الغرب الإفريقي يشتعل.. ماذا يحدث في جامبيا؟

الخميس ١٩ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٢:٣٥ صباحاً
الغرب الإفريقي يشتعل.. ماذا يحدث في جامبيا؟

خسارة في الانتخابات، خلقت أزمة عاتية، قد تصل إلى الحرب، لتؤكد الشواهد أن غرب أفريقيا سيدخل ضمن منطقة التعقيدات العالمية ويصنع بؤرة مليئة بالتوترات، والسبب جامبيا، وتحديدا رئيسها المنتهية ولايته، يحيى جامع الذي تولى الحكم لـ22 عامًا، ووصفه العالم بانها أعتى ديكتاتور، والذي رفض تسليم السلطة، إلى الرئيس المنتخب الجديد أداما بارو.
بداية الأزمة
واعترف جامع بهزيمته في الانتخابات، لكنه سرعان ما بدل رأيه مما أدخل البلاد في أزمة وأحبط الآمال بتحقيق الديمقراطية في منطقة اعتادت على الانقلابات.
والتصريح الأبرز لجامع هو أنه سيحكم بلاده “مليار عام”، ولكن خسارته في الانتخابات جعلت منه كمن يتمسك بعرش ذهب لغيره ويأبى التنازل عنه، لتدخل دولته في دوامة الفوضى والحرب، وتبدأ في منحنى متصاعد بشكل خطير، خاصة وأن دول غرب إفريقيا تؤيد الرئيس المنتخب الذي من المقرر أن يؤدي اليمين اليوم الخميس.
وغادر الرئيس المنتخب بلده، وذهب إلى السنغال خوفا من الاضطرابات، ولكنه مصمم على آداء اليمين، وهو ما يبدو سيحدث ولكن بتدخل عسكري.
القافزون من المركب الغارق
وبعد خسارة الرئيس المتمسك بشرعيته الزائفة، أعلن وزراء المالية والخارجية والسياحة والثقافة والتجارة والبيئة بحكومة جامع، استقالتهم، وهى الخطوة التي جاءت بعد ساعات من امتناع كبير قضاة المحكمة العليا فى جامبيا عن إصدار حكم في التماس تقدم به جامع طعنا على هزيمته في الانتخابات.
جامع يدمر المساعي السلمية
وعلى الرغم من وجود مساعي سلمية عديدة، لم يترك الرئيس المنتهية ولايته أي فرصة لها، وأفشل جهود جميع الوسطاء الذين حاولوا التدخل وفى مقدمتهم بعثة الوساطة التي دخلت في مفاوضات في بانجول برئاسة الرئيس النيجيرى محمد بخارى ورئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، وأيضا وساطة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، الدكتور يوسف العثيمين، الذي وفداً من منظمة التعاون الإسلامى برئاسة الأمين العام المساعد، السفير سمير بكر دياب، لتسليم رسالة خطية موجهة إلى جامع.

نيجيريا تتدخل عسكريا
وعزمت نيجيريا على التدخل عسكريا، حيث قال المتحدث باسم الجيش السنغالي، الكولونيل عبدو نداي: “نحن نقف على أهبة الاستعداد انتظاراً لحلول منتصف الليل. سنتدخل إذا لم يتم التوصل إلى حل”.

الاتحاد الإفريقي لا يعترف بجامع
أما الاتحاد الإفريقي، فأكد أنه لن يعترف بجامع رئيسا بعد اليوم الخميس، وأن جامع سيواجه عواقب وخيمة إذا سبب أى أزمة قد تؤدى إلى اضطراب سياسى وإنسانى وكارثة في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك فقدان الأرواح البريئة وتدمير الممتلكات.
فرار الآلاف خوفا من الحرب
وخوفا من تصاعد الأزمة، وآتون الحرب، فر آلاف الجامبيين إلى بلاد السنغال وغينيا بيساو وموريتانيا.
كما أعلنت الأمم المتحدة، أن ما لا يقل عن 26 ألف شخص فروا من جامبيا إلى السنغال؛ خوفاً من اضطرابات.
وأوضحت هيلين كو مسؤولة الإعلام الإقليمية بمفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين: “حتى ليل السادس عشر من يناير، كان هناك 26 ألف شخص، التدفق زاد بشدة منذ ذلك الحين”، مضيفة أن ما يصل إلى 80% منهم أطفال برفقة أمهاتهم.
كما بدأت شركة توماس كوك البريطانية للسياحة، في إعادة ما يقرب من 1000 شخص ممن يقضون عطلاتهم في جامبيا الأربعاء. وقالت في موقعها على الإنترنت إنها ترتب لرحلات إضافية خلال اليومين المقبلين لإجلاء 985 سائحاً.
ونظريا، يمكن لبارو أن يؤدي اليمين كرئيس للبلاد في سفارة جامبيا لدى السنغال والتي تعتبر أرضاً جامبية.
رؤساء جامبيا
ومنذ استقلالها في 1965 حكم جامبيا حاكمان فقط. واستولى جامع على السلطة في انقلاب في 1994 واكتسبت حكومته سمعة بين المواطنين الجامبيين وناشطي حقوق الإنسان بالتعذيب وقتل المعارضين.