قِصّة المبتعث حسين النهدي ترويها “المواطن” : باع سيارته من أجل الدراسة

الأربعاء ٢ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ١:٠٠ صباحاً
قِصّة المبتعث حسين النهدي ترويها “المواطن” : باع سيارته من أجل الدراسة

المواطن – عبدالعزيز العلي

“الابتعاث”.. حلم يراود كل شاب وشابة في المملكة، ليحقق طموحاته بالدراسة في أرقى جامعات العالم، ليعود متسلحاً بمعارف متنوعة، تضمن له بعد الله وظيفة مرموقة، لكن حين يصطدم طريقه إلى الابتعاث بعقبات وتتجاوزها بالصبر والاعتماد على نفسك، ولا تنحني لرفض ابتعاثك، بل تسلك الصعاب في سبيل الوصول إلى مبتغاك، لكن تبددت أحلامك على يد عنصري يقتلك بدم بارد، هنا تبدأ الصدمة التي تجسد قصة واقعية تدور فصوله، كما اطلعت عليها “المواطن”، للطالب حسين النهدي، الذي قتل في أمريكا، على يد شخص مجهول، قتل فيه حلم حتى الآن لم يتحقق.

وسرد تفاصيل المشهد لـ”المواطن”، ابن عمه حمد النهدي، وقال “حسين بطبيعته، شخص هادئ، ولد في مدينة شرورة، درس بها كافة مراحل التعليم العام؛ انتقل بعدها إلى منطقة القصيم، التحق بالكلية التقنية تخصص محاسبة، وتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف، ومن ثم حصل على وظيفة إدارية في جامعة نجران في قسم الرواتب، وكان يملك طموحاً عالياً، وحاول مراراً وتكراراً، الحصول على فرصة ابتعاث عن طريق الجامعة، لكن المحاولات باءت بالفشل، أيضاً حاول إكمال دراسته داخل المملكة، لكن اصطدم بضرورة بداية الدراسة من الصفر، حينها قرر الابتعاث خارج المملكة، وقدم للجامعة إجازة بدون راتب”.

وتابع: “باع سيارته من نوع هايلوكس موديل 2014، اشتراها حديثاً، وجمع مبلغ 40 ألف ريال ، وغادر أرض الوطن إلى أمريكا، في شهر ذي القعدة من العام الماضي؛ وبدأ في دراسة اللغة الإنجليزية هناك، وكان يرسل تقارير دورية لذويه، ليتم متابعة تحصيله العلمي أول بأول من قبل أسرته، وكان يجد الدعم المعنوي والمادي من أسرته؛ وقبل الحادثة الأليمة، كان يستعد لاختبار اللغة النهائي، الذي يخوله بعدها دخول الجامعة”.

واستكمل ابن العم، قوله: “يوم أمس، تلقينا الخبر الصادم بعد تعرضه إلى ضرب من قِبل شخص مجهول، ولا نعلم التفاصيل لكن ما نعلمه أن حسين خرج من المملكة بشق الأنفس، وبعد جهد كبير، ومن المستبعد أن يكون حسين طرفاً في قضية، كونه ذهب للعلم فقط”.

وعن تلقي والديه الخبر، قال ابن عم حسين، إنهما صابران ومحتسبان ومؤمنان بالقضاء والقدر؛ وتواصل ذويه مع وزارة الخارجية، لمعرفة التفاصيل وحيثيات القضية، واستلام الجثة.

وأضاف حمد: “حسين لديه 4 أخوة أحدهم يعمل معلم والآخر جندي في الحد الجنوبي، وآخر لا يزال طالباً في الثانوية، والآخر متسبب، وكانوا حريصين على دعمه مادياً ومعنوياً، والثقة بينهم متواصلة وفق التقارير التي يرسلها لهم، لكي يطمئنوا على وضع دراسته في معهد اللغة”، مشيراً إلى أن آخر ظهور لحسين في الواتس آب، كان يوم الأحد، عند الساعة التاسعة صباحاً، ودار بينهما حديث أخير بإرسال أبيات شعرية لعنتر بن شداد، من حمد للحسين؛ يقول فيها الشاعر بمطلعها “لا يحمل الحقد من تغلو به الرتب”، ورد حسين عليها بالإعجاب، وأعاد له الحنين للوطن وللغته وموطنهم، كونه من هواياته قراءة الشعر، وكأن ابن عمه لا مس مشاعر حسين بتلك الأبيات، التي كانت الحديث الأخير بينهما.

وختم حمد حديثه، بأنه يستبعد بشكل كبير، السلوك العدواني منه.

وحتى الآن، لم تُكشف التفاصيل، وهل الاعتداء بدافع عنصري أم دوافع أخرى تجهلها أسرة حسين حتى اللحظة؟.