السعودية ملكة ضحية ظلم الأخ وسجون بشار تروي لـ”المواطن”: ما انفرجت كربتي إلا ببر أمي‎

الإثنين ١٠ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٦:٠٠ مساءً
السعودية ملكة ضحية ظلم الأخ وسجون بشار تروي لـ”المواطن”: ما انفرجت كربتي إلا ببر أمي‎

لم يتجاوز حوارها 60 دقيقة، حكت فيه فصول فراق طال، وعانق الــ 9 أشهر. ساعات تمضي وأيام وشهور، لم تكن تعلم أنَّ تلك الرسالة التي  بعثتها سوف تبكي الملايين من خلف شاشة برنامج “الثامنة”.

قصة أدمعت عيون الكثيرين، كشفت من خلالها ما عانت منه خلال أعوام مضت.

وتحكي ملكة، من مواليد عام 1996 م بسوريا، لـ”المواطن“، أنّها لم تعلم أن خروجها على وجه هذه الدنيا سوف يجعلها ترى ما لم تره أكبر منها سناً.

تجاعيد ذلك الوقت وحال الزمن لم يرحمها وأصبحت ترثي قصتها بالبكاء.

ظلم القريب قبل الغريب:

وكشفت ملكة، في اتصال هاتفي مع “المواطن“، أنّها وحيدة والدتها، وأنَّ شقيقها كان يعاملها بالظلم دون رحمة، طمعاً في ريالات قليلة تاركًا إيّاها تعاني المرار والظلم، بداية من طردها وأمها من منزلهم دون رحمة، قبل أن يفارق هذه الدنيا وهي غير راضية عنه.

وأبرزت في حديثها أنّها سجنت لمدة شهر في سوريا، من نظام طاغٍ لا يفرق بين صغير وكبير، فضلاً عن العوز والفقر والجوع، وأخيراً طمعاً في بر والداتها، التي أقعدها المرض شللاً، ظلّت صابرة، ذاك الصبر الذي يقرب الفرج، كل تلك الأعوام منها، خطوة بخطوة.

تلك هي قصة السعودية ملكة، التي عانت الأمرّين بين تعذيبها من النظام السوري وشلل أمها، التي لازالت حتى الآن تعاني من ويلات المرض.

برًا بوالدتها:

ملكة أبت أن تترك والدتها، طمعاً في برّها، الذي فتح لها أبواب السموات قبل الأرض لتجد رجل الأمن الأول، ولي العهد وزير الداخلية ، صاحب السمو الملكي محمد بن نايف ورجاله الأوفياء بجانبها.

ملكة، التي لم تعلم أنَّ ولي العهد وجه، بعد أن اطّلع على تفاصيل رسالتها، رجال الداخلية بالعمل على لم شملها مع فلذات كبدها، أكّدت أنَّ “ما حدث في وقت عرض البرنامج على الهواء مباشرة كان حلمًا وتحقق، في ظل انقطاع الأمل، الذي وجد بفضل الله وجهود الرجال المخلصين”.

وناشدت ملكة، عبر اتصالها الهاتفي بـ”المواطن“، بعلاج والدتها، التي تعاني الشلل، وأن تعمل الجهات على إيجاد منزل يحويها وينسيها ألم وتعب السنوات العجاف.

وأكّدت أنها لا تستلم أي مبالغ مالية بسبب انقطاع المعونة المالية من الضمان الاجتماعي، بسبب سفرها أكثر من 3 أشهر إلى سوريا.

أعيدوا لي حقي السليب:

وطالبت بأخذ حقها ممن قام بحرمانها من ورث أبيها طيلة الــ 20 عامًا الماضية، رغم المحاولات الكثيرة منها، التي لم تجني منها إلا الطرد والسب والفقر.

هكذا كانت رحلة الزوج من القامشلي:

وفي سياق متصل، أوضح زوج ملكة أحمد محمد، البالغ من العمر 31 عامًا، أنَّ وصوله إلى المملكة كان عند الساعة 5 فجراً من صباح أمس الأحد.

وبيّن أنه من سكان مدينة القامشلي، وكانواً ينزحون كل 4 و 5 أشهر من قرية إلى أخرى، بسب الحرب التي تشهدها الأراضي السورية.

وأضاف “كنت أعمل في معمل بلوك وتنزيل السكر والأسمنت، وغيرها من الأعمال، كل ذلك في سبيل تأمين لقمة العيش للأطفال”، موكّداً أنَّ أهله لازالوا متواجدين في سوريا.

واستطرد، فوجئت باتصال هاتفي يخبرني بضرورة حضوري إلى بيروت، مؤكّداً أنَّ رحلته من قريته إلى المطار استغرقت نحو 5 ساعات برًا، حتى وصل إلى دمشق، وقام بإنهاء إجراءات السفر، ومن ثم المغادرة إلى بيروت.

وكشف أنّه قامت وزارة الخارجية السعودية بتذليل بعض الصعوبات، حتى وصوله إلى أرض المملكة، مختتمًا بشكره وتقديره للأمير محمد بن نايف على منحه إقامة دائمة هو وأبنائه.

والدة ملكة