#محمد_بن_سلمان في أمريكا لبحث أوجه الشراكة الاستراتيجية

الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦ الساعة ٣:٣٧ صباحاً
#محمد_بن_سلمان في أمريكا لبحث أوجه الشراكة الاستراتيجية

في أبريل الماضي، قدّم ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، رؤية المملكة 2030؛ لتكون فاتحة خير لعهد جديد يراعي متطلبات المستقبل ويحد من اعتماد المملكة على النفط الذي تتهاوى أسعاره يومًا بعد يوم مع التطور التكنولوجي واتجاه العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة.
ولي ولي العهد استشعر اليوم الذي ينتهي فيه اعتماد العالم على النفط ورآه قريبًا بعد الخسائر التي مُنيت بها المملكة، وآمن برؤية وزير النفط الأسبق أحمد زكي يماني “عراب النفط” كما يطلق عليه البعض حينما قال “بعد 30 عامًا ستكون هناك كميات كبيرة من النفط؛ ولكن لن يشتريه أحد”.
ويرى مراقبون، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، جاءت لتعزيز خطته الاقتصادية وتوسيع القطاع الخاص السعودي وجذب الكثير من الاستثمارات الأميركية إلى المملكة، فضلًا عن جوانب سياسية عدة تتمثل في الحرب على الإرهاب ولجم التدخلات الإيرانية في المنطقة، ناهيك عن الصراع في اليمن والحرب السورية.
“زمن النفط عدّى وولى”
أكدت الكاتبة الأميركية بيت روميلو، أنَّ ولي ولي العهد قدَّم “رؤية 2030” بهدف تحويل اقتصاد المملكة في هذه الحقبة من الاعتماد على النفط إلى تعزيز الاستثمارات في مختلف المجالات، إذ تمتلك المملكة موقعًا جغرافيًا يربط قارات العالم القديم، وممرات مائية مهمة ومحورية، فضلًا عن الكثير من الموارد الطبيعية، ومكانتها الكبيرة في العالم الإسلامي.
وأوضحت روميلو في مقال لها بصحيفة “مانيلا بولتين” الفلبينية، أن الأمير الشاب يسعى إلى إجراء تغييرات اجتماعية محددة، تحافظ على البعد الديني للمجتمع السعودي وتكون أكثر انفتاحًا على العالم وأكثر تقبلًا للتأثيرات الثقافية.
وأضافت أن “خطته تشمل مواصلة تقديم الدعم القوي للنساء، وقد رأينا ذلك في السنوات الأخيرة، إذ حصلت المرأة على فرص كبيرة في التعليم، وللمرة الأولى في تاريخ المملكة شاركت المرأة كنائبة ومرشحة في الانتخابات البلدية في ديسمبر الماضي”.
وأشارت إلى أن “الجزء الأكثر إثارة للجدل في الخطة الجديدة هو الإلتزام المتجدد لولي ولي العهد بإصلاح التعليم، حيث تعهد الأمير بإنشاء نظام تعليمي يتلائم مع احتياجات السوق”.
وعن رؤيته الاقتصادية، بينت روميلو، أن الأمير محمد يتوقع بيع حصة في شركة النفط الوطنية “أرامكو” التي وعد بتحويلها إلى “تكتل للصناعة العالمية”، حيث قال “أعتقد أنه بحلول عام 2020، إذا توقف النفط؛ سنكون قادرين على العيش معه”، مشيرة إلى أن الرؤية السعودية أشبه بإعادة التفكير بشكل كامل في الطريقة التي ستدار بها الحكومة في المستقبل للإعداد لمستقبل أقل اعتمادًا على عائدات النفط.
وأضافت الكاتبة والباحثة الأميركية، أن من بين أهم النقاط في الرؤية ما يتعلق بصندوق الثروة السيادي الضخم وتقليص دعم الطاقة وتوسيع الاستثمار وترشيد الإنفاق الحكومي.
هل يقتدي بوتين بالأمير الشاب؟
وأشاد الكاتب الروسي فيتالي كازاكوف، برؤية المملكة 2030 والسعي الحثيث من الأمير محمد بن سلمان لتطبيقها والنجاح فيها، داعيًا الرئيس فلاديمير بوتين إلى الإقتداء بالمملكة فيما يتعلق بمستقبل النفط، قائلًا “يجب على بوتين أن يعترف بأنه خلال الأعوام المقبلة لن يكون للنفط أي قيمة، ويجب أن يستيقظ من غفلته قبل فوات الأوان”.
واستشهد كازاكوف، بمقولة وزير النفط السعودي الأسبق أحمد يماني السابقة الذكر، لافتًا إلى ضرورة الإعتراف بها على نطاق واسع، مؤكدًا أنها “أساسية لتحقيق آمال الأجيال الجديدة من أجل مستقبل واعد، تمامًا مثلما فعل ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.