21 يوماً بين 4 أقوياء تسبق مشاركة #ولي_ولي_العهد في #قمة_العشرين

الأحد ٤ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ١:٠٥ صباحاً
21 يوماً بين 4 أقوياء تسبق مشاركة #ولي_ولي_العهد في #قمة_العشرين

المواطن – ساجد الشريف – الرياض

قبل أن يغادر ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا، في 13 يونيو الفائت (8 رمضان)، لبدء جولة مهمة إلى قطبين غربيين في السياسة والاقتصاد (أمريكا وفرنسا)، كان قد أثبت عمق شفافيته بالإصرار على وجود نحو 5 وزراء في مؤتمر صحافي لمواجهة الإعلام والجمهور، منذ الليلة الأولى في رمضان الفائت، من أجل إقرار البرامج التنفيذية ضمن رؤية المملكة 2030، وأهمها برنامج التحوُّل الوطني 2020. ولعل تلك الشفافية كانت كافية ومقنعة جداً لإعداد الوزراء المرافقين في الجولات التي بدأت في رمضان لأمريكا وفرنسا، واكتملت في الأيام الفائتة ما بين الصين واليابان، من أجل إقناع كافة أطراف التفاوض والتباحث بشرح رؤية المملكة 2030 وبرامجها التنفيذية.

21 يوماً كانت خلاصة تلك الجولات الأربعة، 16 يوماً من 13 إلى 28 رمضان كانت غرباً بين أمريكا وفرنسا، و5 أيام من 29 أغسطس إلى 2 سبتمبر كانت شرقاً بين الصين واليابان. ولمن يتأمل هذه الدول جيداً، يجد أن ثلاثة منها هي صاحب الاقتصاديات الثلاثة الأولى على مستوى العام، وهي أمريكا والصين واليابان على التوالي، ولا تبتعد فرنسا اقتصادياً كثيراً، فهي ضمن الاقتصاديات العشر الكبرى عالمياً في المركز السادس. كما أن ثلاثة منها من الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي أمريكا وفرنسا والصين. وهذا يختصر أهمية وقوة هؤلاء الأربعة سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً وعسكرياً.

جولة أمريكا

11 يوماً في الولايات المتحدة كانت في غاية العمق، بالنسبة لتأصيل علاقات صناعة القوى المشتركة بين المملكة وأمريكا، يكفي أنه أجرى خلالها 28 لقاء عمل أسفرت عن العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية والمكاسب والمغانم السياسية، من خلال  لقاء قيادات ومسؤولين رسميين، ومسؤولين تنفيذيين في شركات عالمية بارزة، ورجال أعمال، ورواد ابتكار، وطلاب مبتعثون، وسعوديون يعملون في شركات بارزة، وغيرهم. ويكفي أنه من بين اللقاءات السياسية الـ 8، تمكن الأمير محمد بن سلمان من تجاوز إشكالية تقرير مدسوس عن حماية الأطفال في اليمن مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك، حينما أكد مون آنذاك أن السعودية الأكثر تبرعاً في الحقل الإنساني.  كما جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتفهّم “رؤية 2030″، ويطلب من مستشاريه دراستها جيداً.

وبين وادي السيليكون ونيويورك، أجرى ولي ولي العهد 14 لقاء مع مدراء تنفيذيين لأكبر الشركات العالمية في تخصصات التقنية والترفيه والخدمات المالية والبتروكيماويات وغيرها، حيث كانت الحصيلة تسليم 3 رخص عمل، إلى جانب مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التعاون.

جولة فرنسا

وخلال 5 أيام في فرنسا، أجرى ولي ولي العهد 9 لقاءات ما بين المسؤولين القياديين في الدولة، ومسؤولين لقطاعات اقتصادية وبرلمانية ومنظمات دولية. وتمكن من خلال تباحثه مع الرئيس فرانسوا هولاند الوصول إلى تطابق في المواقف بشأن تدخلات إيران في الشرق الأوسط، وبخصوص ضرورة ملء الفراغ المؤسساتي في لبنان، ودعم “رؤية 2030”. كما اهتم أيضاً خلال لقائه برصيفه وزير الدفاع جان إيف لدوريان، بتعزيز العلاقات الدفاعية في مكافحة الإرهاب.

وعلى الصعيد الاقتصادي، كان للأمير محمد بن سلمان لقاء موسعاً مع مجلس رجال الأعمال الفرنسي، حيث تم عرض تفاصيل رؤية 2030. وفي جزئية مهمة أخرى للرؤية، كان هناك تباحث مع مديرة منظمة اليونسكو إيريتا بوكوفا، لتأكيد التعاون من أجل تحقيق أهدافها، خصوصاً في مجالي تطوير التعليم، وزيادة عدد المواقع الأثرية السعودية المسجلة في لائحة التراث العالمي.

جولة الصين

شهدت جولة الصين توقيع اتفاقيات ومذكرات تعاون حكومية رسمية، أو اقتصادية بين شركات كبرى، تُضاف إلى 14 اتفاقية ومذكرة تعاون تم توقيعها قبل 7 أشهر في الرياض، خلال زيارة الرئيس الصين شي جين بينغ في يناير الماضي.

في اليوم الأول للزيارة (29 أغسطس)، تم توقيع اتفاقية بين مجلس الغرف السعودية ومركز تنمية التجارة الدولية الصينية، إلى جانب 8 اتفاقيات بين شركات سعودية بارزة وشركات وجهات اعتبارية في الصين.

وفي اليوم الثاني (30 أغسطس)،  تم التوقيع على 15 اتفاقية حكومية مهمة، كان من بين أبرزها اتفاقية في مجال الإسكان (ومعها مذكرة تفاهم بين حكومة الإنشاء ووزارة الإسكان السعودية بشأن مشروع إنشاء مدينة جديدة في ضاحية الأصفر)، وأخرى في قطاع الطاقة، وثالثة في مجال تخزين الزيوت، ورابعة، لتنمية طريق الحرير المعلوماتي، وغيرها. وكان من بن الاتفاقيات اللافتة، توقيع اتفاقية في القرض التنموي للمساهمة في تمويل مشروع تشييد عدد من المباني لكلية الهندسة المهنية المالية، خصوصاً أن هذه الكلية وهذا التخصص الاقتصادي الحديث والمهم، تحتاجه الوضعية الراهنة للاقتصاد السعودي مع السنوات المقبلة لرؤية 2030.

جولة اليابان

وخلال يومين فقط في اليابان، كانت زيارة ولي ولي العهد مثمرة من خلال توقيع 7 مذكرات تفاهم في مجالات اقتصادية وثقافية وإعلامية، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم في المجالات الدفاعية بين وزارتي الدفاع في البلدين.

وكانت من أهم الاتفاقيات الاقتصادية، مذكرة التعاون في مجال المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق العالمية، إلى جانب مذكرة التعاون في مكافحة تقليد المنتجات، لأهمية الاتفاقيتين في تقوية الصناعات الناشئة ودعم جودتها دولياً. وإلى جانب مذكرات التعاون المهمة الأخرى في مجالات الطاقة والتعاون الاستثماري الصناعي والتبادل الثقافي، كانت هناك اتفاقية في غاية الأهمية، تمثّلت في توقيع مذكرة للتعاون في مجال التنمية الدولية والاستثمار وتبادل المعلومات بين الصندوق السعودي للتنمية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (الجايكا).

أما الاتفاقية الدفاعية، فهي تحمل العديد من الدلالات السياسية والإستراتيجية والأمنية، بشأن تعزيز المواقف السعودية دولياً وأوسطياً، خصوصاً مع التقلبات الراهنة في ملفات اليمن وسوريا والعراق. وأيضاً كان هناك لقاء مهم مع رئيس مركز التعاون الياباني للشرق الأوسط، هيدوسي ناكانيشي، حيث تم التباحث بشأن الشراكة بين “رؤية 2030” والثورة الصناعية الرابعة، من خلال شراكة القطاع الخاص الياباني في فرص استثمارية سعودية.