رئيس هيئة الحج الإيرانية “يتذاكى” ويدّعي اشتراط نقل حجاجه عبر الخطوط الإيرانية !

الأربعاء ٤ مايو ٢٠١٦ الساعة ٥:٥٣ مساءً
رئيس هيئة الحج الإيرانية “يتذاكى” ويدّعي اشتراط نقل حجاجه عبر الخطوط الإيرانية !

ربما أصابت عدوى بيع وَهم الانتصارات التي تميّز بها قادة إيران، رئيس هيئة الحج الإيرانية “سعيد أوحدي”، الذي نقلت عنه وكالة فارس تصريحًا غاية في التذاكي، أورد فيه مفردات عنترية لإظهار أن إيران تفرض شروطها على السعودية، في مواضيع لا تستدعي إلا تنسيق معتاد بين المختصين في ترتيبات الحج، حيث قال أوحدي: (إنه ينبغي إصدار التأشيرة للحجاج الإيرانيين، كما هو المعمول عليه في السنوات السابقة)، في إيحاءٍ خبيث بأن منح تأشيرات الحج يتأثر بأي خلاف سياسي، وأن الإيرانيين سيحجون نتيجة لانتصار سياسي عبر فرض الملالي شروطهم على السعودية، مع أن منح التأشيرات للحجاج من كل العالم يخضع لإجراءات معروفة حتى مع الدول التي لا علاقة لها مع المملكة؛ ومنها إيفاد موظفين من الخارجية السعودية لإنهاء الإجراءات .

أمن الحجاج

ويواصل أوحدي عنترياته، ويتحدث عن خطوط حمراء؛ منها أمن الحجاج الإيرانيين، وسفرهم عبر خطوط داخلية (إيرانية)، وهنا لا بد أن يُحاسب أوحدي من قِبل رؤسائه بتهمة الغباء، فمنذ ثورة الخميني ومرورًا بكل الأزمات التي مرّت بالعلاقات السعودية الإيرانية، بسبب إرهاب نظام طهران، كان الأغلبية من الحجاج الإيرانيين يصلون إلى السعودية عبر خطوط طيران إيرانية، وأنه لا يمكن للخطوط السعودية وحدها نقل الأعداد الضخمة من الحجاج الإيرانيين .

تسييس الحج

تصريح أوحدي يوضح جليًّا أن تسييس موضوع الحج أصبح في صلب العقيدة السياسية لنظام الملالي، التي تعاني فراغًا كبيرًا بعد أن كشفت الأيام الأخيرة زيف شعارات ما يُقارب أربعين سنةً من عداء للغرب وأمريكا بالذات، وأصبح الشغل الشاغل لمسئولي طهران البحث عن عدو أو همّ خارجي لإشغال شعبهم، وليت أوحدي المتذاكي وفّر عنترياته وانتصاراته الوهمية في أمور من البديهيات للدفاع عن نظامه في فضيحته الكبرى في سوريا، حيث يقصف ويقتل الأبرياء في كل مكان إلا الجولان .

قاروب: إفلاس سياسي

قاروب قاروب

وتعليقًا على تصريح أوحدي، قال المحامي والمستشار القانوني الدكتور ماجد قروب، إن ما تلجأ إليه الدعاية الإيرانية من استغلال فاضح لموضوع الحج، وتسخيره لتوجُّه سياسي يكشف عن إفلاس حقيقي، وأظهر جليًّا أن المقصود تسجيل انتصارات زائفة يضحك بها على عقول المواطنين الإيرانيين، وأن التذاكي الذي ورد في تصريح أوحدي بإظهار أن حكومة إيران تفرض إرادتها في ترتيبات الحج “كذب واضح”، حيث إن بعض المواضيع التي أوردها من المسلمات والإجراءات البسيطة المتبعة مع كل الدول الإسلامية، ولا تحتاج لكل هذا الضجيج المفضوحة أهدافه.

باطرفي يتساءَل: كيف يتحدث عن أمن الحج مَنْ لم يؤمن عيد النيروز؟!

الباحث والمحلل السياسي خالد محمد باطرفي

من جانبه، علّق الكاتب والمحلل السياسي الدكتور خالد باطرفي، على عنتريات أوحدي بالقول لـ”المواطن”: إن المملكة، قاطعت شركة مايهان الإيرانية، لأنها شركة مقاطعة دوليًا؛ نظرًا لتورطها في خدمة الاٍرهاب الدولي، وهي تابعة مباشرة للحرس الثوري، وقد مُنعت من الهبوط في مطارات السعودية أو التحليق في أجوائنا، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بأزمة العلاقات، ولكن بالموقف الدولي، وتعليق عضويتها في منظمة “إياتا” للطيران المدني، ولذلك فلن يتغير الموقف السعودي مهما كانت الحجة.

وأضاف: أما بالنسبة للحجاج، فالمملكة رحّبت بهم ضمن النسبة المحددة لإيران (١%‏)، من عدد السكان حسب اتفاق الدول الإسلامية في قمة منظمة التعاون الإسلامي، التي اعتمدت هذه النسب منذ الثمانينات الميلادية، وعليهم الالتزام بها كغيرهم.

وأوضح باطرفي أن التأشيرات تتم من خلال قنصليات الدولة، التي ترعى مصالح المملكة في إيران بعد أن أقفلت السعودية سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، نتيجةً للاعتداءات التي تمت عليها بتحريض من المسئولين الإيرانيين، وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي، مشيرًا إلى أنهم يتحملون هم مسئولية غياب التسهيلات التي كانت تقدمها بعثات المملكة عندما كانت تقدمها بشكل مباشر.

وأضاف: أما الأمن فتشهد جميع الدول الإسلامية بأنه على أعلى المستويات في المملكة، وفي المشاعر؛ فلم تتعرض أي بعثات دبلوماسية أو بعثات حج أو مواطنين لاعتداءات جماهيرية أو حكومية، كما يحدث في إيران ضدنا وضد غيرنا، ولم يَسلم من ذلك حتى السائح السعودي والبعثات الدبلوماسية والرياضية. أما حوادث الحج نتيجة لتدافع الحجاج أو جهل بعضهم بالأنظمة؛ فهي طبيعية، وتحدث أكثر منها في الملاعب والاحتفالات الإيرانية؛ كاحتفال نيروز قبل أشهر. وتبذل المملكة كل ما تستطيع لتفاديها بكل ما تملك من طاقات، والعالم الاسلامي كله يُقدّر ويُثمّن لنا ذلك إلا إيران لأسباب سياسية وأطماع لم تعد تخفى على أحد.

وختم باطرفي تعليقه لـ”المواطن”: أثق أن المملكة سترحب بكل ضيوف الرحمن من إيران، وتقدّم لهم كل التسهيلات الممكنة، ولكنها ستتمسك بشروطها التي تضمن أمنهم هم، وأمن غيرهم، وتمنع انخراطهم في أنشطة سياسية وتخريبية كما حدث في السابق، ونتجت عنه مآسٍ كبيرة، وآخرها كان عام ١٩٨٩م، ولا تُلام المملكة في حرصها على أمن الحج، وعدم تفريطها في واجباتها ومسئولياتها تجاه أمن ورفاه وسلامة الجميع بما فيهم إخوتنا حجاج إيران.