“الجزيرة” في عصر البكائيات .. آلة هدم العالم العربي تتكسر على أمواج المقاطعة

الجمعة ٣٠ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٣:١٦ صباحاً
“الجزيرة” في عصر البكائيات .. آلة هدم العالم العربي تتكسر على أمواج المقاطعة

دخلت قناة الجزيرة، منبر الفتنة القطري، مسرح البكائيات، منذ الإعلان عن مطالب دول المقاطعة الأربع، التي تشمل إغلاق الأفعى الإعلامية، التي روّجت للإرهاب، واستضافت المحرّضين عليه، وساهمت في اختلاق الأحداث، في ما يسمى بـ”الربيع العربي”.

وتستغل قناة الجزيرة القطرية كل علاقاتها الإعلامية في الغرب، لتهويل مسألة مطالبة الدول الخليجية المتضررة من الإرهاب بإقفالها، زاعمة أنّها منبر إعلامي حر، في حين أنّها قناة عسكرية، وذراع إعلامية لتنظيم “القاعدة” الإرهابي، وجماعة “الإخوان المسلمين”، فضلاً عن تنظيم “داعش”.

 

العساف لـ”المواطن”: الجزيرة تحوّلت إلى آلة هدم وسعت لطعن السعودية

وأوضح الأكاديمي المتخصص في الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف، في تصريح خاص لـ”المواطن“، أنَّ “هناك مواثيق شرف إعلامية، منها ميثاق جاكرتا، كان لا بد من تفعيله، وغيره من المواثيق والأدبيات الخليجية، التي تحتّم التصدي للوسائل الإعلامية التي تسعى إلى شق الصف العربي، وتطعننا في أعز ما نملك وهو وحدة وطننا”.

وشدّد العساف، على أنَّ وسيلة الإعلام هي وسيلة بناء لا هدم، إلا أنَّ الجزيرة استغلّت اعتقاد الناس بصدقها، وسعت إلى تفريق الأمة إلى دويلات صغيرة، وأحزاب، وهو ما يحتم إغلاقها، ومحاربتها، وممارسة الضغوط كافة عليها، حتى تعود إلى الإعلام الصادق، البنّاء، الذي يعزز العلاقات الأخوية، وتقدّم نماذجًا إيجابية تعدل فيها أخطاءها السابقة.

الغرب يطالب بإقفال الجزيرة .. أفلامهم تقتلنا!

والمطالبات بإقفال قناة الجزيرة، ليست وليدة اليوم، وليست خليجية فحسب، بل من دول كثيرة في العالم، فمنذ حادثة 11 سبتمبر 2011م طالبت أميركا بإقفال قناة الجزيرة، لوجود علاقة وطيدة للقناة مع تنظيم “القاعدة”، وبالذات مع ابن لادن، والظواهري، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق كولن باول إنَّ “هذه النماذج التي تظهر على قناة الجزيرة تقتلنا”.

وهاجم المذيع الأميركي الشهير جو سكاربورو، قناة الجزيرة، متهمًا قطر باستغلالها لدعم الإرهاب ونشر الفوضى، معتبرًا إياها “منصة لدعم ومساعدة المنظمات الإرهابية، مثل حزب الله، وجماعة الإخوان المسلمين، وتعمل على نشر التضليل”.

وتساءل سكاربورو “لماذا يضطر أطفالنا لمشاهدة الأفلام الوثائقية التي تمجد أسامة بن لادن، الرجل الذي كان يحاول دائمًا قتلنا؟”، مبيّنًا أنَّ “المواد التي تبثّها الجزيرة تجعل بلدانًا مثل السعودية والإمارات محقة في اتهاماتها وتحفظاتها حول القناة”.

متهمون بالإرهاب يعملون لديها جهرًا:

وتضمَّ الجزيرة، الوحيدة في العالم، على قوائم منسوبيها، عددًا من المعتقلين بتهم إرهابية، مثل مصور القناة سامي الحاج، الذي كان من معتقلي غوانتانامو لسنوات عدة.

واعتقلت إسبانيا، مراسل قناة الجزيرة، وقامت بمحاكمته والحكم بالسجن عليه سبع سنوات عام 2003م، بتهمة التعاون مع تنظيم “القاعدة” ونقل الأموال له.

العالم العربي شاهد حي منذ “الربيع العربي”:

وتدرك الحكومات العربية والمتخصصون الإعلاميون، أنَّ قناة الجزيرة ليست قناة إخبارية، بل هي منصة للتحريض والدعوة للخروج على السلطات، عبر تأطير الأخبار، والفبركة والتهويل، وتزييف الحقائق، وممارسة الشحن السلبي لزيادة احتقان الشارع العربي، الذي أدى إلى الملايين من القتلى والمشردين والمهاجرين في الثورات العربية.

وسلّطت مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية الضوء على التحولات التي شهدتها قناة الجزيرة منذ بداية عملها وصولاً إلى أزمتها المتفاقمة مع دول الخليج، وإدانتها باتباع توجيهات الإدارة القطرية لإشعال الفوضى بين دول المنطقة، مبيّنة أنَّ العاملين بشبكة الجزيرة، التي افتتحت عام 1996، كانوا في الأصل من طاقم فريق عمل محطة “بي بي سي” البريطانية، التي قررت السعودية إغلاقها في فترة التسعينات، حيث انتهزت الجزيرة الفرصة بضمهم إليها بعدما كانت تبحث عن فريق عمل متميز وخبير في العمل الإعلامي.

التطرف بطولة وانحياز كامل للإخوان:

وكشفت أنَّ “الشبكة بعد ذلك، بدأت في تحويل وجهات النظر المتطرفة إلى آراء بطولية، فكانت تبث رسائل أسامة بن لادن ويوسف القرضاوي من خلال برنامج خصص له، حتى أن مدير الشبكة في بيروت أذاع على الهواء مباشرة في أحد المرات حفل عيد ميلاد لأحد المسلحين المتهمين بقتل أربعة إسرائيليين”.

وأشارت إلى أنّه “مع حلول ثورات الربيع العربي في عام 2011، كانت نقطة التحول بالنسبة للجزيرة، حيث زادت نسبة المشاهدة للشبكة بنسبة 2500% أثناء مظاهرات 25 يناير في مصر، وكانت مصدرًا لمعلومات المراقبين، على الرغم من تفضيل الشبكة أسلوب التغطية المنحاز للإخوان في مصر، وهو ما جعلها تضحي بحيادية السياسة التحريرية في سبيل اتباع التوجيهات المملاة من القيادة القطرية”.