“النجارة” حرفة أصيلة حفظها التاريخ وتتجسد في سوق عكاظ

الأحد ١٦ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٥:٣٠ صباحاً
“النجارة” حرفة أصيلة حفظها التاريخ وتتجسد في سوق عكاظ

تنتشر على طول جادة سوق عكاظ في نسخته الحادية عشرة العديد من الأجنحة المخصصة للحرف والنجارة وخاصة النحت على الخشب والزخرفة عليها والتي لاقت رواجا من زوار السوق وحرصوا على اقتناء العديد منها .
وتتصدر هذه المهن الحرفية التي كان لها نصيب كبير من تواجد الزوار وتوافدهم مهنة الجلاف أو القلاف وهو صانع القوارب أو السفن القديمة ومهندسها والذي يقوم بأعمال النجارة ويتولى تحديد المقاسات المطلوبة للقارب .
ويبدأ الجلاف أو القلاف بتنفيذ مهامه في القارب أو السفينة بدءا من القاعدة التي يساعده على تنفيذها مجموعة من ” القلافين ” بتشييدها وبإعداد العامودين الأمامي والخلفي للمركب ثم يقوم بتركيب الألواح الخشبية السبعة على الجانبين وتركيب الأضلاع ليحكم بعد ذلك ربط الألواح بالأضلاع فيكتمل هيكل القارب حيث يضع بعدها ” الكلفات ” بين الألواح ويدهن القارب بالصل .
وكالة الأنباء السعودية كان لها لقاء مع أحد الحرفيين في مهنة الجلافة أو القلافة منذ زمن وهو عبدالعزيز حسن الحلواني من محافظة أملج الذي حصل على جائزة أفضل حرفي في منطقة تبوك وشارك في العديد من المعارض والمهرجانات داخل المملكة وخارجها وتعد هذه المشاركة هي الخامسة له في فعاليات سوق عكاظ.


ويحتوي جناح الحلواني على مجموعة من النماذج لقوارب وسفن قديمة بأحجام مختلفة قام بنحتها للمشاركة بها في فعاليات السوق وتعد نموذجا للقوارب القديمة التي كان يستخدمها الصيادون في طلعاتهم اليومية للظفر بما يجود به قاع البحر من أسماك وكائنات بحرية للتجارة بها أو جلها وجبة من وجباتهم اليومية .
وبين أن القوارب والسفن كانت تستخدم قديما كذلك في التنقل بين محافظة أملج ومحافظة ضباء لنقل حجاج بيت الله الحرام القادمين من مصر إلى جانب استخدامها في نقل البضائع للتجار والأهالي بين المحافظات الواقعة على طول ساحل البحر الأحمر .
وأشار إلى أنه يستخدم في صناعة هذه القوارب والسفن أخشاب الكافور والسدر والكينه والنيم والتي تزرع جميعها ويتم إحضارها من داخل المملكة سواء في محافظة أملج أو خارجها ويدخل القطن في صناعة الحبال التي يتم ربط أجزاء السفينة بها لتثبيت أعمدتها فيما يستخدم القماش العادي لصنع الشراع المخصص لتوجيه القارب أو السفينة حسب اتجاه الرياح .

وأفاد الحلواني أن المجسم الكبير للسفينة يأخذ فترة ما بين 15 إلى 20 يوم عمل والمجسم الصغير يأخذ ما بين 3 إلى 5 أيام بسبب أعمال الحفر والنحت على المجسم والتي تتم بواسطة المنشار والمطرقة والشاكوش والمنظار ومكينة خاصة بالحفر في الخشب وتثبيت أجزاء السفينة أو القارب بالمسامير وطلائها بعد ذلك من الداخل والخارج بمادة ” السندروس ” المقاومة للماء وإضافة الأصباغ أو الألوان ليصبح المجسم بعدها جاهرة للعرض .
ويعرض الجناح إلى جانب مجسمات السفن والقوارب بعض المنحوتات للحلواني وهي عبارة عن صحاف تستخدم لتقديم الطعام للضيوف إلى جانب باب تراثي قديم كان يستخدم قديما في محافظة أملج ويتكون من باب كبير الحجم أو درفه وبداخله بابين مختلفي الحجم منقوشه بنفس نقوس الأبواب القديمة .