السوق المركزي بالمدينة نقطة لقاء الباعة والمتسوقين قبيل رمضان

الأحد ٥ يونيو ٢٠١٦ الساعة ١:٣١ مساءً
السوق المركزي بالمدينة نقطة لقاء الباعة والمتسوقين قبيل رمضان

توفّر الأسواق والمجمعات التجارية ومحلات الأغذية في المدينة المنورة كميات وافرة من الأغذية ومختلف أنواع السلع لتلبية احتياجات ومتطلبات الأهالي والزائرين, وبخاصة الأصناف التي يكثر الإقبال على شرائها خلال شهر رمضان المبارك.

ويشكّل السوق المركزي الذي يتوسّط حاضرة المدينة المنورة, نقطة التقاء رئيسة بين الباعة والمتسوقين, حيث يعدّ السوق واجهة للعديد من الأنشطة التجارية, ويحتضن أسواقاً خاصة ببيع اللحوم والدواجن والأسماك, وساحة مخصصة لباعة الخضراوات والفاكهة, وميداناً لتجمّع باعة التمور, إلى جانب عشرات المحال التجارية التي تصطف على امتداد السوق تبيع مختلف الأصناف من الأغذية والمجمدات والمشروبات والمواد الاستهلاكية والمصنوعات البلاستيكية.

ويرتاد سوق اللحوم أعداد كبيرة من المستهلكين لشراء اللحوم الطازجة قبل حلول شهر رمضان المبارك, حيث يحرص أصحاب محال الجزارة على توفير الأصناف المطلوبة من لحوم الماشية والإبل والبقر تلبية لرغبات الزبائن الذين يتوافدون لسوق اللحوم المغلق الذي يخضع لرقابة البلدية, وحراساً يلتزمون بفتح السوق وغلقه في أوقات محددة.

ويقول أحد الباعة الذي يعمل منذ خمس سنوات في مهنة بيع لحوم الإبل, إن الطلب على شراء لحوم الإبل يزداد بشكل ملحوظ في رمضان حيث تفضلها كثير من الأسر في إعداد الولائم العائلية المحدودة, فيما يفضّل البعض مفروم الإبل في إعداد أصناف غذائية ضمن وجبة الإفطار الرمضانية, ويضيف أنه لا يقوم بانتقاء الإبل بنفسه, إلا أنه ملتزم باتفاق مع أحد تجّار الماشية لتلبية احتياجات المحل من الإبل يومياً, مبيناً أنه لم تطرأ أي زيادة على أسعار الكيلو جرام من لحم الإبل فهي بواقع 50 ريالاً للكيلو جرام للإبل الصغيرة سناً , فيما يقل سعر الكيلو جرام من لحم الإبل الأكبر سناً ليصل إلى 30 ريالاً, في حين يتراوح سعر الكيلو جرام من اللحم البقري بين 35 إلى 45 ريالاً بحسب نوعه واحتوائه على العظم.

وفي محل مجاور يقوم البائع ماهر ذو العشرين عاماً بتقطيع اللحم تلبية لطلب أحد الزبائن, ويقول إنه تعلّم هذه المهنة من والده الذي تركها مؤخراً.
ويقول ماهر بينما يعرض أجزاء معلقة من لحوم الأغنام على أحد زبائن المحل: إن الإقبال على شراء اللحوم يزداد في رمضان لاسيما من العائلات, مضيفاً أنه تعلّم أن كسب ثقة الزبون يشكّل أهم متطلبات هذه المهنة, مشيراً إلى أن بعض الزبائن من الأسر والأشخاص يتصلون به لتجهيز الكمية المطلوبة من لحم الإبل أو الغنم, بسبب اكتسابه ثقتهم, ويلبي طلبهم بكل أمانة.

ويقول المواطن أمين الرحيلي، إنه أتى إلى السوق قادماً من سوق الماشية، مبينا أن أسعار المواشي تشهد حالياً انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي بما فيها المواشي المحلية والمستوردة، وعلى مقربة من سوق اللحوم, يجلس معلا اللهيبي أمام صناديق رطب “الربيعة” الذي نضج حديثاً, ليتمكن من تصريفها وشراء مستلزمات رمضانية أخرى.

ويرى اللهيبي أن دخول موسم الرطب متأخراً هذا العام يفقد أهالي المدينة المنورة أهم عناصر المائدة الرمضانية على الإطلاق, حيث إن الأصناف الأكثر شهرة ومبيعاً من “الرطب” الذي يمثّل جزءاً رئيساً في مائدة إفطار رمضان تحتاج أياماً قليلة لتملاً جنبات السوق خاصة الأصناف الشهيرة التي يزداد الطلب عليها كالروثانة, مبيناً أن المعروض حالياً يشكّل جزءاً يسيراً مما تنتجه مزارع تقع في ضواحي المدينة المنورة ولأصناف محدودة من الرطب أبرزها “الربيعة” و”لونة مساعد”, ويتراوح سعره بين 40 إلى 50 ريالاً للصندوق زنة 3 كيلو جرامات, فيما يتدنى في آخر الموسم ليصل سعر الصندوق إلى 8 ريالات.
بينما تقف شاحنات وسيارات النقل أمام المحلات داخل السوق المركزي لتنزيل حمولتها من مختلف أنواع البضائع, يتوافد المتسوقون لشراء احتياجاتهم من الأغذية والمشروبات, يقول عبدالله إن أسعار الأغذية انخفضت هذا العام مقارنة بالعام الماضي, مفيداً أن أسعار الأرز والزيوت والأجبان والمشروبات الرمضانية والدجاج كلها انخفضت بنسب متفاوتة, ويوافق الرأي معتصم، الذي يعمل في محل لبيع المنتجات البلاستيكية في انخفاض الأسعار قليلاً, مبيناً أن أكثر طلبات المتسوقين حالياً تنحصر في شراء الأدوات المنزلية ومواد التغليف والأكواب البلاستيكية والسفر والمنظفات.

وفي ساحة مغلقة داخل السوق المركزي تتعالى أصوات باعة الخضار والفاكهة لترغيب مرتادي السوق في الشراء من بضائعهم, حيث يقول الشاب مصطفى، إن الأسعار ثابتة في رمضان وقبل رمضان في الكثير من الفواكه والخضراوات, عدا صنفين هما “الكزبرة” و”البقدونس” اللذين يفوق الطلب عليهما حجم العرض ما ينعكس على الأسعار التي تسجّل ارتفاعاً مع دخول رمضان بنسبة 200% على هذين الصنفين من الخضراوات, باعتبار أنهما يدخلان في إعداد وجبات رمضانية عديدة أشهرها السمبوسة.

ويؤكد المواطن محمد العوفي إمكانية التأقلم مع الأسعار مهما بلغ ارتفاعها, إذ يرى أن وجود بدائل عديدة للمنتجات الغذائية مثل الأرز وكذلك الفواكه المستوردة والمحلية يمكّن الأسر من اختيار ما يناسبها وفقاً للسعر والجودة بما يرضي الباعة والمستهلكين.