مَن يذبح أكثر يفوز بعضوية المجالس البلدية!

السبت ١٢ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١:٠٣ مساءً
مَن يذبح أكثر يفوز بعضوية المجالس البلدية!

تزدحم المسالخُ في السعودية صباح هذا اليوم بآلاف الخراف والإبل الصغيرة استعداداً لقطع رؤوسها كأول إشارة بدء للحملات الانتخابية في السعودية، وهي عادة تتكرر مع كل يوم اقتراع في الدورات الماضية، وقد لا يختلف أحدٌ على كرم وحفاوة هذا المجتمع.
ولفت لـ “المواطن” عددٌ من تجار المواشي إلى أن هذه المناسبة حرّكت ركود السوق نوعاً ما، وشهدت استغلال الباعة لها حيث رفعوا الأسعار.
لكن يرى البعض أن ما يجري في هذا اليوم من إسالة دماء كبيرة للذبائح يصاحب غالبها التفاخر والتجاكر ونصب الصواوين الكبيرة وما فيه من إسراف للنعم وتبذير لها، فـعادة ما تجد أطنان الرز المطبوخ واللحوم الناضجة طريقها بعد إغلاق صناديق الاقتراع إلى حاويات النفايات ومجاميع تواجد القطط والكلاب.
في وقت لا يجد الناخبون لاحقاً هذه الحفاوة بطلباتهم من الأعضاء المنتخبين في إصلاح الشوارع المتكسرة والحفر التي تؤرّق أحياءهم السكنية وأعمال النظافة والرش ومكافحة البعوض والقوارض، وهو ما شكّل صورةً نمطية سائدة.
إن ثقافة الانتخابات لدينا جاءت بشكل مقلوب تطغى فيها ثقافة الاحتفاء والتفاخر والتجاكر بين المرشحين والفزعات القبلية على حرية الانتخاب والتصويت، لكن سرعان ما تتلاشى كل هذه الطقوس مع جلوس العضو على الكرسي.
وهنا يربط الكثير ضعف أداء المجالس البلدية لغياب الصلاحيات وتنفيذية القرار، فتخرج الأعذار والتبريرات ووضع البلديات والأمانات في مرمى المسؤوليات.
ومن القصص الطريفة أن ذيّل عددٌ من المنتخبين رسالاتهم الترويجية عبر تطبيقات الرسائل النصية والواتساب عبارة للناخبين ” صوّت واقلط للغداء ” مفاطيح الحرّي والحشو الصغيرة” وبشكل طردي يرتبط حجم الذبح بحجم أعداد الناخبين، فمن يتكلّف أكثر ويحظى موقعه الانتخابي بعدد كبير من الناخبين يفوز في الغالب ويكسب التحدي.
هذا وقد بلغ عدد الناخبين في الجداول النهائية 1،486،477 ناخباً وناخبة، يُدلون بأصواتهم في يوم الاقتراع هذا اليوم في المراكز الانتخابية.
وجاء عدد الناخبين الرجال في الدورة الثالثة 1،355،840 ناخباً، فيما بلغ عدد الناخبات 130،637 ناخبة يشاركن لأول مرة في انتخابات أعضاء المجالس البلدية.
وبلغ إجمالي عدد الناخبين والناخبات الجدد والذين يشاركون لأول مرة في الانتخابات 548،945 ناخباً وناخبة، منهم 418،380 ناخباً، وبلغ عدد النساء 130،637 ناخبة.
وقد تم استبعاد 277،761 ناخباً وناخبة من الدورات الانتخابية الثلاث، لعدم مطابقة الشروط، والتي منها ألاّ يكونوا عسكريين وبلغ عددهم 51،230 عسكرياً، أو أن يكون متوفى وعددهم بلغ 30،086 متوفى، أو تكون أسماؤهم مكررة والذين بلغ عددهم 171،684 ناخباً وناخبة مكررين، فيما استبعد 24،761 ناخباً وناخبة لعدم استيفائهم شروطاً أخرى، منها ناخبون تحت السن القانونية، أو تم استبعادهم بقرار من اللجان المحلية ولجنة الطعون.
في الوقت الذي بلغ العدد النهائي لإجمالي المرشحين والمرشحات للانتخابات البلدية في دورتها الثالثة (6917) مرشحاً ومرشحة، منهم (5938) مرشحاً، و(979) مرشحة.