ألاعيب قطر لن تعيدنا إلى المربّع الأول .. الثقة المفقودة في الدوحة عنوان المرحلة

الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٨:٠٦ مساءً
ألاعيب قطر لن تعيدنا إلى المربّع الأول .. الثقة المفقودة في الدوحة عنوان المرحلة

انتهت الزيارات المكوكية لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، إلى منطقة الخليج، مع تصاعد وتيرة الأزمة والعزلة التي تعيشها قطر، دون بادرة أمل في الأفق القريب، مع تعنّت الدوحة، واستمرارها في اتّخاذ خطوات مراهقة، غير محسوبة العواقب.

وأكّدت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في بيان مشترك، أنَّ “مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين واشنطن والدوحة جاءت نتيجة مطالب الدول الأربع المستمرة”، معتبرة أنَّ “توقيع هذه المذكرة خطوة غير كافية وسنراقبها”.

وشددت على أنَّ “نشاطات الدوحة بدعم الإرهاب يجب أن تتوقف نهائيًا، ولا يمكن الوثوق بأي التزام يصدر عن الدوحة دون ضوابط صارمة، إذ إن قطر دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات”.

وبيّنت أنَّ “الإجراءات الجارية ضد قطر ستستمر حتى تنفيذها للمطالب كافة، إذ إن هذه الإجراءات جاءت بسبب دعم الدوحة للإرهاب وتمويله”.

وقالت الدول الأربع إن “مطالبنا من قطر عادلة ومشروعة”، مثمّنة جهود واشنطن في مكافحة الإرهاب وتمويله، ولافتة إلى أنَّ “القمة الإسلامية ـ الأميركية شكلت موقفاً صارماً لمواجهة الإرهاب”.

 

تشابك ألاعيب قطر يبعدنا عن الأرضية المشتركة:

واجتمع تيلرسون مع وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر، ولا ندري ما الذي حمله في جعبته، فالرجل سبق مباحثاته بمذكرة تفاهم مع قطر حول تمويل الإرهاب، وكأنه يقول لنا إنه أنجز البند الأهم في قائمة المطالب التي قدمت لراعية الإرهاب.

وفي مناسبات عدة خلال الحديث عن الأزمة مع قطر، أكّد تيلرسون أنَّ “الولايات المتحدة الأميركية تضع محاربة الإرهاب والتطرف كأولوية”، إلا أنَّ الاتفاق الموقع في الدوحة، لم يصل بالأزمة إلى أرضية مشتركة، حول المطلوب من قطر لوقف شرها ضد جيرانها وأمتها.

 

الإرهاب ليس تمويلاً وحسب:

وعلى الرغم من أنَّ أميركا ترى التشابك بين خيوط الألاعيب التي تُلعب في الدوحة، ابتداءً من جماعة القرضاوي، وانتهاء بعصابة عزمي، إلا أنَّ واشنطن تنظر إلى جانب واحد فقط، وهو تمويل الإرهاب، إلا أنَّ الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ترى الصورة الأوسع، التي تشمل احتضانه، وتوفير البيئة الآمنة له، والتحريض عليه.

 

خلاصة القضية مع قطر:

أمننا أولوية، حتى لو لم تعد هذه العبارة تذكر في البيانات، فإنها المحرّك الأساس لكل ما يحدث في المنطقة، فهي خلاصة قضيتنا مع قطر، بعيدًا عن “هلوسات الدوحة”، أمننا هو الذي تعرض للخطر طوال السنوات الماضية، والفرص مُنحت لقيادات قطر المختلفة، على مدار عقدين من الزمن، والصبر نفد، ولا عودة إلى نقطة الصفر، فنحن لسنا أحجار شطرنج، بل نطلب حماية دول وشعوب.