موظّفو العقود والبنود .. واقع مُزر ومستقبل مجهول بسبب المادة 77

الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٤:٤٣ مساءً
موظّفو العقود والبنود .. واقع مُزر ومستقبل مجهول بسبب المادة 77

يعيش موظّفو العقود في قلق مستمر، حالهم حال الموظّفين في القطاع الخاص، نتيجة المادة 77 من نظام العمل، التي تجيز فصلهم، دون سابق إنذار، حتى ولو كان عددهم كبيراً، فضلاً عن أولئك الذين يتم الاستغناء عن خدماتهم، بين ليلة وضحاها، نتيجة تغيّر الإدارة، أو التوجّه في المؤسسة التي يعملون لديها.

لا فرق:

ومن بين المتضررين معلّمون ومعلّمات، وإعلاميون، وغيرهم، فضلاً عن موظفي الشركات الخاصة، الذين لطالما ذهبت أحلامهم أدراج الرياح، وتحوّلت حياتهم إلى كوابيس مزعجة، بعدما بنيت على أساس الوظيفة ودخلها، ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر، المتعاقدون مع القنوات الرياضية في التلفزيون السعودي، وموظفو حديد الراجحي.

مناشدة المواطنين:

ودشّن مواطنون، وسماً عبر موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، مناشدين، بالالتفات إلى أوضاعهم، وعدم السماح بهدر المزيد من أيامهم في حيرة وقلق، فضلاً عما يعانون من ضياع حقوق.

معاناة متجددة:

تتسبب المادة 77 من نظام العمل، في الكثير من القلق في حياة الموظّفين، في القطاع الخاص، وعلى الرغم من أنَّ وزير العمل والتنمية الاجتماعية المعيّن أخيراً “علي الغفيص”، قد أصدر قراراً يمنع شركات القطاع الخاص من الفصل التعسفي للمواطنين، إلا أنَّ القرار لم يعطّل المادة 77 من نظام العمل، وفي الوقت نفسه، بدا وكأنه تقنين وإرشاد في أساليب الفصل، ما وضع المواطنين في حيرة، لا سيما أنَّ غالبيتهم مرتبط بأُسَر وقروض ومستوى اجتماعي، لا يستطيع بين ليلة وضحاها الخروج منه.

مواطنون يتفاعلون:

وأكّد مغرّدون عبر الوسم، أنَّ موظّفي العقود يؤدّون دورهم الوظيفي، ويخدمون الوطن، فما الغاية من إبقاء مستقبلهم على المحك، دون أمان وظيفي، مؤكّدين أنَّ الظلم الإداري، والمخاوف من الفصل، أو التقييم الضعيف للأداء، يجعلهم يعملون حتى خارج بنود عقودهم بغية الحفاظ على وظائفهم، وفي ذلك الكثير من المآسي التي لا يجب السكون عنها.

وأشاروا إلى أنَّ مطالب شباب وشابات المملكة، ما هي إلا حق من حقوقهم، متمنين لهم التثبيت، وتوظيف العاطلين منهم، والنظر في قضاياهم، بغية تحقيق الأمان المجتمعي، لا سيما لموظّفي البنود والعقود، الذين ينتظر بعضهم التثبيت منذ أكثر من 8 أعوام.

الشورى يلتقي المتضررين:

يُذكر أنَّ رئيس مجلس الشورى، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، التقى الثلاثاء، بعشرين مواطناً من المتضررين من المادة 77 في نظام العمل، واستمع إلى قضيّتهم، بعدما أعلن عن تلقيه مئات العرائض في الموضوع نفسه.

واستعرض المواطنون بعض سلبيات المادة 77 على السعودة (التوطين)، والتي تسببت في الاستغناء عن خدمات العديد من المواطنين في القطاع الخاص، فيما اقترح أحدهم إعادة صياغة المادة 77 من نظام العمل، بطريقة تضمن حقوق الموظف السعودي، وحقوق صاحب العمل، ولا يتأثر الطرفان عند إلغاء المادة أو إيقاف العمل بها.

وطالب آخر بتخفيض ساعات الدوام الرسمي اليومي للموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يجدون صعوبات في التنقل من وإلى مقر العمل ومن ثم العمل طوال ثماني ساعات.