اعلاميون يطالبون بممارسة النقد الذاتي لمواجهة الطائفية وتعزيز الحوار

الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦ الساعة ٤:٤٣ مساءً
اعلاميون يطالبون بممارسة النقد الذاتي لمواجهة الطائفية وتعزيز الحوار

طالب إعلاميون بتفعيل النقد الذاتي والالتزام بالحياد والموضوعية ومكافحة خطاب الكراهية والطائفية والتطرف، داعين إلى تحفيز التنوع الثقافي ومخاطبة العقل لا الغرائز.

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثاني لورشة “تطوير الأدلة الإجرائية للبرامج التدريبية في الحوار بين الثقافات” التي نظمتها اليونسكو بالتعاون بين أكاديمية الحوار للتدريب التابعة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ومكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، تحت عنوان “الحوار بين الثقافات والإعلام”،

واقتصرت الجلسة الرابعة على عرض مسودة أولية للحقيبة التدريبية (الحوار الإعلامي) والتي أعدتها وصممتها أكاديمية الحوار للتدريب بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وقدمها د. محمد السيد مساعد مدير الأكاديمية.

 

فيما دارت الجلسة الخامسة حول “الحوار بين الثقافات في برامج التلفزيون والراديو”، وتحدثت فيها جيزال خوري، وشارك فيها كل من د. أسعد مارون، ورشا نبيل، وندى عبدالصمد، وعلي الشهري، وأدار الجلسة الإعلامي زافين قيوميجان.

 

وناقشت الجلسة المبادئ التوجيهية للبرامج الإعلامية وأهمها التعميم، حيث تساهم وسائل الإعلام في استحداث بيئة سلام مستدامة في جميع برامجها.

كما ركزت الجلسة على الإعلانات ومعايير الأخلاقيات في مجال الإعلان، وكيف يجب مواءمتها مع إطار مسؤولية الإعلام بشأن الحوار بين الثقافات.

 

وأكد المجتمعون على وجوب التزام الإعلانات بالصدق وتجنب استغلال قلة معرفة أو قلة خبرة المستهلك للحض على سيناريوهات مثالية أو غير ممكنة، وعلى الإعلانات إظهار الحقيقة بكلا وجهيها وأن تكون نزيهة، وعليها معالجة أوجه القصور والعثرات التي تعيق تطبيقها بهدف ترويج فكرة الحوار بين الثقافات.

وشدد المجتمعون على أن البرامج الحوارية مدعوة لإبراز وجهات النظر المختلفة، وإظهار وجهة نظر التنوع الثقافي، وكذلك كشف الأرضية المشتركة ونقاط الاختلاف وتسهيل النقاش حولها، إضافة إلى التوازن في وجهات النظر، وتجنب تعزيز القولبة النمطية السلبية أو نقل رسائل إيديولوجية والخلط بين الآراء والوقائع أو الاستنتاجات المتسرعة.

وتم التأكيد على حيوية دور الإعلامي في مساعدة المجتمع على التطور و حماية الخصوصية ، والوصول إلى الحريات واحترام حقوق الإنسان، والذي لا يتأتى إلا عبر التنوع والتعدد الثقافي، التنوع في جميع تفاصيل الحياة بدءا من الفروقات بين الرجل والمرأة وصولا إلى التنوع الطائفي والعرقي، إضافة إلى ضرورة تقبل التنوع في الفكر والثقافة والميول الاجتماعية والثقافية من أجل المحافظة على الهوية وتعزيزها.

وتساءل مشاركون في الورشة عن ثقة الجمهور بالوسيلة والرسالة الإعلامية عند محاولة نشر ثقافة الحوار ين الثقافات، وتساءل عن صورة تفاعل الجمهور مع الحدث في حين تنقله الوسيلة الإعلامية من زاوية واحدة، وطالب بالنقد الذاتي والالتزام بالحياد والموضوعية وتجنب خطاب الكراهية والطائفية و المناطقية.

فيما تساءل آخرون عن كيفية تعزيز ثقافة الحوار، في حين ينتشر خطاب التحريض من قبل الإعلاميين ضد بعضهم بعض، ومزاولة بعض البرامج الإعلامية العيش في غربة عن مجتمعاتها، وطالبوا بتطبيق قوانين الإعلام على المؤسسات الإعلامية للحد من الظواهر السلبية التي تسيئ للقيم الإعلامية.

وحذر المشاركون من حالة “الاستقطاب الحادة” في الإعلام العربي، والتي قد تحجب العديد من الآراء وتحد من حرية الصحافة ودورها في حماية القيم الثقافية، ويقلل حتى من حماية الإعلاميين.

وتحدث علي الشهري عن دور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في نشر ثقافة الحوار وأسلوبه في تفعيل البرامج والرسائل الإعلامية من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي، وذلك عبر إنتاج أفلام توعوية أهمها فيلم “القاتل الخفي”، وكذلك تنظيم المركز لمسابقة “حواركم” للأفلام القصيرة والتي تهدف لنشر قيم وثقافة الحوار والتسامح والتعايش ومحاربة التطرف والتعصب والكراهية بين الشباب.

 

وناقش المشاركون خلال الجلسة السادسة والأخيرة “دور الإعلام الديني في نشر ثقافة الحوار بين الثقافات، وتحدث فيها د. عبدالله الرفاعي عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود، وشارك فيها الإعلاميون: شريف فؤاد، وماجد بو هدير، وأنس العبادي، وآمال المعلمي، وأدار الجلسة د. فهد السلطان نائب الأمين العام في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.

وذكر د. عبدالله الرفاعي أن نجاح الحوار يقوم على تبني مؤسستين مهمتين له، وهما المؤسسة التربوية والإعلامية، وغير ذلك إنما هي أزمة في عملية وممارسة الحوار، وقال أن الإعلام بات عاملا سلبيا في مجال الحوار نظرا للخلل الذي يشوب الخطاب الديني بالأساس، مشيرا أيضا إلى تدني مستوى المهنية في الإعلام العربي لأسباب كثيرة، وعدم الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية لإنجاز المسؤولية الاجتماعية الإعلامية.

وقدم أنس العبادي تعريفا عن مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا وأهدافه المركز المتمثلة في دفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة، وخلق فرص للحوار والتعاون ومجالات للعمل، من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والمؤتمرات والبرامج التدريبية المتخصصة في الحوار بين الثقافات وبناء شبكة من المدربين الشباب ونشطاء الحوار محليا وإقليميا، وتحدث كذلك عن دور المركز في مناهضة العنف باسم الدين، حيث يضم قيادات دينية من عدة دول.

واختتمت الورشة بمناقشة مفتوحة حول المبادئ التوجيهية للحوار بين الثقافات والإعلام في الدول العربية، إضافة إلى خلاصات وملاحظات ورشة العمل.

حوار وطنيي