معًا ضد الإرهاب”، وأن كل مسجد ومنبر هو ركن ومركز حوار مع الشباب.