مركز الحوار الوطني يدرّب الإعلاميين على صياغة محتوى التلاحم والتعايش المجتمعي

الإثنين ٦ مارس ٢٠١٧ الساعة ٤:٤٩ مساءً
مركز الحوار الوطني يدرّب الإعلاميين على صياغة محتوى التلاحم والتعايش المجتمعي

نظّم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ممثلاُ في أكاديمية الحوار للتدريب، على مدار 5 أيام، في مدينة الرياض بمقر الأكاديمية، برنامجاً تدريبياً للإعلاميين، تحت عنوان “مهارات الحوار الإعلامي”؛ بغية تعزيز مهارات المتدربين لتقديم رسالة إعلامية تعزز من قيم التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي، تصل إلى الجمهور المستهدف دون تشويش أو تحريف.

وركز البرنامج، الذي شارك فيه 70 إعلاميًا وإعلامية، على 3 محاور رئيسة، وهي:

  • مفاهيم الحوار الإعلامي
  • مهارات الحوار الإعلامي
  • إدارة الخلاف في الحوار الإعلامي.

واعتمد البرنامج على مجموعة من الإجراءات التطبيقية، تدعمها حزمة من الأساليب والأدوات العملية، التي تساعد المحاور على الخروج برسالة إعلامية واضحة ومحددة.

إعداد نخبة من المتخصصين والأكاديميين

وأعد البرنامج مجموعة من المتخصصين الأكاديميين والممارسين للعمل الإعلامي، وقد حددوا فيه بصورة مفصلة الأسس العملية والنظرية موزعة على 3 وحدات تدريبية تغطي الجوانب الثقافية والموضوعية والأخلاقية والتقنية واللغوية والشكلية للبرامج والموضوعات الحوارية.

واستعرض البرنامج أيضا المبادئ الأساسية للحوار الإعلامي والتي تؤكد أهمية التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي والتنوع الثقافي والتسامح بالشكل الذي يسهم في إنتاج مادة إعلامية متكاملة تراعي احتياجات المجتمع باختلاف أطيافه وتلبي متطلباته الثقافية والمعرفية والاجتماعية وتكرس مفهوم تقبل الرأي والرأي الأخر.

منصة تفاعلية للإعلاميين

وبيّن مساعد مدير عام أكاديمية الحوار للتدريب في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الدكتور محمد بن حسين السيد أنَّ “البرنامج التدريبي يهدف لتعزيز مهارات المستفيدين منه عبر خطوات علمية وعملية تفاعلية، ينفذها المتدربون على كل محور بالشكل الذي يسهم في تكريس السمات الاحترافية في صناعة موضوعات إعلامية تكرس التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي وتنظيم فعاليات حوارية وفقا للأسس النموذجية وتوثق مفهوم تقبل الرأي والرأي الآخر”.

وأشار إلى أنَّ “البرنامج التدريبي يمثل منصة عملية يتفاعل فيها المتدربون مع المدربين عبر تنفيذ الموضوعات الحوارية في شتى المجالات، منها السياسية والاجتماعية والدينية والرياضية، سواء في الإعلام المقروء أو المرئي أو المسموع وأيضا الإلكتروني، وضم أيضا فنوناً حوارية متنوعة، شملت الندوات والمؤتمرات والطاولة المستديرة والمناظرات الحوارات الجماهيرية”.

الحوار وسيلة الإعلامي الناجح

ونوّه الناطق الرسمي باسم وزارة الثقافة، الإعلامي وأحد المتدربين، هاني الغفيلي، باختيار المسؤولين عن أكاديمية الحوار للتدريب لهذه الحقيبة، مؤكدًا أنه “كان موفقا جدًا، لأنه مهما كانت الموهبة المتوفرة في الإعلامي فهو في حاجة دائمة لتطوير ذاته، وتنمية مهاراته، من خلال مثل تلك البرامج النوعية، فضلاً عن تبادل الخبرات مع كوكبة من الإعلاميين المنخرطين في وسائل إعلام مختلفة، ويملكون قدرات متنوعة”.

وأبرز الغفيلي أنَّ “نتائج البرنامج ستنعكس سريعا على المتدربين بعد أن اكتسبوا مهارات مميزة تمكنهم من إدارة أي جلسات حوارية أو ندوات ومؤتمرات، إضافة إلى إمكان التعامل مع مختلف الشرائح العمرية والفكرية وجميع وسائل الإعلام وأيضا فن إدارة الأزمات الإعلامية”.

من جانبه، شدّد الإعلامي صلاح الغيدان على أهمية مثل هذه البرامج، لاسيّما أنَّ الإعلامي قائد رأي، وقدوة، ومثل هذه الدورات التدريبية تسهم في رفع مستوى تفكير المستفيدين وأدائهم في وسائل الإعلام المختلفة، في ظل اتساع معرفة الجمهور المتواكبة مع الانتشار الواسع لمنصات الإعلام، وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكّدًا أنَّ “الحوار هو وسيلة الإعلامي الناجح”.

قوة معرفية للإعلاميين تقدمها مؤسسة مرموقة:

وقالت الإعلامية التربوية، والكاتبة الصحافية وإحدى المتدربات، هيا الدكان إنَّ “عنوان البرنامج جذبها بشدة، وجعلها توافق دون تفكير على الالتحاق به، لاسيّما أنّه مجال عملها الرسمي، فضلاً عن أنَّ الدعوة جاءت من مؤسسة مرموقة”.

وأكّدت الدكان أنها “حصدت استفادة كبيرة، لاسيّما أنَّ المعرفة قوة، وقد منح البرنامج قوة معرفية جديدة للمتدربين، لأن الرسالة كانت واضحة ومحددة من خلال جرعات مركزة”.

وأردفت “أضاف هذا البرنامج تميزا إلى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، لاسيّما أنَّ الجميع بحاجة إلى التدريب، وخاصة الإعلاميين”.

وأشادت بطريقة التقديم وبأساليب المدربين، معربة عن أملها في استمرار مثل  هذه البرامج في ظل حقائب متخصصة كما يحدث حاليا.

من جانبه، أكّد كبير مذيعي التلفزيون السعودي عبدالله الشهري أنَّ “الهدف من البرنامج تحقق انطلاقًا من أهميته، لاسيّما أنَّ الحوار هو الأصل في العلاقات الإنسانية السوية”، منوها بدور مركز الملك عبد العزيز في نشر هذه الثقافة التي تعم فائدتها على جميع أبناء الوطن وليس الإعلاميين فقط.

يذكر أن أكاديمية الحوار للتدريب تبنت تحت مظلة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني استراتيجية ترتكز على تنمية مهارات الحوار والتعايش بين أفراد المجتمع ونظمت منذ انطلاقها، 21 حقيبة تدريبية معتمدة من منظمة اليونسكو ووزارة الخدمة المدنية، وتعمل أيضا على تأهيل مدربين معتمدين داخل المملكة وخارجها وفقا لبرامج متخصصة لتلبية الاحتياجات التدريبية مع مراعاة التوازن بين الجانبين العملي والمعرفي.