ترامب في #قمة_الرياض: من هذه الأرض المقدّسة سيكون ميلاد حضارة جديدة وبداية نهاية الإرهاب

الأحد ٢١ مايو ٢٠١٧ الساعة ٦:٢٩ مساءً
ترامب في #قمة_الرياض: من هذه الأرض المقدّسة سيكون ميلاد حضارة جديدة وبداية نهاية الإرهاب

أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطابه للقمة الإسلامية الأميركية اليوم الأحد 21 أيار/مايو، من العاصمة السعودية الرياض، أنَّ واشنطن تعتمد على السياسة القائمة على القيم والمصالح المشتركة، مبيّنًا أنَّ “معركة الإرهاب هي معركة بين مجرمين متوحشين يريدون إبادة الحياة البشرية وأناس متحضرين من كل الديانات يريدون حمايتها، ولافتًا إلى أنَّ “الطريق إلى السلام يبدأ هنا، في هذه الأرض العتيقة، في هذه الأرض المقدسة، وأميركا مستعدة للوقوف معكم”.

وشكر ترامب، الملك سلمان ومملكته الرائعة، الذي شرّفه الاستقبال العظيم فيها، مضيفًا “الكلمات لا تفي بهذه الضيافة الرائعة التي قدمتموها لنا منذ وصولنا، كذلك استقبلتموني في بيت مؤسس المملكة الذي وحّد شعبكم العظيم، والذي عمل مع قائد أميركي آخر هو روزفلت”.

وأضاف “الملك سلمان والدك سيكون فخورًا جدًا برؤيتك على خطاه، منذ انطلاق الفصل الأول للشراكة بين بلدينا، واليوم نبدأ فضلاً جديدًا في هذه الشراكة”.

من قلب العالم الإسلامي أمد يد السلام لكم: 

وأردف “أقف أمامكم ممثلاً للشعب الأميركي، وأقدم لكم رسالة الصداقة والأمل والحب، ولهذا اخترت قلب العالم الإسلامي في مستهل زيارتي الخارجية الأولى، في كلمتي الافتتاحية للشعب الأميركي وعدتهم بأنَّ أميركا لن تسعى لفرض أسلوبها على الأخرين، بل لمد يدها برؤية السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة والعالم، هدفنا هو تحالف أمم تشارك هدف القضاء على التطرف”.

وأوضح أنَّ “هذا التجمع التاريخي الفريد، سيعزز أمننا وأمن حلفائنا التاريخيين، نبدأ حقبتها بأمل وروحية عالية”، مشيرًا إلى أنَّ “لقاءاتي مع الملك سلمان وولاة عهده كان فيها دفء كبير، ووقعنا اتفاقيات تعكس توافقنا، شملت الجانب الدفاعي، وسوف نتأكد من مساعدة أصدقائنا السعوديين في الحصول على الأفضل، بما يساعد الجيش السعودي على أداء دوره الأمني بصورة أكبر في المنطقة”.

وبيّن أنَّ “هدفنا هو ائتلاف الدول التي تشترك في هدف القضاء على التطرف، وتوفير مستقبل واعد لأطفالنا”، مشيرًا إلى أنَّ “أميركا دولة ذات سيادة، وأولويتنا الأولى هي دائمًا سلامة وأمن مواطنينا، لسنا هنا لإلقاء محاضرة، أو لنقول للآخرين كيف يعيشون، أو ما يجب القيام به، أو كيفية العبادة، بل لتقديم شراكة على أساس المصالح والقيم المشتركة، ولمتابعة مستقبل أفضل لنا جميعًا”.

وأبرز أنَّه “لاحقًا اليوم سنكتب تاريخًا جديدًا في افتتاح مركز اعتدال، من هذه الأرض المسلمة هذه الأرض المقدّسة، التي تنطلق منها رسالة السلام”.

أبهرتني عزيمة الملك سلمان:

وأضاف “أتطلع للعمل مع الملك سلمان الذي أبهرتني عزيمته القوية، ورؤيته المرشدة، ومعكم جميعًا، لاسيما بعدما عرفت الجهود الكبيرة، التي بذلها التحالف العربي، في طرد الحوثي من اليمن، بعدما انقلب على الشرعية، والجهود التي تبذلها القوات في العراق لطرد داعش بمساعدة من التحالف الدولي وأميركا، وكل هذا يتطلب أن تضمن الدول الإسلامية ألا يجد الإرهابيين ملاذًا آمنًا”.

من هذه الأرض المقدّسة:

وأردف “من هذا المكان المذهل، الذي تعرفت عليه في فترة وجيزة، يعقبه زيارة إلى بيت لحم والقدس والفاتيكان، وهي مراكز الديانات الإبراهيمية الثلاث، من هنا أبدأ رسالة وقف تمويل الإرهاب، ودحض أيديولوجيّته، من هذه الأرض المقدّسة التي يتوافد إليها الملايين من كل أنحاء العالم لأداء فريضة الحج، وأميركا مستعدة للوقوف معكم؛ سعيًا وراء المصالح المشتركة والأمن المشترك”.

أفعال إيران السبب الأول لعدم الاستقرار:

وفي شأن التخلات الإيرانية، تابع الرئيس الأميركي “ما تسبب بانعدام الاستقرار، كان بالأساس بسبب أفعال إيران التي بدأت من لبنان وصولا إلى العراق وسوريا واليمن، لعدة عقود، هي حكومة تتحدث علانية عن التدمير والقتل، وبيننا هنا من شهد ذلك على أرضه، وكذلك سوريا التي يرتكب فيها الأسد جرائمًا صادمة، والذي واجهناه بعد الهجوم الكيماوي على خان شيخون”، مشدّدًا على أنَّه “علينا إنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا”.

وأكّد ترامب أنَّ “ضحايا النظام الإيراني هم أولاً الشعب الإيراني، بسبب سعي قادتهم للإرهاب، وكل الأمم ذات الضمير عليها أن تعمل منًا لمنع طهران من تمويل الإرهاب”.

معًا في وجه قتل المسلمين:

واستطرد “أحيي دول مجلس التعاون الخليجي على منع استخدام دولهم في المعادلات الإرهابية، والتصدي لأنشطة حزب الله الإرهابي”، مبرزًا أنّه “هذا يتطلب التصدي إلى أزمة التطرف الإسلامي، والقيام بإلهام الآخرين والتأثير فيهم إيجابيًا، لنقف معًا في وجه قتل المسلمين الأبرياء وإرهاب اليهود وقتل المسيحيين، اطردوا المتطرفين إلى خارج أرضكم المقدّسة، وسوف نتخلص من الاستراتيجيات التي لم تنجح، إذ أنَّ الإرهابيين لا يعبدون الله بل مصالحهم، والله سيحاسبنا إن لم نواجههم”.

قمة البداية لنهاية الإرهاب:

وتابع “الشباب المسلمون يجب أن يكبروا أحرارًا من الخوف، أبرياء من الكراهية، لديهم فرصة لبناء ازدهارهم، وبعون الله هذه القمة هي بداية نهاية ممارسي الطرف والإرهاب، وهذا المستقبل لا يمكن تحقيقه إلا عبر هزيمة الإرهاب والإيديولوجيا التي تغذيه”.

وأوضح ترامب، مخاطبًا قادة وشعوب أكثر من 50 دولة، أنّه “سنتخذ قراراتنا اعتمادًا على معطيات الواقع الحقيقي، وليس الأيدولوجيات المتصلبة، سنسترشد بدروس الخبرة، وليس بحدود الأفكار الجامدة، وسنسعى، حيثما أمكن، إلى إجراء إصلاحات تدريجية، لا تدخلات مفاجئة”.

وأشار إلى أنَّ “شعوب الشرق الأوسط عليها أن تقرر نوع المستقبل الذي تريده ولها ولبلدانها وأطفالها، فهذه ليست معركة بين مختلف الديانات والطوائف والحضارات، بل بين المجرمين الهمجيين، الذين يسعون إلى طمس حياة الإنسان، وبين الذين يسعون إلى حمايته من جميع الأديان، إنها معركة بين الخير والشر”.

وأضاف “هذا يعني بصدق مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والجماعات الإسلامية الإرهابية التي تلهمها، والوقوف معًا ضد قتل الأبرياء المسلمين، ولن يشكّ أعداؤنا أبدًا في تصميمنا، فشراكتنا ستعزز الأمن من خلال الاستقرار، لا من خلال الاضطرابات الأصولية”.

السعودية تستثمر في مستقبل المنطقة:

واختتم ترامب خطابه، مبيّنًا “أشكر الملك سلمان على هذه اللحظات التاريخية، واستثماراتكم الكبيرة في أميركا، فضلاً عن الاستثمار بهذه المنطقة الخصبة، ومستقبلها، التي تضم المكونات كافة لتكون في قمة الأمم، هناك روح تتوق إلى العدالة والسلام، ومليارات الأعين تنتظر مخرجات اجتماعنا هذا لحمايتهم من الأيديولوجية العنيفة”.

وأردف “من هنا سيكون ميلاد حضارة جديدة، ينتظر ثورة من عجائب العلوم والفنون والاستثمار، لبناء المستقبل المبهر، لا يخشى فيها الأب على أطفاله، وهذه من بركات السلام والازدهار التي تتوق إليها القلوب كافة، أسألكم لنحارب معًا، فوحدتنا تضمن لنا النجاح، ولا أحد يستطيع أن يهزمنا”.

 

يذكر أنَّ ترامب وصل إلى الرياض، صباح السبت، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي، ليصبح بذلك أول رئيس أميركي يبدأ زياراته الخارجية بزيارة دولة عربية أو إسلامية.

وعقد خادم الحرمين الشريفين، والرئيس ترامب، قمّة جرى خلالها بحث العلاقات بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة لاستقرار وأمن المنطقة.