رمضان في السعودية.. من رؤية الهلال إلى العشر الأواخر الروحانية تمتزج بالإنسانية

الثلاثاء ٣٠ مايو ٢٠١٧ الساعة ١١:٥٢ مساءً
رمضان في السعودية.. من رؤية الهلال إلى العشر الأواخر الروحانية تمتزج بالإنسانية

يمتاز شهر رمضان في المملكة العربية السعودية، بجوٍّ روحاني خاص، ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان.

ويعتمد المواطنون على ما تبثه وسائل الإعلام في شأن إثبات شهر رمضان، والتي بدورها تتلقى خبر ذلك عن طريق الهيئات الشرعية والفلكية المكلفة برصد الأهلة القمرية، كما تتبع العديد من دول العالم الإسلامي في ثبوت شهر رمضان إثبات السعودية له.

ومن عادات أهل السعودية عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه (فكوك الريق)، وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة.

الفول في رمضان:

ولدى بعض العائلات تقاليد، بأن يعيّن إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة، دوريًّا، بادئين بكبير العائلة. وبعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، ولا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه شيء.

وطبق الفول في السعودية ذو فنون وشجون؛ فهناك الفول العادي، والقلابة، وفول باللحم المفروم، والكوكتيل، والفول بالبيض، والفول باللبن. أما أفضل أصنافه فهو الفول المطبوخ بالجمر، الذي توضع فيه جمرة صغيرة فوق السمن، ويغطى بطبق آخر لإعطائه نكهة مميزة.

ومن الأكلات الشائعة التي تضمها مائدة الإفطار إلى جانب طبق الفول (السمبوسك)، وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم، و(الشوربة) وخبز (التميس)، وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل السعودية بصنعها في هذا الشهر الكريم.

المشروبات الشعبية في رمضان:

وبجوار تلك الأطعمة يتناول الناس شراب (اللبن الرائب)، وعصير (الفيمتو). وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في رمضان خاصة عند أهل السعودية (الكنافة بالقشدة)، و(القطايف بالقشدة)، و(البسبوسة)، و(بلح الشام).

وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت، لاسيّما عندما يكون في البيت ضيوف، بمبخرة على الحاضرين.

التراويح:

وبعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع- رجالًا ونساءً- لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد، وهناك بكل مسجد قسم خاص بالنساء.

أما عن عدد ركعات صلاة التراويح، فهي تصلى عشرين ركعة في الحرمين، وفي باقي مساجد السعودية بعض المساجد تكتفي بصلاة ثماني ركعات، وبعضها الآخر يصليها عشرين ركعة.

 

ويختم بالقرآن في غالبية مساجد السعودية خلال شهر رمضان. ويعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس ديني يلقيه إمام المسجد، أو يُدعى إليه بعض أهل العلم في السعودية.

والناس هناك يجتمعون عادة كل ليلة في أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت، ثم ينصرفون للنوم، وينهضون عند موعد السحر لتناول طعام السحور.

السحور:

ويتميز السحور، بوجود (الخبز البلدي) و(السمن العربي) و(اللبن) و(الكبدة) و(الشوربة) و(التقاطيع)، وأحيانًا (الرز والدجاج)، وغيرها من الأكلات الشعبية.

العمل والصدقة:

وتتغير أوقات العمل والدوام الرسمي في السعودية لتناسب الشهر الكريم؛ إذ تقلّص ساعات العمل مقدار ساعة أو يزيد يوميًّا؛ مراعاةً لأحوال الصائمين.

وتنتشر بشكل عام في جميع أنحاء السعودية المناسبات الخيرية (البازارات) لجمع التبرعات والصدقات، وتوجه الدعوات للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين، وتقديم المساعدات والمعونات لهم. كما يحرص أهل الخير على إقامة الموائد الرمضانية الخيرية، وتقديم الأطعمة على نفقاتهم الخاصة. أما الماء فيوزع في برادات مثلجة.

وبعد يوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ الأهالي بتوزيع زكاة الفطر، وصدقاتهم على الفقراء والمساكين وابن السبيل، ويستمرون في ذلك حتى قبيل صلاة العيد.

عمرة رمضان:

وفي النصف الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة، أما في العشر الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للاعتكاف في الحرم النبوي أو المكي.

وتبدأ صلاة التهجد في مساجد السعودية بعد صلاة التراويح، وتصلى عشر ركعات، يُقرأ خلالها في بعض المساجد بثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًّا، وتستمر تلك الصلاة حتى منتصف الليل أو نحوه.

 

إفطار الجاليات:

وانتشرت في السعودية عادة طيبة، وهي إقامة موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في السعودية، وتقام تلك الموائد بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي يكثر فيها تواجد تلك العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها.

ومن العادات المباركة في السعودية أيضًا توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور، للذين أدركهم أذان المغرب، وهم بعدُ على الطريق إلى بيوتهم؛ عملًا بسُنَّة التعجيل بالإفطار.