خطيب المسجد النبوي : غاية العبادة كمال الحب والخضوع لله

الجمعة ٢٤ مارس ٢٠١٧ الساعة ٤:٥٤ مساءً
خطيب المسجد النبوي : غاية العبادة كمال الحب والخضوع لله

تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم عن حب الله تعالى وما فيه من الخير العظيم.

وبين فضيلته، في خطبة الجمعة اليوم، أنَّ الله تعالى أوجد الخلق لعبادته الجامعة لمحبته ورجائه وخشيته عز وجل وأن هذه الأصول الثلاثة تبني العبادة.

وأوضح الشيخ أنَّ “المحبة أعظم هذه الأركان وهي أصل كل فعل وحركة وهي من أعظم واجبات الإيمان وأكبر أصوله فهي مقصود الخلق وهي أصل كل عمل من أعمال العمل والدين”.

وقال فضيلته إنَّ “غاية العبادة هي كمال الحب والخضوع لله تعالى؛ و لأجلها تنافس السابقون”، مشيرًا إلى أنَّ “لا شيء أحب إلى القلوب السليمة من محبة الله، و أن أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله تعالى ؛ فلا يتم الإخلاص حتى تكمل محبة العبد لربه جل وعلا فتكون سابقة لكل حب”.

وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي أنَّ “الله عز وجل امتدح عباده المؤمنين بإخلاص المحبة له وذم المشركين بالتنديد فيها فقال جل من قائل (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ))”.

وتابع “العبد إذا أخلص المحبة لله ذاق حلاوة الإيمان، وجعل سبحانه المحبة أخص خصال أوليائه فقال (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ))، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وطعمه ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )”.

وأردف “إن صدق المحبة هي خير زاد ليوم المعاد للقاء الله تعالى، فقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله، فقال عليه الصلاة والسلام وأنت مع من أحببت”.

وأوضح الشيخ القاسم أنَّ “منازل العباد عند الله على قدر محبتهم وخضوعهم لله. قال بكر المزني ـ رحمه الله ـ ما فاق أبو بكر رضي الله عنه بكثرة صلاة ولا صوم ولكن بشيء كان في قلبه. قال ابن علية رحمه الله: كان في قلبه الحب لله والنصيحة في خلقه.

وبين فضيلته أن “من ذاق من خالص محبة الله شغله ذلك عن جميع المحاب فلا يأنس إلا بربه ولا يتعلق قلبه إلا به . وقد توعد الله المعرضين عن محبته بقوله جل في علاه (( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى? يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ? وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ))”.

وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن “تحصيل هذه المحبة يكون بما سنّه الله وشرعه وأن أعظم الأسباب الموجبة لمحبة العبد لربه هي العلم بأسمائه وصفاته فالله تعالى هو المحبوب لذاته وكمال صفاته، و أن تلاوة كتاب الله وتدبر آياته حياة للقلوب وطهارة للنفوس، فهو ذكر و موعظة وشفاء. قال عثمان رضي الله عنه (لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله)”.

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي بأن “محبة الله للعبد هي غاية ما تسمو إليه النفوس فتبقى القلوب عامرةً بالخوف الرجاء وأن من رحمة الله أن جعل لمحبته علامات تسر المؤمن ولا تضره، فالهداية لا تكون إلا لمن أحب، وجعل له القبول في الأرض، قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء أن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض )، وأن حسن الخاتمة دليل على محبة الله لعبده قال عليه الصلاة والسلام ( إذا أراد الله بعبد خيراً يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه)”.