محمد السلمي: هذان العنصران خطر داهم على المنطقة

الإثنين ٨ مايو ٢٠١٧ الساعة ١٢:٤٩ صباحاً
محمد السلمي: هذان العنصران خطر داهم على المنطقة

سلط رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، الدكتور محمد السلمي، الضوء على التحولات العسكرية والأمنية التي تمر بها المنطقة، وتدخلات إيران العدائية في شؤون الدول.
وأوضح خلال ورشة عمل بعنوان “المؤسسة العسكرية في إيران بين الدولة والثورة”، في الرياض أمس الأحد، أن ظاهرتي الطائفية والإرهاب تحدٍّ حقيقي وعنصران متلازمان يشكلان خطرًا داهمًا للمنطقة والعالم، ومن أجل استئصالهما فلا مناص من القضاء على المسببات الرئيسة لظهورهما.
وجاء نص كلمة السلمي:

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحابَ السُّمُوِّ والمعالي والسعادة، السيداتُ والسادةُ، الحضورُ الكريمُ ضيوفُ مركزِ الخليجِ العربيِّ للدراساتِ الإيرانية
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد…
في البدايةِ نرحِّبُ بكم أجملَ ترحيبٍ ونشكُرُ لكم كريمَ استجابتِكُم لدعوةِ المشاركةِ والحضورِ من داخلِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ وخارجِها، وتحمُّلَكم عناءَ السفرِ، فهذا كرمٌ منكم نقدِّرُه كثيرًا.
السيداتُ والسادةُ،
تعيشُ مِنطَقة الشرقِ الأوسَطِ وشمالِ إفريقيا تحوُّلاتٍ عسكريةً وأمنيةً وجيوسياسيةً خطيرةً، إذْ تشهَدُ دولٌ عديدةٌ، من بَينِها العراقُ وسوريا ولبنانُ واليمنُ، ونيجيريا والسودان والصومال، حالةً من اللا استقرارِ والصراعاتِ والاقتتالِ الداخليِّ، وقد أدَّت هذه الحالةُ إلى بروزِ عديدٍ من الجماعاتِ المسلَّحةِ أو ما يُعرَفُ بالفاعلينَ من غَيرِ الدُّولِ (None State Actors).
كذلك تُعَدُّ ظاهرتَا الطائفيةِ والإرهابِ تهديدًا حقيقيًّا تواجِهُهُ المِنطَقَةُ والعالَم، ولا يَخفَى على المُتابِعِ لشؤونِ المِنطَقَةِ أن النِّظامَ الإيرانيَّ ضَالِعٌ في جُزءٍ أصيلٍ مِن هذا التهديدِ.
ويشكِّل هذانِ العنصرَانِ المتلازمانِ، الطائفيةُ والإرهابُ، خطرًا داهمًا على المِنطَقة والعالَمِ، ومن أجلِ استئصالِ هذينِ العنصرينِ فلا مَنَاصَ من القضاءِ على المسبِّبات الرئيسيَّةِ لظهورِهِمَا.
ويرى كثيرٌ من الخبراءِ والمحلِّلينَ أن إيرانَ قد لعِبَت -ولا تزالُ- دورًا بارزًا في التهديداتِ الأمنيَّةِ والعسكريةِ تِجاهَ دُوَلِ المِنطَقةِ، وعمِلَتْ بكثيرٍ من التخطيطِ والتدبيرِ على إذكاءِ الصراعاتِ الطائفيَّةِ ونُشُوءِ الجماعاتِ الإرهابيةِ، مِن خلالِ عديدٍ من الأدواتِ والوسائلِ، مِن بَينِها أَذْرُعُ الحرسِ الثوريِّ، وفيلقُ القدسِ، والميليشياتُ الطائفيةُ، والخلايا النائمةُ والنَّشِطةُ، وخلايا التجسُّسِ، وغيرُها.
وفي ظِلِّ تَسارُعِ الأحداثِ وتَشابُكِها، وفي إطارِ ضَرُورةِ فَهمِ “الآخَرِ” وقُدُراتِهِ وإمكانياتِهِ وتَقْييمِ نِقاطِ القوةِ والضعفِ وأدواتِهِ المباشِرةِ وغيرِ المباشرةِ، وفي إطارِ الدورِ المنوطِ به مراكزُ الفِكْرِ والدراساتِ، وإسهامِها في هذا الجانبِ الحيويِّ والهامِّ، تأتي فكرةُ ورشةِ العملِ هذه تحت عنوان: “المؤسَّسةُ العسكريةُ في إيرانَ بينَ الدولةِ والثورة”.
الإخوةُ والأخواتُ
لقد استشعرَ مركزُ الخليجِ العربيِّ للدراساتِ الإيرانيةِ أهميَّةَ هذا الموضوعِ، ووجَدَ الفراغَ البحثيَّ والمعرفيَّ الكبيرَ في تسليطِ الضوءِ على تفاصيلِ المؤسسةِ العسكريةِ في إيرانَ، بخاصَّةٍ في ظلِّ ما تشهَدُهُ المِنطَقةُ من تصعيدٍ كبيرٍ مِنَ الجانبِ الإيرانيِّ تِجاهَ دُولِ الجوارِ، وإيمانًا مِنَ المركزِ بأهمِّيةِ العملِ التخصُّصيِّ الدقيقِ والعميقِ، فقَدْ أخَذَ على عاتقِهِ تسليطَ الضوءِ على هذا الجانبِ الهامِّ عَبْرَ مُشارَكَةِ نُخبةٍ مِنَ الخبراءِ والباحثينَ والقياداتِ العسكريةِ في المِنطَقةِ الخليجيةِ والعربيةِ للوصولِ إلى صورةٍ واضحةٍ ومتَّزِنةٍ وقراءةٍ علميةٍ رصينةٍ لواقعِ المؤسسةِ العسكريةِ في إيرانَ في إطارَيِ الدولةِ والثورةِ، على المستويَيْنِ الداخليِّ والخارجيِّ، وعلى الأصعدة كافَّةً، الاقتصاديةِ والأيديولوجيةِ والعسكريةِ والاجتماعيةِ.
الحضورُ الكريمُ
في الختامِ نشكُرُ كُلَّ مَنْ شرَّفَنا بالحضورِ في ورشةِ العملِ هذه، ونَرجُو لكُلِّ المشارِكينَ في الورشةِ يومًا مُمتِعًا ومليئًا بالأفكارِ والأطروحاتِ النافعةِ والمفيدةِ.