السالم يستذكر جوانب إنسانية من حياة الأمير نايف

الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠١٧ الساعة ٣:٠٧ مساءً
السالم يستذكر جوانب إنسانية من حياة الأمير نايف
أكد وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد السالم “أن الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله – سيظل حياً في عقولنا ووجداننا ما حيينا، لأنه ترجم ما يؤمن به من مبادئ وقيم إلى واقع ملموس في أعماله ومواقفه التي رسخت في وجدان كل من عمل معه، وأمضى حياة ثرية مليئة بعطاء عظيم وعمل متقن من أجل الوطن والمواطنين”.
حل الخلافات
وأضاف على هامش مؤتمر “نايف القيم” الذي عقد الأسبوع الماضي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: “إنني أستذكر هنا بعض المحطات الشائكة التي أضاءها الراحل بحنكته الفائقة، فحينما انتخبت أميناً عاماً لمجلس وزراء الداخلية العرب عام 1992، كانت هناك العديد من النزاعات التي تهدد وتشق صفّ الأمة العربية وتقسّمه إلى فرق متنازعة، وكان ذلك يمثل تحدياً أمامنا كمجلس وزراء الداخلية العرب”.
وأردف  بالقول: “لجأت إلى الله ثم إلى سموه وسألته عن الحل للخلافات، فأعطاني توجيهًا أستخدمه حتى يومنا هذا فقال: “أليس للمجلس نظام، طبقه على السعودية قبل الجميع وعملك يتطلب الحياد كأمين عام.. طبقه على الجميع دون استثناء وإن كنت أنا الرئيس الفخري لهذا المجلس لا أقبل أي انحياز منك”، فبدأت بتطبيق النظام وبذلك استطاع سموه عقد اجتماعات مستمرة بين وزراء الداخلية العرب حتى كان المجلس الوزاري الوحيد الأنجح في قمة احتدام المشكلات، ولم تنقطع الاجتماعات بتاتًا”.
حنكة وحكمة
وأبان السالم أنه أثناء عقد الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب في تسعينات القرن الماضي توصّلنا مع مجلس وزراء العدل العرب إلى صيغة شبه نهائية للاتفاقية، فطلب الأمير نايف التواصل مع الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك  – عصمت عبدالمجيد – ليكون اجتماع وزراء الداخلية العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية وليس مجلس وزراء الداخلية العرب، إلا أن  الأمين العام للجامعة كان متخوفًا من احتمال فشل هذا الاجتماع، الذي يضم 44 وزيراً عربيًا إلا أن الأمير نايف قاد الأمر بحكمته ونجح في عقد الاجتماع تحت المظلة العربية.
وأشار السالم إلى أن حنكة الأمير نايف وحكمته كانت حاضرة، فقد عُقد الاجتماع بعد لقاءات تمهيدية معه، ووقّع الجميع ولم يتحفظ أي وزير وتمت المصادقة على الاتفاقية في عام 1998، وبعد سنة دخلت حيز التنفيذ، حيث كان الأمير نايف يتمتع بقدرة فائقة على الاتفاق مع الجميع دون أن يصادر أي حق لهم في الاعتراض.
مصنع الرجال
وأوضح السالم أن الأمير نايف رحمه الله، لم يكن شخصية عادية، بل كان شُعلة من العطاء ورجل تحديات، يدفع موظفيه إلى خوض الصعاب ليصنع منهم رجالاً وقيادات ذات همة وإقدام.
وأضاف: ظهر ذلك جليًا حينما عُينت أميناً عاماً لمجلس وزراء الداخلية العرب، وقال له الأمير نايف  في نهاية أحد اجتماعات وزراء الداخلية العرب:  اتل البرقية الموجهة لرئيس الجمهورية التونسية وقدّم له الشكر على كرم الضيافة.
ويستطرد السالم بالقول : كان عليّ أن أتحدث أمام وسائل الإعلام المختلفة، وحاولت استذكار ما حدث وارتجلت الكلمة رغم أن البرقية لم تكن أمامي، وتفاجأت بعد ذلك بوزير الداخلية التونسي عبدالله القلال يقول لي بعد الجلسة الختامية: “إيش عملك الأمير نايف”، وأضاف القلال “الأمير يريد أن يخلق منك شيئاً فأنت لا تعرف السباحة وهو يريد تعليمك للمستقبل، ليعرف قدرتك على المواجهة”.
مواقف لا تنسى
وتذكر السالم  بعضاً من المواقف مع الأمير نايف بالقول: “حينما كنت أعرض على سموه المعاملات، لا يتركني أقف خلفه، بل يقرب الكرسي خوفًا من أن يطيل في مراجعة المعاملات، وأذكر في إحدى تجليات إنسانياته الخالدة، أن امرأة وضعت بيتًا من الصفيح في أرض خاصة بالأمير نايف، وكان حريصًا على الأنظمة والتعليمات، فقلت له هذه المرأة متعدية ويجب أن تُخلي الموقع، فرد باختصار “وين تسكن وش بديلها، وتابع بقوله: لن تخرج من هذا الموقع إلا إلى بيت خاص بها”.
واختتم السالم بقوله: “في هذه العجالة لم أذكر سوى 1% من مواقف هذا الرجل، فهو مخزون من القيم، وتعلمت من مدرسته الكثير، واستطاع أن يصنع تحت قيادته رجال عدل وإنصاف، وكان لا يرضى أن يهان أي مواطن تحت أي ظرف”.