السفير المعلمي : إعلامنا الخارجي ضعيف .. مازلنا نعيش جدلية تبعيته للإعلام أم الخارجية

الإثنين ٢٩ مايو ٢٠١٧ الساعة ٤:٥١ مساءً
السفير المعلمي : إعلامنا الخارجي ضعيف .. مازلنا نعيش جدلية تبعيته للإعلام أم الخارجية

أكد السفير عبدالله بن يحيى المعلمي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، أن السعودية اليوم شريك أساسي في القرارات الهامة وموقفها هو الذي تسعى إلى معرفته وتبنيه الدول بعد أن ألزم الوفد الدبلوماسي نفسه مبدأ أن التحدث هو الأصل والحوار هو سبيل المشاركة الفاعلة في القرار الأممي، قائلا: ‏⁧السعودية‬⁩ دولة قيادية في العالم على كل الأصعدة، وهذا الدور تنامى كثيرا بسياسة ⁧‫الملك سلمان‬⁩ – يحفظه الله.

وأضاف في اللقاء الحواري الشهري المفتوح “حوار إعلاميون” الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالتعاون مع ملتقى “إعلاميون” ‬⁩مساء البارحة في قاعة الشيخ صالح الحصين بالمركز “قبل عام 2011 لا أعلم أن السعودية قد تبنت قرارًا في الجمعية العامة أو مجلس الأمن، ولكن اليوم هي شريك أساسي في القرارات الهامة التي تخص القضايا الدولية الأساسية مثل قضية فلسطين والأزمة السورية والأزمة اليمنية والتنمية المستدامة والتغير المناخي والقضايا الاجتماعية الدولية.

وأضاف المعلمي: كان الجو العام في وفد السعودية يتميز بالهدوء والبعد عن الجدل والالتزام بأن في الصمت السلامة ما لم يكن هناك إذن بالحديث والبحث عن التوافق والمواقف التي تتبناها دول شقيقة قيادية مثل مصر وباكستان، لكن اليوم اختلف الأمر وأصبح موقف السعودية هو الذي تسعى إلى معرفته وتبنيه بقية الدول قبل التصويت.

وأشار مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في عرض إجاباته على مداخلات الجمهور إلى أن الخلافات التي تحدث في المنطقة هنا خاصة الخليجية الخليجية أو الخليجية العربية أو حتى الإسلامية، لا تؤثر كثيرًا في عمل الوفود هناك، وأبان: التفاهم والتنسيق بين هذه الوفود جيد، ولكن هذه الخلافات بلا شك ستؤثر مع الوقت في وحدة المواقف العربية والإسلامية.

وطالب المعلمي بسرعة احتواء هذه الخلافات وتنقية الأجواء وأن يكون العمل الدبلوماسي سيد الموقف وأن يثمر في إظهار موقف موحد دوليًا وأمميًا، وقال: ‏⁧‫اختلافاتنا الخليجية لا شك تضعف مواقفنا الدولية المشتركة وتؤثر على توحيد صفنا دولياً.

وقال مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة: “المبدأ الذي ألزمنا به أنفسنا هو أن التحدث هو الأصل، وإن الالتزام بالصمت يحتاج إلى استئذان، وإن ذلك يتضح بشكل خاص في المجموعات الأساسية التي ننتمي إليها، وهي: مجموعة دول مجلس التعاون والمجموعة العربية والمجموعة الإسلامية”.

ولفت المعلمي إلى أن اشتعال الأزمات في المنطقة خاصة سوريا واليمن خلال الست السنوات الماضية دفع الوفد السعودي في الأمم المتحدة إلى خوض المعارك الدبلوماسية ومنها المعارك مع المندوب السوري.

وشدد على أن السعودية لها موقف صارم من أي اعتداءات أو تطاولات تتعرض لها على كل المستويات ولا تقبل أي مساس يمكن أن يلحق بالدول العربية أو الإسلامية، مستنكرًا بشدة التدخلات الإيرانية، وأن الخصام السعودي هو مع حكومة الملالي وليس مع الشعب الإيراني المسلم، وأنها ستقف لكل خططه الاستيلائية وأطماعها الاستعمارية الجديدة، موضحاً أن المقارنة مع الكيان الصهيوني غير واردة كون إسرائيل هي العدو الأول وهي نموذج الاستعمار القديم المستزرع في الجسد العربي وأن قضية فلسطين ستبقى هي قضية الأمة العربية الأولى مع عدم التهاون مع السياسات الإيرانية الشريرة، وأبان: نحن نتصدى لأي ضرر يواجهنا إن كان صهيونيًا أو صفويًا، وسنقف لهم بالمرصاد.

وأوضح المعلمي أن مهمته تركزت عندما تم تعيينه مندوبًا دائمًا لدى الأمم المتحدة في عام 2011 في الإعداد للعضوية المرتقبة لمجلس الأمن، حيث سعى لترتيب هذه المهمة عن طريق 3 محاور هي: بناء الطاقات والمواقف ومد الجسور.

وعبر المعلمي في هذا الصدد عن فخره بالعاملين في الوفد السعودي لدى الأمم المتحدة الذي يضم 30 سعوديًا نصفهم من حملة شهادة الماجستير أو أعلى وثلثهم من النساء.

وأشار إلى أن السعودية تشارك في 14 هيئة تنفيذية ولجنة وتنافس على 12 موقعًا، وتشارك في عدد من التجمعات غير الرسمية مثل أصدقاء مستقبل الأمم المتحدة وأصدقاء البحار والمحيطات وأصدقاء سمك القرش ومجموعة الجسور لإصلاح ميزانية الأمم المتحدة وأصدقاء الأسرة وأصدقاء تحالف الحضارات.

وأضاف: تهدف المملكة من خلال تلك المشاركات إلى إثبات وجودها وقدرتها القيادية وبالتالي الحصول على الدعم اللازم لمواقفها ولما تتبناه من أفكار أو مشاريع أو قرارات. ودعا المعلمي إلى عدم الإفراط في التفاؤل حول دور المنظمة الأممية، قائلاً: “علينا أن لا نبحث عن الكمال في الأمم المتحدة، وواجبنا أن نسعى إليه”.

وتساءل إعلاميون من الحضور عن تقييم المعلمي للإعلام السعودي الخارجي وجدوى تبعيته لوزارة الثقافة والإعلام أم لوزارة الخارجية، فأجاب السفير المعلمي: ليس المهم التبعية بقدر ما تكمن الأهمية في النتيجة والمحصلة المتحققة للوطن من هذا الإعلام، وحقيقة الإعلام الخارجي ضعيف ولا يتوازى مع مكانة المملكة الأممية والدولية وأيضا الدبلوماسية، ولدينا فرص كبيرة لم تستثمر بعد بواسطة هذا الإعلام، وما زلنا نعيش جدلية هل يتبع وزارة الثقافة والإعلام أم وزارة الخارجية.

وراهن المعلمي على الشباب السعودي المؤهل وأنه حين تهيأ لهم الأرضية المناسبة للعمل ويوفر لهم الدعم، فهم قادرون على إحداث أثر عالمي له قيمته المُضافة لمكاسب الوطن على المستوى الخارجي، فيما اعتبر عدد كبير من الإعلاميين أن الإعلام السعودي الخارجي “متوفى دماغيًا” وأنه مسجل غياب في تمثيل الوطن أو مواكبة ما يحققه من نجاحات دبلوماسية أو أممية، مطالبين بإيجاد حلول نموذجية لهذا الفشل الذريع، بحسب وصفهم.

وثمن السفير عبدالله المعلمي لمركز الحوار الوطني ولـ”إعلاميون” هذه الاستضافة واللقاء الرمضاني الفريد بحضور هذه الكوكبة من الإعلاميين والسياسيين والمفكرين، معتذرًا عن الكثير من الأسئلة التي تكشف بعض أسرار العمل، ومطالبًا الجميع بالعمل مع القضايا السياسية بدبلوماسية عالية، قائلا: إن التحدي الذي تواجه البلاد هو صناعة الكوادر البشرية المؤهلة، والوطن لا بد أن يستثمر في هذا الاتجاه بشكل قوي وفق الرؤية الوطنية 2030 التي وضعت استراتيجية لكل شيء بما في ذلك السياسة الخارجية والبناء الدبلوماسي الحصيف، فالوطن يزخر برجالات في كل المجالات ولله الحمد.